وهج الكلم د حسن التجاني  ما اشتقتوا للخرطوم….!!؟؟

من منا لم يشتاق للخرطوم ولسحرها وجمالهاولنيلها وللياليها المدهشة بسياستها ومسارحها وفنها وغنائها وشعرها وادبها وثقافتها ….من منا لم يشتاق لام درمان ولتراب حي العرب وودنوباوي المخلوط

بريحة الشطة والكسبرة او بجوار استاد الهلال وريحة الخيش والدكوة والتوم.. وبحري وحلة حمد وخوجلي وقصر الصداقة …اشتقت للشجرة وسوق الكلاكلة اللفة وسمك الجبل

يا اللله اشتقت للجيران وللحبان والإخوان ….اشتقت للموردة ولسمك السكي وعوضية وليمون الكورنر البارد .

* سنتين كاملات حرمتنا الحرب اللعينة من شارع النيل …وجمال النيل ومشاهدة موكب الرئيس من القصر للقاعة …حرمتنا زيارة المتحف ….يارب تاني بنشوف المتحف وبنزور القاعة قالوا نهبوا المتحف وكسرو جدرانه وكسروا القاعة ونهبوا الجواها …وبرج الفاتح وصلوه وبهدلوه والقصر نهبوه وكسروه ووسخوه .

* توتي احتلوها وسكنوها وبهدلوها وطينوها ..وما عارفين توتي عصية ….توتي عراقة واصالة خربوها واتلفوها ودمروها لكن صعبت عليهم الحياة فيها ..اصلو توتي انسانها براه وشكله براه ولونه براه ولغته براه وطعمه براه لذا لا يمكن لمجرد مرتزق اجنبي ان تهواه….فلفظته بعد ان ظن كل الظن انه وجد مقامه ولم هواه.

* اشتقت للخرطوم ولشوارع الخرطوم ولعصرية رمضان في شوارع ام درمان …ولسوق الشجرة في اب روف …وبتاع التلج الفي الناصية في رمضان مع اقتراب الاذان….اشتقت لبائع البطيخ في شارع النيل ورش الجرير والطماطم

بالموية فوق الخيش …حليل الخرطوم وبحري وامدرمان …حليل السودان.

* اشتقنا للسجانة وابو حمامة وللجريف غرب وسوق صابرين

وشارع القصر اشتقنا للقصر وشارع القصر وفلل القصر اشتقنا لي بري

وبري الشريف وبري المحس ولي طين بري وناس بري وخريف بري.

* حليل بلدنا وحليل أهلنا وحليل نيلنا…(من التفكير عاوز اجن وازيد في الجن) وسبب جنوني تفريطنا يا حلوين وقلة حيلتنا وهوانا في الدفاع عن خرطومنا …اكثر من (14) مليون شخص …سكان الخرطوم لو اتحدنا وقوينا ما كان تشردنا ولا انهزمنا ولا اغتصبت بناتنا ولا قتل شبابنا كنا حسمنا أمرهم في أيام…وقعدنا وحافظنا وسعدنا وانتصرنا وتبينا صيامنا وعيدنا.

* الحصل كان معروف ومخطط ليه ارهبوا الناس واخافوهم وارعبوهم مع انه البدايات كانت عادية لكن تركناهم لجبننا وخوفنا حتي تمكنوا منا وصدقوا اننا ساهلين وبدأت (قلة الأدب) قتل ونهب وسلب وسرقة وعنف واغتصاب …واستباحة لكل شئ واي شئ فاحتلوا بيوتنا بعد ان خفنا الموت فكان لهم مع خونة البلاد ومجرمين السجون الهاربين كل ما أرادوا…وكانت لنا الخيبة والندامة.

