‫الرئيسية‬ مقالات  أصل_القضية محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب حكومة بلا ملامح… ودولة في مهبّ السؤال: من يملأ مقاعد النصر؟
مقالات - ‫‫‫‏‫3 ساعات مضت‬

 أصل_القضية محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب حكومة بلا ملامح… ودولة في مهبّ السؤال: من يملأ مقاعد النصر؟

 أصل_القضية     محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب  حكومة بلا ملامح… ودولة في مهبّ السؤال: من يملأ مقاعد النصر؟

في انتظار أسماءٍ لا تأتي:

كأنما الوقت متوقّف، أو كأن الوطن معلّقٌ بين دفّتين: جبهة تنزف دمًا وتنتصر، وأخرى تغرق في لجج الشعارات والتأجيل.

في الخرطوم، التي ما زال غبار المعركة يملأ هواءها، خرج دولة الرئيس في مشهدٍ مشحون بالانتظار، ليقول كلامًا كبيرًا عن “الأمل والكرامة”، لكنه لم يأتِ بما انتظرته الجماهير: أسماء الوزراء، لا شروطهم.

اللحظة الآن لا تحتمل رفاهية الحذر السياسي… لأن النصر الذي يُصنع بالبندقية يحتاج من يحرسه بالقلم والخبرة والحسم التنفيذي.

 

بين نصر الميدان وتراخي القرار:

في ساحة القتال، لا وقت للمجاملة، ولا حياد في حماية السيادة… القوات المسلحة والقوات المساندة تُقاتل وتنتصر بلا مواربة.

لكن، ماذا عن الجبهة الأخرى؟

من يدير الدولة في الخرطوم؟

من يُمسك زمام المالية؟ من يرسم الدبلوماسية؟ من يُبقي الوزارات حيّة في جسد الوطن؟

أليس من العبث أن نُدار بشروط بلا أسماء؟

أليس من الهزال أن نفتح أبواب الدولة لعشرات الترشيحات، بينما الدولة تحتاج قيادة لا اختيارات؟

الوزير ليس موظفًا يُؤهل، بل رجل دولة يُختار ليقود.

 

الدواء لا يُعاد إن كان مرًا: لا “حمدوكية” جديدة:

> “لا أحد ينتصر بجيشٍ في الميدان ويهزم نفسه بمكتبٍ فارغ وقرارٍ مؤجّل.”

ما حدث حتى اللحظة يعيدنا لمأساة “حمدوك” حين قال: “لم أتسلم خطة من الحاضنة السياسية!”

فهل نحن بصدد شركة جديدة لنفس الدواء القديم؟

لا مفرّ من الحزم التنفيذي الذي يُكافئ الحسم الميداني، وإلا أصبحنا نحارب بالدم ونُدير الدولة بالحيرة.

 

رؤية “الجسر والمورد”: حين تتقدّم الدولة بحلول لا تساؤلات:

استراتيجية الجسر والمورد لا تطرح شعارات بل برامج، ولا تنتظر توافقات بل تبادر، وهي هنا تقدّم رؤية متكاملة لتشكيل حكومة الأمل والكرامة:

 

أولًا: التسمية المباشرة للوزراء – لا شعارات بعد اليوم:

بدلًا من فتح باب الترشيحات المشتت، يجب أن يُعلن رئيس الوزراء أسماء الوزراء فورًا وفق رؤية مبسطة، واضحة، حاسمة، تشمل ثلاثة معايير:

 

✅ السيرة المهنية والإنجاز التنفيذي: لا مكان للمرشحين الورقيين، بل لمن أنجزوا على الأرض.

 

✅ الموقف الوطني خلال الحرب: من وقف مع الدولة السودانية في حرب الكرامة هو الأجدر بثقة الشعب.

 

✅ الجاهزية الفورية لتولّي المهام: على الوزير أن يبدأ العمل من أول ساعة، لا أن يحتاج 100 يوم “للتعرّف على الملفات”.

