‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: السودان بين المحنة وصحوة الضمير
مقالات - ‫‫‫‏‫7 ساعات مضت‬

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: السودان بين المحنة وصحوة الضمير

نقطة إرتكاز   د.جادالله فضل المولي   يكتب: السودان بين المحنة وصحوة الضمير

يقال إن الشدائد تغربل الرجال كما يُغربل الحَبّ، فتكشف معدن الإنسان وتُظهر وجهه الحقيقي. لقد مر السودان بأزمة هي من أعتى ما واجهته البلاد في تاريخها المعاصر، أزمة لم تترك بيتاً إلا وطرقته الحزن والفقد، لكن في خضم هذا العصف والضياع، سطعت أنوار الصمود، وانكشفت كذلك وجوه النفاق والخيانة.

 

في قلب الفوضى، خرجت المليشيات عن كل منطق وقانون، فعاثت في الأرض فساداً انتهاكات للأعراض، سرقات منظمة، قتل بلا تمييز، وخطاب كراهية شرس. لا ضابط يردع ولا رقيب يمنع، بل قانون واحد ساد إن لم تكن معي، فأنت ضدي. بذلك سقطت القيم الإنسانية، وغُيبت العدالة، ليكون المواطن البسيط الضحية الأولى.

 

ورغم المأساة، ظهرت بطولات صامتة لمواطنين ومواطنات وقفوا في وجه الانهيار، قَدّموا المأوى، تقاسموا ما لديهم، وقفوا ضد الظلم ولو بالكلمة. هبّت مبادرات شعبية للحماية والإغاثة والإيواء، فكان الشعب هو الدولة حين غابت الدولة. الشدائد لم تُفرز الخونة فقط، بل أظهرت عظمة هذا الشعب وإرثه الأخلاقي العميق.

 

من يسقط أمام الوطن لا يستحقه المحنة لم تكن اختباراً لأخلاق المليشيات المسلحة بل كانت اختباراً للنخبة السياسية والإعلاميةوالفكرية.من تواطأ، ومن صمت، ومن اتخذ من مآسي شعبه مطية لأجندات خارجية أو مصالح حزبية، فإن غربال الشدة أسقط عنه كل الأقنعة. الوطن لا يتسع لمن يقايض دماء شعبه بمكاسب ضيقة.

 

مرّ السودان بعاصفة، لكن الصدق بقي، والمعدن الأصيل بان. وما تزال هناك فرصة لبناء وطن لا يحكمه السلاح، بل تحميه العدالة، ويجمعه الضمير. فلتكن الشدة التي مرت بنا غربالاً لما هو آتٍ يفرز فيه النقاء عن الزيف،والصدق عن الادعاء، والوطنية الحقة عن الزائفة.حفظ الله السودان وشعبه. meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

برغم الحرب.. منة الله تتصدر الخرطوم وتضيء نجاح مؤسسة الكودة

حققت أسرة مؤسسة د.أبو ذر الكودة التعليمية تفوقا كبيرا في نتيجة امتحانات الشهادة الابتدائية…