‫الرئيسية‬ مقالات أصل_القضية نوار السودان يُحيي ما هو مدفون محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب
مقالات - ‫‫‫‏‫أسبوعين مضت‬

أصل_القضية نوار السودان يُحيي ما هو مدفون محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب

في وطنٍ تقف فيه الشمس على جثامين الفرص، وتنهض الجبال على عرق الحالمين، يُولد الأمل أحيانًا من أبسط ما يُظن… من جلدٍ مسلوخ، من بقايا أضحية.

كان عيد الأضحى مناسبةً لنفض الغبار عن حقيقتين:

 

* أن الثروة الحيوانية السودانية ما تزال بخير

* وأن الثروة الفكرية في السودان ما تزال بخير… طالما أن بيننا من يُبصر مثل الأستاذ محمد حامد جمعة، الذي لم يكتب فقط، بل فتح فتحةً في جدار النسيان، وقال لنا: “انظروا… هذه الجلود الملقاة ليست بقايا، بل موارد نائمة”.

 

🔍 قراءة في مشهد واحد

 

في أسواق أمدرمان، لم تكن الأضاحي تُباع فقط، بل كانت تُعلن عن انتصار خامد للتجارة المحلية. ورغم الحرب والنزوح والانقطاع، كانت حركة البيع والشراء في تزايد، تُخبرنا أن البلد لم تمُت… فقط تنتظر من يُنعشها بذكاء.

 

لكن بعد الذبح، وفي الأحياء ذاتها، تتراكم الجلود. تُرمى أو تُحرق.

ولأننا لا نحسن حساب ما نهدر، نعيد الكرة عامًا بعد عام، نذبح الأمل ثم نحرقه.

 

💡 من الجلود إلى الجلود السياسية!

حين تهدر دولة جلود أضاحيها، فغالبًا ما تهدر ما هو أعظم… طاقات شبابها، اقتصاد ظلها، مواردها الناعمة.

ومن هنا تنطلق استراتيجية الجسر والمورد، لا لتُحاسب الماضي، بل لتبني جسورًا من الواقع إلى الاحتمال.

 

نقترح:

١. جرد شعبي رقمي للجلود المهملة، باستخدام خرائط بسيطة ولجان أحياء.

 

٢. تكليف الشركات المحلية أو الجامعات بتجريب آليات تحويل الجلود الخام إلى سلع أولية (أحزمة، نعال، ملبوسات تقليدية).

 

٣. نظام نقاط ذكية: كل من يجمع أو يسلم جلدًا نظيفًا، يكسب رصيدًا يُستخدم لاحقًا في دعم غذائي أو نقدي.

 

٤. إعلان العيد القادم عيد “جلد بلا هدر”، يكون اختبارًا وطنيًا لقدرتنا على إدراك المورد مهما صغر.

 

🧮 موازنة الإهمال: مليار دولار في عشر سنوات!

فلنحسب:

* في كل عام، تهدر البلاد قرابة 3 إلى 5 مليارات جنيه سوداني من الجلود.

 

* خلال 10 سنوات، نحن أمام 40 مليار جنيه، أي ما يقارب 400 مليون إلى مليار دولار بسعر السوق المتقلب!

 

هل تعلم أن دولًا مثل إثيوبيا أو كينيا تبني صناعة الأحذية والمنتجات الجلدية على مثل هذه البدايات؟

 

🌟 نوار السودان… حين يضيء عتمة التفكير الكسول

الأستاذ محمد حامد جمعة لم يكتب في جلود الأضاحي فقط، بل كتب في جلود العقول، تلك التي جفّ فيها الإلهام. فشكرًا له، لأنه في لحظة، أعاد الاعتبار لفكرة مُهملة، ففتح بها بابًا لاقتصاد بديل.

 

> لم تكن إشاراته مجرد ملاحظات موسمية، بل كانت دعوة للوعي:

“أيها السوداني، لا ترمِ ما قد يُحييك غدًا.”

“أيها المسؤول، لا تستهِن بالجلد، ففيه ما لا تحتويه خزانتك.”

 

🎯 أصل القضية،،،،

لسنا نبحث عن حلول أسطورية. نحن نبحث عن عين ترى ما يرى نوار السودان، وعقل يؤمن أن من جلدٍ نُهدره اليوم، تُصنع نواة صناعة غدٍ كامل.

 

في ختام هذا العيد، لنسأل أنفسنا:

 

كم جلدًا رمينا؟

 

وكم مشروعًا دفناه؟

 

في كل مرة نهدر المورد، نقطع الجسر.

وفي كل مرة نُبصر الممكن، نعيد بناء الوطن.

‫شاهد أيضًا‬

في رحاب الوطن  قصه وطن  كتب /اسامة مهدي عبد الله 

هذا الوطن اسمه السودان ، هو وطننا ، الوطن هو الصرخه الأولي عندما تخرج من بطن أمك وليدا ، ا…