نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب: من الذهب إلى الدم: كيف صُنِع رجل الظل ؟
بين عامي ٢٠١٧ و٢٠٢٣م، شهد السودان واحدة من أخطر مراحل اختراق سيادته، ليس فقط عبر التدخلات السياسية التقليدية، بل من خلال صناعة رجل كان خارج الدولة ، يتحرك بأوامر خارجية، ويمتلك جيشاً موازٍ لا يخضع لسلطة الدولة، بل يتبع هاتفاً في أبوظبي.
بدأت القصة بهدوء، عبر شركات تعدين الذهب التي تجاوز عددها ٥٨ شركة، تعمل دون رقابة أو قيد، وتُصدر الذهب مباشرة إلى أبوظبي وروسيا، دون المرور بالجمارك أو الخزانة العامة. لم تكن العائدات تُستخدم في تنمية السودان، بل في شراء الأسلحة، دفع الرواتب، تمويل الحملات الدعائية، وشراء الولاءات.
ثم جاءت المرحلة الأخطر حيث إنطلاق الجسر الجوي العسكري. منذ مايو ٢٠٢٣م، انطلقت رحلات من أبوظبي إلى مطار عَمْدَرَس في شمال شرق تشاد، تحت غطاء مساعدات إنسانية، لكنها كانت في الحقيقة محمّلة بذخائر، وطائرات مسيّرة، ومنصات صواريخ، وأجهزة اتصال مشفرة. حتى المستشفيات الميدانية لم تكن سوى نقاط إمداد وتسليح لوجستي.
كل ذلك تم بإشراف مباشر من ضباط أمن إماراتيين، وبمساعدة شبكة تهريب عابرة للحدود، يُشرف عليها أشخاص يتلقون أوامرهم من طحنون بن زايد.
في المقابل،كان قائدالمليشيا يُستقبل في قصور أبوظبي، ويُعامل كرئيس دولة، يُزوّد بطائرة خاصة، ويجول في إفريقيا كسفير لمشروع لا يُقال اسمه، لكنه كان يحمل بذور نهايته.
المفارقة المؤلمة أن المال الذي موّل هذا المشروع لم يكن من خزائن أبوظبي، بل من ذهب السودان نفسه. وهكذا، تحوّل الذهب إلى دم، وتحولت المساعدات إلى ذخائر، وتحول رجل الظل إلى تهديد وجودي للدولة.
إن ما حدث في السودان خلال هذه الفترة لا يمكن فصله عن مشروع إقليمي طويل النفس، هدفه تفكيك الدولة الوطنية، وصناعة وكلاء محليين يتحركون خارج مؤسسات الدولة، ويُستخدمون عند الحاجة، ثم يُستغنى عنهم عند الضرورة.هكذا أستخدم رجل الظل في السودان مما أدي الي تدميره .حفظ الله السودان وشعبه.
meehad74@gmail.com
في رحاب الوطن استفتاء شعبي بدون توجيه أو عنوان كتب /اسامه مهدي عبد الله
اليوم السبت الموافق ١٣/١٢/٢٠٢٥م ، كان يوم تاريخي في السودان ، يوم النداء عبر الميديا ابقوا…





