نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: السودان ينهض من تحت ركام

لم يعد السودان ذلك البلد الذي يفرض عليه العقوبات دون رد فعل،ولم يعد ذلك اللاعب الصامت في المشهد الدولي. لقد تغير السودان حقاً،وأصبح نداً سياسياً قوياً يواجه التحديات بثبات، ويعيد تشكيل دوره الإقليمي والدولي دون خوف أو تردد.

على مدار سنوات طويلة، تعرض السودان لعقوبات اقتصادية وسياسية فرضتها القوى الكبرى، وخاصة الولايات المتحدة. لكن على عكس الماضي، لم يعد السودان يتقبل هذه العقوبات كأمر واقع، بل أصبح يسعى لمواجهتها عبر الدبلوماسية، التحالفات الإقليمية، وإعادة هيكلة اقتصاده ليكون أقل اعتماداً على القوى الخارجية.

تشير التحركات السياسية الأخيرة إلى أن السودان لم يعد خاضعاً للإملاءات الخارجية كما كان من قبل. فبعد سنوات من العزلة الدبلوماسية، بدأت القيادة السودانية بتعزيز علاقاتها مع دول إقليمية، والبحث عن شراكات استراتيجية تضمن مصالحها دون قيود سياسية مفروضةمن الخارج.

فقد نهض السودان من بين الركام والاقتصادي الذي خلفته العقوبات وعدم الاستقرار السياسي، عبر تبني سياسات أكثر استقلالية تهدف إلى بناء اقتصاد داخلي قوي. ورغم التحديات، هناك خطوات ملموسة نحو تطوير البنية التحتية، دعم القطاعات الإنتاجية، وتعزيز الاستثمار الداخلي بدلاً من الاعتماد الكامل على المساعدات الخارجية.

لم يعد السودان مجرد ساحة تنافس بين القوى الخارجية، بل أصبح فاعلاً رئيسياً في المعادلة الإقليمية. فقد بدأ بفرض نفسه في قضايا البحر الأحمر والقرن الإفريقي، واحتلال موقع استراتيجي يجبر القوى الدولية على التعامل معه بندّية، وليس كدولة يمكن تجاهل تأثيرها.

السودان اليوم ليس ذلك البلد الذي يقبل العقوبات دون أن يكون له موقف ،ولم يعد مجرد متلقٍ للقرارات الدولية دون رد فعل. لقد تغير السودان فعلياً، وبات لاعباً سياسياً مؤثراً يسعى لبناء مستقبل قائم على سيادته واستقلاله بعيداً عن الضغوط الخارجية. هذه المرحلة الجديدة تضع السودان أمام تحديات وفرص، لكن الأهم أنها تؤكد أن الصوت السوداني بات مسموعاً عالمياً أكثر من أي وقت مضى.العالم لايحترم لا القوي.حفظ الله السودان وشعبه. meehad74@gmail.com