إتجاه البوصلة.  بقلم.أ.الجزولي هاشم.  حين يخرس مال السحت الأفواه… المرتزقة الكولومبيون وفضيحة الصامتين”. 

من قال إن الاحتلال يكون فقط بالدبابات؟

في السودان، حيث تدور حرب الكرامة، يظهر المرتزقة الكولومبيون وهم يقاتلون إلى جانب مليشيا فقدت كل ملامح الانتماء الوطني، بل استعانت بالأجانب لتثبيت مشروعها القائم على الإبادة والخراب.

لكن الأخطر من المرتزقة، هو من يصمت عنهم. من يرى، ويسمع، ويعرف، ثم يلوذ بفمه الممتلئ بـ”بمال المليشيا”، فلا يستطيع أن ينطق بكلمة حق. فالمصالح الضيقة، وصفقات المال الحرام، والخوف من فقدان الامتيازات، خنقت المواقف وقتلت الجرأة.

لا عزاء في وطن يُصنع مستقبله بدماء أبنائه، بينما بعض من يسمّون أنفسهم قادة رأي يدفنون رؤوسهم حفاظا علي مال السحت .

فمن يتغاضى عن استقدام كولومبيين للقتال في السودان، تحت دعاوى “التكتيك” و”الضرورة”، هو شريك في الجريمة.

الشعوب الحرة لا تصمت على الارتزاق، ولا تساوم على الكرامة. والمواقف ليست حيادًا رماديًا، بل جبهة تُختبر فيها الأخلاق قبل الألسنة.

*أما من ارتضى أن يبلع مال السحت ويسكت، فسيبصقه التاريخ قبل أن يلعنه.*

والبوصلة لا تخطئ: لا وطن مع مرتزقة، ولا كرامة في صمت على خبث العملاء.