متابعات وإشارات.. دكتور/ مجدى الفكى . بعد غيبة معاش الناس فى خطاب رئيس الوزراء
من خلال المتابعات استمعنا إلى خطاب السيد رئيس مجلس الوزراء حيث جاء خاليا من العبارات المتكررة والنمطيه(سننتصر و سنعبر ) . هذا الخطاب بدأ بآيات من القرآن الكريم . و هذه فى حد ذاتها بشرى تحسب من الإيجابيات كنوع متفرد غابت عن منبر رئيس الوزراء السابق الذى ابتعد كثيرا عن الهدى النبوى و ما اتفق عليه جميع أهل السودان فى هذا السياق بمختلف توجهاتهم و مساراتهم الفكرية. و لان الذكرى تنفع المؤمنين نذكر بحديث الرسول الكريم الذى امر فيه بالتمسك بالقران و الاعتصام به.
دالا على أن من تمسك به كان على الهدى، ومن تركه كان على الضلال، ومن ذلك ما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال في خطبته في حجة الوداع: إني تارك فيكم ما لن تضلوا إن اعتصمتم به كتاب الله رواه مسلم (جزء من حديث الثقلين) ..
جاء خطاب السيد رئيس الوزراء مختلف في مجمله عن غيره .حيث حمل فى طياته رؤية برنامج عمل واضح المعالم لا لبس فيه و لا أحد يستطيع التقليل منه ..
خطاب شامل بلغة مبسطة صاحبتها لغة الجسد من خلال حركة الايدى فلا مجال لمذكرات تفسيرية أو مرفقات توضيحية لما قاله السيد رئيس مجلس الوزراء .
ولأول مرة منذ وقت بعيد يأتى ذكر معاش الناس فى خطاب لرئيس الوزراء . فقد تسرب اليأس الى النفوس و ظن المواطن انه صار نسيا منسيا
إن الإشارة إلى الاهتمام بمعاش المواطن فى هذا الخطاب بالرغم من انها جاءت على استحياء و عابرة الا ان فيها جبر للخواطر .. خواطر ظلت منكسرة لسنوات فى انتظار من يجبرها و يهتم بها .
التحية لك السيد الرئيس فقد أدخلت الفرحة و الأمل فى النفوس من خلال عبارة بسيطة عظيمة فى محتواها أكدت للمواطن انك ستعمل على تحسين معاش الناس بجد و اجتهاد ..
إن الاهتمام بمعاش الناس و توفير احتياجاتهم من اهم أسباب نجاح الحكومات و قد ينتج عنه انحسار ممارسات الفساد من ناحية و تفجير الطاقات لفائدة العامة لا لضررها من ناحية ثانية ..
و معاش الناس شأن عظيم لم يجد من يقف على تفاصيله من المسئولين إلى أن وصل إلى مراحل (مذلة) اهدرت فيها كرامة المواطن .
وقد يؤثر
فى الوقت الحالى على معدلات العودة إلى البلاد . فهناك من يخشون العودة خاصة إلى ولاية الخرطوم بسبب الغلاء الفاحش لأسعار الضروريات التى تتزايد باستمرار بمعدل الضعف كل شهر..
سيدى الرئيس .. ان معاش الناس امانة فى عنقك و الاهتمام به يدل على احترامك لهذا الشعب العظيم و يؤكد صدق النوايا لابن بار بأهله و وطنه
و معاش الناس دون الخوض فى تفاصيله يعنى فى ابسط صوره :
توفير ضروريات الحياة من مأكل ومشرب وصحة وتعليم وغيرها من أساسيات الحياة
عناصر بسيطة فى انتظار جهودكم لتكون فى المتناول لسد الرمق و حفظ الكرامة .
وحتى يصبح الحلم واقعا ننادى بتفعيل مبدأ المحاسبة و عدم التهاون فيه و تحفيز كل من يساعد فى اكتشاف الفساد و اثباته بمختلف انواعه ..
و بالعودة إلى الخطاب فهو يعتبر وثيقة هامة تستحق المتابعة و المقارنة و تقييم الأداء الفعلى و معالجة الانحرافات ان وجدت . و هذا نهج الواثق بنفسه ..
فى نهاية الخطاب ..
يجدر بنا ان نشير إلى انه
من حق الرجل ان يظهر مهاراته الشخصية و التعريف بها من خلال مختصر للخطاب بالإنجليزية و الفرنسية .
حفظكم الله و رعاكم السيد رئيس مجلس الوزراء ..
نسأل الله التوفيق وحسن البصيرة