نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب: خيانة الداخل.. السلاح الأخطر في سقوط الأوطان
عبر التاريخ، لم تكن قوة الأعداء وحدها كفيلةبإسقاط الدول والحضارات، بل لعبت الخيانة من الداخل الدور الأبرز في تقويض بنيان الأمم وزعزعة استقرارها. فحين تهتز ثقة الشعوب بقياداتها وتُباع أسرارها بأيدي أبنائها، يسهل على العدو التسلل والهيمنة دون عناء.ولولا خيانة بعض أبناء السودان لمافكرة حكومة أبوظبي أن تتدخل في الشؤون الداخلية للسودان .
الخيانة ليست فعلاً عابراً، بل جريمة تمس عمق الوطن وكيانه. الخائن لا يوجه سلاحه إلى الأعداء، بل يطعنه في خاصرته، متجرداً من الولاء والضمير. ومهما تنوعت صور الخيانةمن تسريب معلومات، أو تحريض داخلي، أو تآمر سياسي فهي تُفضي إلى انهيار الثقة الوطنية، وتسهل على العدو مهمته.
دروس التاريخ وشواهد الحاضر ،فقد شهد التاريخ أمثلة صارخة لسقوط مدن عظيمة بسبب خيانة بعض أبنائها، بدءاًمن سقوط القسطنطينية، إلى اجتياح بغداد، وانتهاء بأحداث معاصرة كماحدث في إيران تم إغتيال قادات الصف الاول لولا الخيانة والعماله لما استطاع اليهود اختراق الصف الاول من القيادات. في السودان بعد ثورة ديسمبر ٢٠١٨م قامت قوي سياسية تسمي احزاب قحت بشل الاقتصاد السوداني وانتشرة الفوضي، واختلق مايسمي الاتفاق الاطارئ الذي كان سبب في الانقسامات الداخلية ومما ادي الي قيام الحرب فلولا الخيانة والعماله لما تطور الامر الي فوضي خلاقة. الواقع يثبت أن لا دولة تُهزم إذا كان أبناؤها موحدين، صامدين، مدافعين عن سيادتها. فحين تغيب الخيانة، يظهر التحدي، ويتحول الدفاع إلى ملحمة شعبية يصعب كسرها.
التسامح مع الخونة يُعد تواطؤاً مع العدو. فهؤلاء، مهما كانت مبرراتهم أو دوافعهم، اختارواالاصطفاف مع خصوم الوطن. لذا، لا بد من الحزم والمساءلة، فـهم العدو فاحذروهم.يجب تطبيق القانون بحزم.
لا يمكن لأي دولة أن تُهزم طالما ظل أبناؤها أوفياء لها، متمسكين بثوابتها، متحلين بالمسؤولية الوطنية. أما إن تصدعت الجبهة الداخلية، وتسللت الخيانةبين الصفوف فذاك أخطر من أي تهديد خارجي. فليكن شعارنا دائماًمن خان وطنه، خان كل شيء.حفظ الله السودان وشعبه.
meehad74@gmail.com
دول حوض النيل الشرقي توحد جهودها لمجابهة تحديات المناخ
نيروبي – 19 يونيو 2025 م إبراهيم شقلاوي تتواصل في العاصمة الكينية نيروبي أعمال المنتدى الإ…