 

ثانيًا: إنشاء “مستشارية مجلس الوزراء” – بيت الحكمة التنفيذي

مستشارية لا ترث فشل مراكز دراسات السلطة، بل تتجاوزها بمنهج واضح:

 

المدة: ٦ أشهر قابلة للتقييم لا للتمديد التلقائي

 

المهام:

* صياغة السياسات العامة للحكومة

 

*؛تنسيق العلاقة بين الوزراء ومكتب دولة الرئيس

 

* إعداد تقارير أسبوعية للرأي العام

 

* دعم القرار بالتحليل والبدائل دون وصاية

 

ثالثًا: البرنامج الزمني – من الانتصار إلى الاستقرار

جدول زمني واضح يُنهي التردد، ويحوّل الانتصار العسكري إلى إنجاز مؤسسي:

✅ خلال أول ٣٠ يوم:

* تثبيت الخدمة المدنية

 

* احتواء الفوضى المؤسسية

 

✅ خلال أول ٩٠ يوم:

* إطلاق برنامج الطوارئ الاقتصادية

 

* إعادة الروح للقطاع الصحي

 

✅ بعد ٦ أشهر:

* بدء إعادة الإعمار

 

* استقطاب دعم دولي بشفافية واضحة

 

✅ بعد ١٢ شهرًا:

* التحضير للانتخابات إن أمكن

 

* أو عقد ميثاق وطني لحكومة تكنوقراط انتقالية موسعة

 

* وإلا فالتوافق على عقد اجتماعي جديد لحكومة كفاءات وطنية واسعة التمثيل يكون الخيار العاقل.

 

السياسة الخارجية في مرمى التشكك:

التأخير في إعلان أسماء الوزراء، وتضخيم “شروط التقديم” بدلًا من الحسم، يُنتج فراغًا استراتيجيًا في السياسة الخارجية.

 

* كيف نُخاطب العالم ولا وزير خارجية لدينا؟

 

* كيف نُفاوض المؤسسات المالية بلا وزير للمالية؟

 

* الدبلوماسية لا تنتظر الجاهزية، بل تنتظر الجدية.

 

> “كل تأخير في التشكيل هو فرصة للآخرين لاختراق إرادة السودان.”

 

والفراغ هنا لا يُملأ بالشعارات، بل بشخصية ذات كاريزما وطنية قادرة على طرق أبواب الإقليم والعالم بثقة، لا برسائل مجاملة.

 

🟥 أصل القضية: حكّم العقل…واحكم الدولة

يا دولة الرئيس… لا تترك الدولة في غرفة الانتظار، فالانتظار يُرهق الشعوب.

وإن كنت تؤمن أن النصر في الميدان شعار “جيش واحد شعب واحد”، فاعلم أن الميدان التنفيذي يحتاج إلى شعارٍ آخر:

 

> “قرار واحد، زمن واحد، مصير واحد”

 

لا تكن حمدوكًا آخر، ولا تكن مترددًا في زمن يحسمه الوضوح.

إن الشعب قدّم لك الأرض محررة، فلا تردّ له الخدمة بفراغ إداري قاتل.

إن السودان لا يُبنى بالمنشورات، بل بالأسماء التي تصنع التاريخ.

فاختر رجال الدولة… لا موظفي المنظومة.

واصنع حكومتك لا لتُرضي، بل لتُنجز.

 

> إن الأوطان لا تُدار بالعواطف، ولا تُبنى بالضباب…

فإما أن تكون الحكومة جسرًا نحو المورد،

أو تكون محاصصةً جديدة في لباسٍ ناعمٍ ينهار مع أول موجة مطر.

‫شاهد أيضًا‬

سلسلة أبحاث ودراسات المشروع الوطني لإصلاح وإعمار النسيج المجتمعي السوداني(2) المنظور الاستراتيجي لإصلاح المجتمع من خلال سورة الحجرات البروفيسور علي عيسى عبدالرحمن

السبت 21يونيو 2025   *الدال على الخير كفاعله* هذا الموضوع دلني على كتابته أستاذي الكب…