السودان .. النهوض من بين الركام والمؤامرات الدولية د ياسر بابكر الخبير الاستراتيجي
في تقارير سابقة ذكرنا أنَّ المؤامرة على السودان كبيرة ، وأصابع الإتهام والدلالات تشير إلى عدد من الدول ذات الصلة بمجموعة “قحت حمدوك/ ومرتزقة الهالك حميدتي ”
حتى أثبتت الأيام ضلوع الأمارات بشكل واضح وكبير وكأنها أصيبت بالجنون عندما تبددت آمآلها وضاعت أموالها إما دماراً أو إستيلاءً عليها من طرف القوات المسلحة السودانية ، و لم نلبث طويلاً حتى تمَّ توثيق مرتزقة من دولٍ عديدة كما أشرنا لها في تقارير سابقة وتقرير دولية تؤكد ذلك .
هنا يمكننا أن نقول بأنَّ ما جاء في قرار الحكومة الأمريكية الأخير بفرضها عقوبات على الحكومة السودانية لهو دليلٌ قاطع على تورطها في التخطيط والدعم والإشراف وأخيراً أطرَّت على نزول الميدان بنفسها من خلال هذه العقوبات ، ومن جهة اخرى تكافي بها الامارات لكرمها الملياري .
إننا ومنذ الوهلة الأولى قلنا بأنَّ الحكومة و اللوبي الأمريكي لا يريد للسودان إلَّا ما تراه وثيق الصلة بمصالحها ، حتى إن كان ذلك بإبادة وتشريد شعب السودان ، كما فعلت هى ذات نفسها بالهنود الحمر ، وأنَّها تستخدم آلياتها البشرية من الخونة مما ينتسبون للسودان إسماً ومشاعرهم تقسوا كرهاً للوطن وشعبه ، ومن عرب الشتات الجنجويدي تارةً أخرى وممن جاؤوا على خارطة العالم بالصدفة الخاطئة “دويلة الأمارات ) والتي ليس لها من المساحة الجغرافية على الأرض إلَّا كمساحةً خصصها السودان ليسوح عليها الحيوانات ( حظيرة الدندر ).
يعد هذا التصعيد الذي جاء عقب إنتصارات متتالية على قوات مدومليشيا الدعم السريع على الأرض وآخرها إعلان عاصمة السودان ( الخرطوم ) خالية من المرتزقة . مما جنَّ جنون الأعداء قاطبة وأولها أمريكا التي بادرة وبدون مقدمات فرض هذه العقوبات تضامناً مع قوات المليشيا المنهزمة .
من المؤسف جداً أنَّ الحكومة الأمريكية وشركاؤها الذين يعملون على إضعاف وإنهاك وهزيمة الحكومة والجيش السوداني منذ الإستقلال وإلى يومنا هذا !!! لم يتعلموا من الدروس المستفادة . إلَّا هذه المرة وفي حرب الكرامة
فإنهم تأكدوا تماماً من خلال ما أعدوا له من عتاد حربي كبيرة جداً و وسائل وخطط مستحدثة لا مثيل لها في التاريخ القديم والحديث وصناعة وسائل قذرة في حرب المدن لزوال القوات المسلحة .
لذلك نؤكد بأنه لا أمريكا ولا كائن من كان تستطيع أو تقدم إلى مواجهة الجيش السوداني في المستقبل القريب أو البعيد ، وكذلك لن تتمكن من إقناع شركائها من دول الجوار السوداني بأن يخوضوا المواجهة مع السودان بالوكالة لأنهم جميعا. ذاقوا وتعلَّموا دروساً من بسالة الشعب السوداني .
يظل إتهام أمريكا للجيش بإستخدام أسلحة كيميائية ذلَّة لسان من الرئيس ترام لا يقوى على إثباتها ولكنَّه سيستخدم المسهلات لبلع هذا الإتهام.ونؤكد للمرة الثانية لا يغامر جندي واحد بالعودة إلى مسرح القتال في السودان بعد هذه المرحلة .
ومن المهم جداً أنَّ الحكومة السودانية لا تولي حملة الإتهام هذه إهتماماً ناهيك عن كونها تطلب ممن
إدعى دليل إثبات لهذه التهمة .