* والله اشتقنا لكل شئ…اكتب الان واتذوق مرارة الظلم حنظلا لتغفيلنا وهواننا لانفسنا ومقدراتنا وامكانياتنا…لماذا فعلنا هكذا ؟؟؟ لماذا تركنا لهم الجمل بما حمل …اذا كان خوفا من الموت فلابد لنا من مراجعة ايماننا وعقيدتنا وسلامنا فقد ضعفت لان الموت واحدا

* لو كان صمدنا ووقفنا في وجههم ما كان حدث الذي حدث

الله يجازي من كان السبب …اخرجوا اخرجوا فالوضع خطير ..سمعنا النداء في هبل وعبط فخرجنا فكان لهم ما ارادوا وكان علينا بما هربنا وجبنا .

* الان تحررت الخرطوم وأمدرمان وبحري وشرق النيل وصالحة والجبل ولم يبقي فيها غير الجيش والشرطة وبقية المجرمين الذين مازالوا ينهبون ويسرقون ما تبقي من ممتلكات… ماذا ننتظر

والي متي وقد شكونا لطوب الأرض منادين بالعودة… اها منتظرين شنو؟

* الان الخرطوم بلا جنجويد وبلا مرتزقة وبلا حتي اجانب الا القليل

ماذا تنتظرون؟؟….تقصدون الموية والنور ؟؟ الموية والنور ما بجوا كان ما رجعنا كلنا وشدينا بطونا وانكربنا

والله الاتعمل ده كله يضيع وحينها لا ينفع الندم .

* حتلقي مليون متخازل لانه هو ماعنده شئ …عاوزك تبعد عن بيتك وعن حقك وتظل (لايص) كده بس يوصف ليك الحال بعبارات الخزئ

والخذلان مالك ماشي يازول كهرباء مافي وموية مافي وقالوا في حرامية …لن تسمع غير كده لكن اوريك في ناس مشوا وفتحوا بيوتهم وتعايشوا ومزقوا فاتورة الإيجار والتهجير بعيدا عن ديارهم وعادوا في أمن وامان وربنا اكرمهم خير كرم وحفظوا ما تبقي لهم من ممتلكات .

* ربنا يخلص السودان من هذا الابتلاء وهذه المأساة قريبا بإذن الله …ويكون الناس اخدوا خبرة كافية للتعامل مع مثل هذه المواقف المأساوية التي لم يعلم بها الشعب السوداني ولم يعشها من قبل….تجربة قاسية جد واجتازها بصبره عليها وهي القلة من الشعب السوداني التي بقيت صامدة وثابته فلم يلحق بها ضرر كبير كما لحق بالذين تركوا ديارهم ولا اقول هربوا ولكنهم اجبروا علي تركها …نتيجة للهجوم القبيح من المرتزقة والجنجويد والقحاتة الذين اوصلهم بذلك الفعل الشنيع .

* لن تتحرر الخرطوم ولن تعود الكهرباء منتظمة ولا المياة منسابة ان لم يعد اهل الديار لديارهم وان لم يسارعوا بالعودة لمناطقهم وولاياتهم لاجل استقرارهم.

* لن يستقر الامن الا بعودتكم وباستلامكم لمنازلكم والبحث عن ضرورياتكم …كيف يحدث كل ذلك وانتم بعيدين كل البعد

عن حقوقكم وممتلكاتكم ..لا تتوقعوا جديدا وانتم بعيدون ولا تتوقعوا ان يقوم ما هم هناك نيابة عنكم بكل شئ وتعودنا وتجدون كل الأمور مرتبة بيتك مسئوليتك وكل اشياءك تخصك انهض وقم والحق .

سطر فوق العادة:

استغرب لحال السودانيين …جينا نساعدهم في حفر قبر ابوهم دسوا المحافير… العودة امر مهم للحفاظ علي ما تبقي من وطن والا ستفقدون كل شئ ….خلاص طالما ما راجعين معناها ما عاوزين ويعني ذلك أن لديكم البديل ..اذا لماذا البكاء والعويل.

(ان قدر لنا نعود)