نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  حرب السودان تقلب المعادلات.. لماذا فشل الرهان على المليشيات؟

في ظل الحرب المستمرة في السودان، برزت العديد من التحليلات حول دور الإمارات في دعم المليشيات المسلحة، ومحاولتها التأثير على مجريات الصراع لتحقيق أهداف جيوسياسية. إلا أن المشروع الإماراتي هناك يواجه عقبات كبيرة، أهمهاصمودالجيش السوداني والتفاف الشعب حوله، مما جعل خيار فرض واقع جديد عبر المليشيات المسلحة غير مجدٍ.

ماهي الأسباب وراء فشل المشروع الإماراتي في السودان؟.تماسك الجيش السوداني بالرغم من الضغوط والتحديات، حافظ الجيش على وحدة صفه وحقق تقدماً ميدانياً ملحوظاً الشعب السوداني رفض فكرة التدخل الخارجي، واعتبر المعركة قضية سيادة وطنية، وهو ما زاد من زخم المقاومة ضد القوى المدعومة خارجياً.تخوض القوات المسلحة معركة إستنزاف عسكري للمليشيات ومعركة طويلة الأمد أضعفت المليشيات المدعومة إماراتياً وأدت إلى تراجعها ميدانياً ومعنوياً.

ماهي التداعيات المحتملة للفشل الإماراتي في السودان؟.خسارة الإمارات لساحة نفوذ كانت تعول عليها ضمن مشاريعها في البحر الأحمر والقرن الإفريقي فقدان ثقة شركاء مثل السعودية ومصر الذين يتبعون مقاربة أكثر تحفظاً تجاه السودان. الاتهامات المتكررة للإمارات بدعم مليشيات ارتكبت جرائم ضد المدنيين قد تؤدي إلى ضغوط دولية عليها. إذا تصاعد الغضب الشعبي العربي والإفريقي ضد الإمارات بسبب دعمها لمرتزقة وميليشيات انفصالية، فقد تواجه تحديات سياسية داخلية.

ورغم الكلفة العالية للحرب، إلا أنها أدت إلى تعزيز مفهوم الكرامة والسيادة لدى السودانيين،وإعادة تشكيل الوعي الوطني السوداني، كما أثبتت فشل الرهان على المليشيا لفرض أجندات خارجية اليوم، بات واضحاً أن أي تدخل خارجي لن يُواجه إلا بمزيد من الصمود والمقاومة الشعبية.

قد تكون الإمارات الآن أمام خيار إعادة تقييم استراتيجيتها، وإدراك أن احترام إرادة الشعوب هو السبيل الوحيد لتحقيق استقرار مستدام في المنطقة. يجب علي الإمارات الإنسحاب من المشهد السوداني وحفظ ماء وجهها ان كان لها وجه.حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com