ونؤكد بأنَّ العراق وسوريا نموذجان لا يمكن قياسهما بالمشهد السوداني
مواقف بريطانيا أمريكا من دعم عبدالله حمدوك/
مما لا شك فيه إن عدداً من الدول الأوروبية والعربية والأفريقية بالإضافة إلى الأمريكي و البريطاني الفرنسي كان واضحاً ومشهوداً للناظرين قبيل وبعد سقوط حكومة المؤتمر الوطني .
وكان خيارهم مجتمعين هو قيادة البلاد من خلال وكلائهم في البلاد .
لذلك كانت حكومة حمدوك التي مهَّدت وساندت قوات المليشيا ،
قد نظَّمت بريطانيا وأمريكا عدد من المؤتمرات ، والإجتماعات دعماً لتحركات حمدوك الذي يقود مجموعة ( قحت/ تقدم ). ودعمت قيام حكومة موازية ، من خلال إجتماع أديس أبابا، وإجتماعات فرنسا وأخيراً بريطانيا والتي باءت جميعها بالفشل ولم تحصل على ما يسندها لتحقيق الهدف . لذلك كانت المليشيا وهم من خلفها شددت الهجوم على الفاشر أحد أكبر المدن في دارفور وهي مدينة تاريخيّة ولها رمزيتها في السودان ، إلَّا أنّ القوات المسلحة والقوات المشتركة والمستنفرين كانوا سداً منيعاً وحجر عثرة أمام تحقيق المراد.
موقف الإتحاد الأفريقي تجاه السودان منذ إندلاع الحرب كان واضحاً في مساندته لقوات المليشيا و حاضنتها مجموعة حمدوك ، وظلَّت قيادتها تغض الطرف عن كثير من التجاوزات والإنتهاكات ، بل كان موقفها الداعم لوقف الحرب ليس حقناً لدماء الإنسانية في البلاد ، وإنَّما لنفخ الروح في نفوس مجموعة قحت / تقدُّم التي يقودها حمدوك بعد أن لفظهم الشعب ،
إلَّا أنها عادت إلى رشدها بعد أن رأت بأم عينها الجيش قد إنتصر وبانت معالم الهزيمة و الإنكسار في عند المليشيا.
من الملاحظات المهمةالترحيب بدولة رئيس الوزراء الجديد د كامل إدريس لما له من إمتدادات أوروبية أفريقية وقد تحققت فيه أهم الشروط التي كانت ولا تزال تنادي بها الغالبية العظمى من المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية وحتى تلكم الدول التي لا تنادي بديمقراطية ومدنية الدولة السودانية و ما هي من الديمقراطية والمدنية إلَّا كبعد المشرق من المغرب .
ودعني أقول إن القوى المدنية التي ظلت خلف الدعم السريع قد أفلت شمسها ، وغاب نجمها وحار دليلها وطمست هويتها، ولفظتها الأمَّة السودانية ، وهي كالكلب ينبح و لا يعيره الجمل إلَّا سفهاً .
أخيراً أقول ما عاد السودان حكومةً وشعباً وقوات مسلحة يهمه ما تخطط له المجتمعان { الإقليمي والدولي } . فقد وقفت هذه الكيانات موقف المتفرج والشعب يباد والبُنى التحتية تُهد ومقدرات البلاد تسرق وتحرق دون أن يكون لها قرار واحد يلزم هذه القوة الغاشمة بالتوقف عن هذه المهزلة اللا أخلاقية، والتي ليس لها مثيل في التاريخين القديم والحديث . فلينقسم منهم من ينقسم وليختلف من يختلف ولكن يبقى القرار هو سوداني أصيل ، لا مزاج فيه ولا أطماع ولا أجندة أجنبية .
وليكن شعار المرحلة : { دعوها فإنها مأمورة } .
أصل_القضية خرائط جديدة لعالم قديم محمد أحمد أبوبكر – باحث بمركز الخبراء العرب
مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو حين تُرسم الحدود بالحبر… ويُحرسها الدم مدخل: ما بُني بالحب…