‫الرئيسية‬ مقالات انهيار مليشيا الدعم السريع في نيالا.. مؤشر على تحول ميداني وسياسي في السودان عبدالمنان ابكرعمر
مقالات - ‫‫‫‏‫6 ساعات مضت‬

انهيار مليشيا الدعم السريع في نيالا.. مؤشر على تحول ميداني وسياسي في السودان عبدالمنان ابكرعمر

انهيار مليشيا الدعم السريع في نيالا.. مؤشر على تحول ميداني وسياسي في السودان   عبدالمنان ابكرعمر

تشهد مدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور تطورات أمنية خطيرة تؤشر على بداية تفكك مليشيا الدعم السريع التي كانت تمثل القوة العسكرية الموازية للجيش السوداني منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023. الانفلات الأمني والانشقاقات داخل صفوف المليشيا وتزايد العنف داخل مناطق نفوذها يتزامن مع استعداد الجيش السوداني لتحرير مناطق جديدة وعودة تدريجية إلى المسار المدني من خلال تعيين وزيري الدفاع والداخلية. هذا المقال يسلط الضوء على العوامل الميدانية والسياسية وراء تراجع قوة الدعم السريع ويستشرف السيناريوهات المحتملة لمستقبل الصراع في ظل تغير البيئة الدولية وانشغالها بصراعات أخرى كالحرب الإيرانية الإسرائيلية.

منذ منتصف 2023 تحولت دارفور إلى ساحة مركزية للصراع بين الجيش السوداني ومليشيا الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي). وقد استخدمت المليشيا نيالا كبرى مدن جنوب دارفور كمقر عمليات وإمداد رئيسي. لكن في الأشهر الأخيرة بدأت مؤشرات الانهيار تظهر نتيجة الضغط العسكري والاحتقان الداخلي داخل المليشيا.

تطورات الأسبوع الأخير في نيالا تكشف عن حالة تفكك داخلي وذلك من خلال احداث هجوم مسلح على سجن دقريس من قبل قوة تتبع اللواء المتمرد عصام فضيل وإطلاق سراحه بالقوة. واشتباكات داخل سجن كوبر بنيالا أدت إلى فرار السجناء ما يعكس غياب السيطرة المركزية. العثور على جثتين لضباط في سوق (الجبل شرق) بنيالا تبعه تطويق السوق بالقوة من قبل مليشيا الدعم السريع وطرد المدنيين. تدل هذه الحوادث على فقدان المليشيا للسيطرة على مفاصلها الأمنية الحيوية وانفجار صراعاتها الداخلية خصوصًا بين المكونات القبلية المختلفة داخلها.

تُعزز التقارير حول مغادرة حميدتي إلى تشاد ثم الإمارات فرضية غياب القيادة الفاعلة داخل المليشيا وسط تزايد حالات التمرد من قادة ميدانيين وتحركات فردية تنذر بتحول الدعم السريع من مليشيا منظمة إلى مجموعات مسلحة متناحرة.

يتزامن هذا الانهيار مع انشغال المجتمع الدولي بالحرب بين إيران وإسرائيل مما قلل الضغط الدولي على السودان وفتح نافذة أمام الجيش لتحرير مناطق جديدة.

استعادة الحكومة الانتقالية لزمام المبادرة عبر قرارات تنفيذية مثل تعيين وزيري الدفاع والداخلية ما يُعد مؤشرًا على إعادة بناء مؤسسات الدولة وتهيئة الأرضية لانتقال سياسي مدني بعد استقرار الأوضاع الأمنية.

من السيناريوهات المحتملة تفكك المليشيا وتحولها إلى جماعات منفصلة وتزايد الصراعات القبلية والانشقاقات داخل الدعم السريع قد يؤدي إلى انهياره كتنظيم مركزي وتحوله إلى جماعات مرتزقة محلية أو عابرة للحدود. حسم عسكري لصالح الجيش باستغلال الجيش لحالة الانهيار بدعم شعبي ومجتمعي واسع قد يسرّع في تحرير دارفور والمناطق المتبقية من كردفان تحت سيطرة المليشيا خلال الأشهر القادمة.

نتوقع عودة تدريجية للمسار السياسي تعيين وزراء واعضاء السيادة يشير إلى نية الحكومة الانتقالية التوجه نحو إعادة تشكيل السلطة المدنية مع إمكانية عقد تسويات سياسية بعد إضعاف الدعم السريع. قد تدخل إمارات لتمديد النزاع وتظل عاملًا خارجيًا مؤثرًا وقد تسعى لإبقاء موطئ قدم لها في السودان عبر دعم فلول المليشيا ما يتطلب تحركًا دبلوماسيًا سودانيًا لتحييد هذا الدور.

على المستوى الوطني دعم الجيش في استكمال العمليات العسكرية لإنهاء وجود الدعم السريع. وتسريع استكمال هياكل الحكومة الانتقالية وفتح مسار تفاوضي مع القوى المدنية والمجتمعية.

على المستوى الإقليمي والدولي تفعيل أدوات الضغط على الدول الداعمة للدعم السريع خصوصًا الإمارات. والاستفادة من انشغال القوى الكبرى بملفات أخرى لتمرير خطوات التحول الديمقراطي دون تدخلات ضاغطة.

على المستوى الإعلامي والاستراتيجي توحيد الخطاب الإعلامي الوطني حول نهاية الدعم السريع وفتح صفحة جديدة.و التركيز على سردية الانتقال المدني مقابل الفوضى التي جلبتها المليشيا.

٢٥ يونيو ٢٠٢٥

‫شاهد أيضًا‬

برغم الحرب.. منة الله تتصدر الخرطوم وتضيء نجاح مؤسسة الكودة

حققت أسرة مؤسسة د.أبو ذر الكودة التعليمية تفوقا كبيرا في نتيجة امتحانات الشهادة الابتدائية…