رجاءات صباحية د. رجاء محمد صالح احمد دور العلماء في رتق النسيج المجتمعي وإصلاح وإعمار السودان

١١/٦/٢٠٢٥م
في ظل ما مرّ به السودان من أزمات وحروب وانقسامات، بات من الضروري أن تتصدر العقول النيّرة، والعلماء، والمفكرون، والمربون، مشهد الإصلاح والبناء. فقد أثبت التاريخ أن نهضة الأمم لا تقوم على السلاح وحده، بل على الوعي، والتعليم، والقيم، والعدل. وهنا يبرز دور العلماء باعتبارهم طليعة الإصلاح، وأدوات التنوير، وبناة السلام المجتمعي الحقيقي.
1. العلماء كحملة رسالة وقادة وعي
العالِم ليس فقط من يُدرّس في الجامعة أو يُجري بحوثًا مخبرية، بل هو حامل لرسالة حضارية، ومصدر إشعاع أخلاقي وفكري، وقادر على قيادة المجتمع نحو المعرفة، والسلم، والتماسك. فبالعلم تُبنى الأمم، وبالفكر تُرأب الصدوع، وبالوعي تتغلب الشعوب على الفتن، والتطرف، والانقسام.
2. رتق النسيج المجتمعي
لعبت الحروب دورًا مؤلمًا في تمزيق النسيج الاجتماعي السوداني، فأفرزت الكراهية والقبلية والتمييز. وهنا يأتي دور العلماء – وخاصة علماء الاجتماع، والنفس، والتربية، والشريعة – في:
نشر ثقافة التسامح والمصالحة الوطنية.
تفكيك خطابات الكراهية والتحريض، وتقديم خطاب جامع يرتكز على المشترك الوطني والديني والإنساني.
تعزيز الهوية السودانية الجامعة في مواجهة دعوات الانقسام والتشرذم.
المساهمة في عمليات العدالة الانتقالية من منظور علمي وإنساني، يحقق الإنصاف ويضمن عدم تكرار الانتهاكات.
3. العلم لبناء الإنسان وإعمار الوطن
السودان اليوم في أمسّ الحاجة إلى إعادة الإعمار المادي والمعنوي. وهذا لا يكون إلا عبر العلماء الذين يسهمون في:
وضع خطط علمية للتنمية في مجالات الصحة، الزراعة، التعليم، الطاقة، والبنية التحتية.
إعداد جيل جديد من الشباب مؤهل بالعلم والمعرفة، قادر على النهوض بوطنه دون الاعتماد على الخارج.
نقل وتوطين المعرفة والتكنولوجيا، والاستفادة من تجارب الشعوب التي نهضت بعد صراعات مريرة.
4. دور الجامعات والمؤسسات العلمية
الجامعات ليست مجرد مؤسسات تعليمية، بل هي عقل الأمة النابض. ويقع على عاتقها أن تصبح منابر للحوار والتقارب، وحاضنات لحل الأزمات المجتمعية عبر:
مراكز أبحاث متخصصة في فض النزاعات وبناء السلام.
برامج خدمة مجتمع تركّز على تعزيز التماسك الاجتماعي في المناطق المتأثرة بالحرب.
شراكات مع منظمات المجتمع المدني لتقديم مبادرات حقيقية على الأرض.
5. الربط بين العلم والإيمان
في المجتمع السوداني المحافظ، يكتسب العالم مكانته ليس فقط من شهاداته الأكاديمية، بل من اتساق علمه مع القيم الدينية والأخلاقية. وهذا يمنحه مصداقية في التأثير، ويجعله جسرًا بين الدين والعقل، بين التراث والحداثة، بين الهوية والانفتاح.
إن العلماء في السودان ليسوا على هامش التغيير، بل في قلبه. وإن عملية رتق النسيج المجتمعي، وإعادة بناء الدولة على أسس العدالة والمواطنة، لن تُنجز إلا بعقول تؤمن بالوطن، وقلوب تنبض بالرحمة، وأيادٍ تكتب وتُعلّم وتزرع وتبني.
ولذا، فإن المرحلة القادمة يجب أن تكون مرحلة تمكين العلماء والمفكرين والمربين، فهم مفاتيح النهضة، ورواد الإصلاح، وحماة ضمير الأمة.
تحية صباحية لهيئة علماء السودان ومركز بناء الامة ومنتدي نهضة السودان علي الجهود المبذولة لاصلاح واعمار النسيج المجتمعي السوداني الذي يضم كوكبة من علماء بلادي الذين يرسمون خارطة جديدة لنهضة السودان وتماسك مجتمعه بخطط ورؤي استراتيجية تعكس بان القادم اجمل وان السودان ينهض بسواعد علمائه وايادي نسائه وشبابه
حفظ الله السودان واصلح حال شعبه
ونصر الله قواتنا المسلحة نصراً عزيزاً
قوة من المليشيا تعلن انسلاخها وانضمامها لقيادة الفرقة الرابعة مشاه الدمازين
الدمازين: الطيب محمد عبدالله أعلن قادة عسكريون من قوات مليشيا آل دقلو عن انضمامهم ل…