علي الملا عمرسيكا تحديات تواجه رئيس الوزراء د كامل إدريس في تشكيل حكومة الامل

تولّى الدكتور كامل إدريس منصب رئيس الوزراء في مرحلة دقيقة من تاريخ السودان، تتسم بتعقيدات سياسية وأمنية واقتصادية هائلة. وبينما يُنظر إلى إدريس بوصفه شخصية مستقلة تحظى بقبول إقليمي ودولي، فإن تشكيل حكومته يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل تمسك الحركات المسلحة التي شاركت في اتفاق جوبا للسلام بحقوقها السياسية والتنفيذية التي أقرّتها تلك الاتفاقية.

#من أبرز التحديات التي تعترض تشكيل حكومة إدريس هي مطالبة قادة الحركات المسلحة، مثل جبريل إبراهيم (رئيس حركة العدل والمساواة) ومني أركو مناوي (رئيس حركة تحرير السودان)، بالاحتفاظ بالمناصب التي يشغلونها حاليًا، استنادًا إلى اتفاق جوبا للسلام الموقّع عام 2020.

هذا الاتفاق منح الحركات المسلحة تمثيلًا في السلطة الانتقالية، وأكد على تقاسم السلطة كأحد أعمدة تحقيق السلام. واليوم، تتمسك هذه الحركات بهذه المكاسب وتراها ضمانًا لتنفيذ بنود السلام، بينما يرى البعض أن استمرارهم في مواقعهم قد يعيق مسار تشكيل حكومة تكنوقراط مستقلة، كما تطالب به بعض القوى المدنية.

#يجد رئيس الوزراء نفسه بين خيارين متعارضين: الالتزام باتفاق السلام – وهو ضروري لاستمرار الاستقرار الهش في المناطق التي تمثلها تلك الحركات – أو المضي في تشكيل حكومة كفاءات مستقلة تبتعد عن المحاصصة، كما ينادي به الشارع السوداني وعدد من القوى السياسية.

أيّ تجاهل لاتفاق جوبا قد يُفجّر الأزمة من جديد، بينما استمرار المحاصصة الحزبية والمسلحة قد يعرقل الإصلاحات المنشودة ويُفقد الحكومة شرعيتها أمام قطاعات واسعة من الشعب.

#الساحة السياسية السودانية تعاني من انقسامات حادة بين مكونات متعددة: قوى مدنية تنادي بالتحول الديمقراطي، حركات مسلحة متمسكة بحقوقها وفق الاتفاق، وتيارات أخرى تدعو إلى حكومة تقنوقراط بلا محاصصة. عدم وجود رؤية موحدة يضع كامل إدريس في موقف معقد، خاصة في ظل غياب مجلس تشريعي أو مرجعية سياسية متفق عليها تدير هذا الانتقال.