اتجاه البوصلة   بقلم: أ. الجزولي هاشم  الكرامة السياسية: لا تسويات على حساب الوطن

في مشهد تتقاذفه المبادرات الدولية، ومشاريع الحلول المعلّبة، يقف السودان عند لحظة مفصلية تتطلب أكثر من الحكمة… تتطلب الكرامة.

الكرامة السياسية ليست موسيقى لغة السياسة، بل هي جوهر السيادة، ومرتكز المشروع الوطني. وهي تعني أول ما تعني: *رفض كل تسوية تُبنى على أنقاض الوطن، وتُدار من خارج إرادته، وتُفرض بإملاءات تُفرغ السيادة من معناها، وتُكرّس واقعًا مشوهًا يخدم مصالح الخارج قبل الداخل.*

لقد علمتنا تجاربنا القريبة أن التنازل عن الثوابت بحجة “الواقعية السياسية” هو طريق قصير إلى مزيد من الانقسام والفوضى. وإن التسويات التي لا ترتكز على العدالة، ولا تحترم إرادة الشعب، ليست إلا خيانة مواربة.

المبادرات التي تهبط من المنصات الدولية دون قراءة حقيقية للواقع السوداني، ودون اعتراف ببطولة المقاومة الشعبية والجيش الوطني في معركة الكرامة، ليست مبادرات سلام، بل صفقات لتثبيت من تسببوا في الدمار.

نحن لسنا ضد الحوار، ولكننا مع حوار *من الداخل*، ووفق شروط وطنية واضحة، يكون سقفها سيادة السودان، ومرجعيتها تضحيات شعبه، لا مصالح الرباعية ولا مشاريع الوصاية الدولية.

الكرامة السياسية اليوم، هي البوصلة التي يجب ألا نحيد عنها..

جيش واحد، شعب واحد..

صف واحد لصون كرامة الوطن وعزته.