نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: ضرورة تجاوز الحملات الدعائية والتلميع السياسي

في ظل المرحلة الدقيقة التي يمر بها السودان، مع التغييرات السياسية والتحديات الاقتصادية والأمنية، تشهد الساحة حملات مكثفة تهدف إلى الترويج لشخصيات معينة لشغل المناصب الوزارية، خصوصاً مع وصول رئيس وزراء جديد. هذه الحملات، التي تروج للبعض باعتبارهم أقوياء وأمناء، قد تكون مدفوعة بمصالح سياسية أو اجتماعية، لكنها في كثير من الأحيان تُبعد النقاش الحقيقي عن جوهر الأزمة ومتطلبات المرحلة المقبلة.

إن المطلوب الآن ليس المزيد من الترويج والتلميع، بل ترك رئيس الوزراء يختار وفقاً لرؤية واضحة وبعيدة عن الضغوط، حتى يتمكن من رسم مسيرة البلاد نحو مستقبل أكثر استقراراً. فالأمر ليس مجرد اختيار أسماء، بل يتعلق بصياغة سياسات واستراتيجيات تتناسب مع تحديات السودان الحالية.

السودان يحتاج اليوم إلى شخصيات تتمتع بالكفاءة، بعيداً عن تأثير المحاصصات السياسية التي قد تُبقي الوضع على ما هو عليه،دون تحقيق أي تقدم ملموس فالتغيير الحقيقي لا يأتي من الأسماء وحدها بل من السياسات والرؤية الشاملة للإصلاح إن الاستمرارفي ممارسة الضغوط والترشيحات القسرية عبرالحملات الإعلامية لن يخدم السودان بقدر ما قد يعيده إلى دوائر مفرغة من عدم الاستقرار السياسي.

إذا كانت هناك نية حقيقيةلإصلاح البلاد والنهوض بها، يجب التركيز على دعم الحكومة في اتخاذ قراراتها دون تشويش أو تضليل، وترك المجال مفتوحاً أمام اختيار الأنسب للمرحلة القادمة. السودان أمام فرصة جديدة، والمسؤولية تقع على عاتق الجميع لضمان ألا تُهدر هذه الفرصة في التجاذبات السياسية المعتادة.حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com