نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب :العودة الآمنة: متطلبات الحياة الكريمة في المدن المستقرة

مع استقرار الأوضاع الأمنية في بعض المدن السودانية، تتزايد آمال المواطنين في العودة إلى منازلهم واستئناف حياتهم الطبيعية. غير أن العودة الآمنة لا تقتصر على غياب أصوات الرصاص بل تتطلب توفيرمقومات الحياة الأساسية التي تضمن الكرامة والاستقرار. فالأمن الحقيقي لا يتحقق إلا عندما يشعر المواطن أنه قادر على العيش والعمل والتنقل دون عناء.
ولأجل ذلك، فإن العودة الآمنة للمواطنين تتطلب حزمة من الإجراءات العاجلة التي يجب أن تتكامل بين الجهات الحكومية، والقطاع الخاص، والمجتمع المحلي، وأبرزها الاتصال لم يعد رفاهية،بل ضرورة يوميةتقوم عليهاالمعاملات المالية والتواصل الأسري، والخدمات الإلكترونية. لذا، يجب إلزام شركات الاتصالات بفتح الأبراج المغلقة، وإعادة تغطية الشبكات في المناطق الآمنة،لضمان انسياب الحياة الرقمية والعملية.
الحركة اليومية للمواطنين، ونقل البضائع، وتشغيل المخابز والمولدات، كلها تعتمد على توفر الوقود. من الضروري إلزام شركات الوقود بفتح المحطات المغلقة، وتوزيع الحصص بعدالة، لضمان سهولة التنقل وانخفاض تكلفة المواصلات.
الطرقات المغلقة بفعل الحرب أو الإهمال تعيق حركة الناس والبضائع، وتُعطّل عجلة الاقتصاد. على السلطات المحلية بالتعاون مع الدفاع المدني والجهات المختصة إزالة الأنقاض، وفتح الشوارع الرئيسية والفرعية، لتسهيل الحركة داخل المدن.
الخبز هو أول ما يبحث عنه المواطن العائد، لذا فإن توفير الدقيق وتشغيل الأفران يمثل أولوية قصوى. يجب دعم المخابز الصغيرة، وتوفير الحصص التموينية لها، لضمان استقرار أسعار الخبز وتوفّره.
لا يمكن الحديث عن استقرارمنزلي دون توفر غاز الطهي. يجب إعادة تشغيل مراكز التوزيع، وضمان وصول الغاز إلى الأحياء السكنية بأسعار معقولة، مع مراقبة السوق لمنع الاحتكار.
عودة النشاط الاقتصادي تتطلب وجود خدمات مصرفية. فتح بعض فروع البنوك في الأسواق الكبرى يُسهّل المعاملات المالية، ويُعيد الثقة في النظام المصرفي، ويُنعش حركة البيع والشراء.
ارتفاع أسعار المواصلات يشكّل عبئاً كبيراً على المواطنين. تشغيل بصات الوالي أو أي وسائل نقل عامة مدعومة يُسهم في تخفيف الضغط، وضبط الأسعار، وتوفير وسيلة نقل آمنة ومنظمة.
العودة الآمنة ليست مجرد شعار، بل مسؤولية جماعية تتطلب تنسيقاً فعّالاً بين الدولة والمجتمع. فالمواطن الذي يعود إلى مدينته بعد النزوح، يستحق أن يجد بيئة مهيأة للحياة، لا مجرد أطلال إن توفير هذه المتطلبات هو الخطوة الأولى نحو إعادة بناء الثقة، وتحقيق الاستقرار والانطلاق نحو التنمية.حفظ الله السودان وشعبه.
meehad74@gmail.com
الفاتح صالح: شباب السودان قلب الأمة النابض وينبغي تفجير طاقاتهم
دعا مستشار العلاقات العربية بالاتحاد العربي لشباب الإبداع والابتكار التابع لمجلس الوحدة ال…