‫الرئيسية‬ مقالات للحقيقة لسان  رحمة عبدالمنعم  زادنا العالمية…خطوط إمداد وطنية
مقالات - ‫‫‫‏‫3 أسابيع مضت‬

للحقيقة لسان  رحمة عبدالمنعم  زادنا العالمية…خطوط إمداد وطنية

للحقيقة لسان      رحمة عبدالمنعم      زادنا العالمية…خطوط إمداد وطنية

حين تشتد الأزمات، ويعلو نداء الوطن المكلوم، لا يبقى في الساحة إلا أولئك الذين يشبهون التُرابَ في صبره، والذهبَ في معدنه ،من بين هؤلاء، تنهض شركة زادنا العالمية للاستثمار، لا كمستثمر يبحث عن أسواق، بل كمواطن مؤتمن على نبض بلاده، يُجيد فن الانحياز لقيم الواجب والمسؤولية الوطنية.

في مواجهة الموجة الراهنة لوباء الكوليرا الذي يعصف بولاية الخرطوم، لم تنتظر زادنا نداءات الاستغاثة، بل سبقت الحدث كعادتها، وتبرعت بخمسين ألف عبوة محلول ملحي، ضمن خطة طوارئ عاجلة، في وقت تنوء فيه البلاد تحت وطأة تفاقم الوضع الصحي ،ليس ذلك فحسب، بل أتبعت هذه الخطوة بكميات معتبرة من الأدوية المنقذة للحياة، وشرعت في تجهيز مبيدات رش لتعقيم المرافق والمنازل، في تنسيق دقيق مع السلطات الصحية.

هذا التحرك الاستباقي، وهذه اليد التي لا تتردد حين يستدعي الوطن أبناءه، هي ما جعلت وزير الصحة الاتحادي، الدكتور هيثم محمد إبراهيم، يقف عند مبادرة زادنا وقفة تقدير لا مجاملة فيها،فالرجل لم يُخفِ إعجابه بهذا الدور الذي وصفه بـ”المنهجي والمشهود”، مشيداً بما تم من تنسيق مسؤول وتحديد دقيق للأولويات، في وقت يحتاج فيه السودان إلى مثل هذه النماذج الوطنية.

وليس هذا هو الموقف الأول لزادنا،فمنذ أزمة كورونا، حينما كانت الرؤية ضبابية والأنظمة الصحية في حالة ارتباك عالمي، بادرت الشركة إلى تقديم ما استطاعت من دعم لوجستي ومستلزمات طبية، واستمرت على ذات النهج حتى اليوم، ترفد القطاع الصحي بما تيسر، وتتفاعل مع متغيرات المشهد الصحي لا كمراقب، بل كشريك في حمل العبء.

الدكتور طه حسين، المدير العام لشركة زادنا، هو من أولئك الإداريين الذين يجمعون بين بعد النظر وصدق الانتماء، في كلمته خلال اللقاء مع وزير الصحة، بدا الرجل هادئاً لكنه حاسم، متحدثاً عن التزام الشركة الكامل بدعم القطاع الصحي، ومواصلة جهود إعادة الإعمار، في تناغم مع خطط الدولة وأولوياتها، لم يتحدث بلغة الأرقام ولا بتفاخر، بل بلغة المسؤولية، مؤكداً على قيمة الشراكة مع وزارة الصحة، وعلى دور الكوادر الطبية الذين وصفهم بـ”أبطال المرحلة”.

زادنا، في هذه اللحظة الفاصلة من تاريخ السودان، لا تكتفي بأن تكون مجرد كيان اقتصادي، إنها مؤسسة ذات ضمير، تقف عند الخطوط الأمامية، وتستثمر في الإنسان قبل السوق، وفي الصحة قبل الأرباح، ومن يقرأ مسيرتها خلال السنوات الماضية، لا يملك إلا أن يعترف بأنها كانت حاضرة دوماً، حيث الحاجة تشتد والمجتمع يستغيث.

من يُنصت جيداً لرسالة زادنا، يُدرك أن الاستثمار الحقيقي ليس في الأسهم، بل في التراحم الوطني والتكافل البنّاء، وحين يُكتب لاحقاً عن من وقفوا إلى جانب السودان في لحظاته العصيبة، سيكون لزادنا سطرٌ بارز، بل صفحة كاملة من الوفاء.،في زمن ندر فيه الإقدام، زادنا لم تتراجع، بل تقدّمت بخطى ثابتة… كأنها تقول: “الوطن أولًا، ولو كلّفنا ذلك كل شيء”.

‫شاهد أيضًا‬

في رحاب الوطن  هل ظهور حميدتي يضيف شي للمشهد السوداني لا اعتقد فقد سبق السيف العزل فات الاوان فات فات  كتب /اسامة مهدي عبد الله 

المشهد الإقليمي والعالمي والمشهد في الشرق الأوسط يشهد الان مواجهات مسلحه وحرب بين اسرائيل …