تقرير مثير خيانة وطنية ملفات سرية صفقات خارجية ولا محاكمة حتى اليوم!

خاص: 5munite
في بلد أنهكته الحروب والمؤامرات ووسط حالة الانهيار الوطني الشامل تخرج للعلن تفاصيل صادمة عن أحد أكبر ملفات الخيانة في تاريخ السودان الحديث قصة الضابط “ص.س.أ” الذي كان ذات يوم على رأس أهم مفاصل أمن الجيش وانتهى به المطاف متهما ببيع أسرار الوطن للمليشيا وما زال حرّا طليقا! قصة يشيب لها الراس في زمن تصعب فيه الثقة بعد ماحدث من خيانة للقوات المسلحة والشعب السوداني
من هو “ص.س.أ”؟
اللواء الركن “ص.س.أ” هو أحد خريجي الدفعة 37 بالكلية الحربية ضابط بالاستخبارات العسكرية تحديدا كان يتولى ملف حساس في القوات المسلحة وهي الجهة التي تمسك بمفاتيح ملفات الجيش وأفراده وهياكله وخططه الاستراتيجية. نال ثقة القيادة العسكرية ليكون حارسا على أسرار الدولة لكنه بحسب مصادر عديدة أبرزها صفحة الناشطة “سمية هندي” على فيسبوك خان هذه الثقة في واحدة من أخطر قضايا التخابر التي هزت وجدان المؤسسة العسكرية.
جريمة العصر: بيع أسرار الجيش للمليشيا والإمارات
تشير المعلومات المسربة إلى أن الضابط “ص.س.أ” استغل موقعه الحساس داخل استخبارات الجيش خلال فترة قيادة الفريق “م.م.م” والذي بدوره وحسب المصادر غفل عن مراقبة أنشطة الضابط ما أتاح له بسط نفوذه على مفاصل المعلومات العسكرية.
وبدون علم قيادته تقول المصادر إن “ص.س.أ” قام بتسليم ملفات استخباراتية عالية الحساسية لقادة المليشيا وتحديدا للمدعو عبدالرحيم دقلو ثم سافر سرا برفقته إلى الإمارات حيث قدم تلك الملفات التي تشمل تفاصيل عن العاصمة والقوات وتحركاتها بالإضافة إلى معلومات عن ضباط بعينهم مقابل مبلغ قدره 50 ألف دولار فقط!
الهدف السياسي: “إثبات” أن الجيش يتبع للإسلاميين
المصادر ذاتها تشير إلى أن العملية لم تكن فقط من أجل المال بل تمت بتحفيز مباشر من المخابرات الإماراتية التي طلبت من قادة المليشيا تقديم أدلة على تبعية الجيش السوداني لما يسمى بـ”الكيزان” (المنتسبين للحركة الإسلامية) وهنا لعب “ص.س.أ” دور الشاهد المزيف حيث لفق معلومات داخلية وقدمها في تلك الزيارات السرية لتبرير التدخل الإقليمي والدولي ضد الجيش.
الاكتشاف السجن ثم الحرية!
بعد تسرب المعلومات تم اكتشاف الأمر واعتقل الضابط وأودع سجن جهاز المخابرات وكل المؤشرات كانت تشير إلى أن القضية تتجه نحو محاكمة عسكرية عاجلة بتهم التخابر والخيانة العظمى وهي تهم تصل عقوبتها إلى الإعدام رميا بالرصاص لكن فجأة انقلب المشهد.
وأشارت مصادر مطلعة إلى أن “ص.س.أ” ادعى الجنون أثناء احتجازه حيث كان يتبول على ملابسه عمدا ويتظاهر بفقدان الإدراك فيما تحركت أسرته ذات النفوذ الكبير للضغط على أعلى مستويات القيادة العسكرية للإفراج عنه وبالفعل تم إطلاق سراحه واليوم تقول مصادر محلية إنه يعيش بحرية تامة في مزرعته بمنطقة في شمال السودان وكأن شيئا لم يكن.
العدالة الانتقائية لماذا لم يحاكم؟
الأسئلة تتكاثر لماذا لم يقدم هذا الضابط للمحاكمة حتى الان ولماذا سمح له بمغادرة السجن رغم خطورة الجريمة؟ وهل أصبح النفوذ أقوى من دولة القانون؟
في المقابل لم يتردد القضاء العسكري في تنفيذ أحكام الإعدام بحق جنود تعاونوا مع المليشيا في جرائم أقل بكثير من هذه القضية ولكنهم لم يكونوا من أصحاب الحظوة .
النتائج الكارثية من الخرطوم إلى تل أبيب
تشير تقارير غير رسمية إلى أن المعلومات التي سربها “ص.س.أ” وصلت في نهاية المطاف إلى جهاز الموساد الإسرائيلي عبر وسطاء إماراتيين ويعتقد مراقبون ان جزاءا كبيرا من الانهيار الأمني الذي حدث في العاصمة ومن ثم امتد إلى عدد من الولايات كان نتيجة مباشرة لهذا التسريب.
وفي الختام هناك سؤال أخير لا يموت
كيف يمكن بناء وطن تباع أسراره بثمن بخس ويترك الخائن طليقا بينما شعب كامل يغرق في الدماء والخراب؟
رسالة إلى القيادة:
السيد رئيس مجلس السيادة السيد رئيس الوزراء هذه ليست قضية فرد بل قضية وطن.
محاكمة “ص.س.أ” ليست انتقاما بل إعادة ثقة الشعب في جيشه وعدالته.
العدالة يجب أن تنفذ ولو تعلق المجرم بأستار الكعبة.
هل تستوعب بعض المكونات في الشرق : حكومة “الأمل” .. كفاءات مستقلة .. أم محاصصات؟ تقرير- حاتم أبوسن
في 19 يونيو الجاري، قال رئيس الوزراء كامل إدريس إنه قرر تشكيل حكومة من 22 وزيراً من الكفاء…