‫الرئيسية‬ مقالات حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _دور ھيئة علماء السودان والإدارات الاھلية ؟
مقالات - ‫‫‫‏‫18 ساعة مضت‬

حسن النخلي يكتب التحليق وسط الزحام _دور ھيئة علماء السودان والإدارات الاھلية ؟

بسم الله الرحمن الرحيم

قال تعالى: (والعصر إن الإنسان لفي خسر إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بالصبر).

أصدرت هيئة علماء السودان الموقرة تحت توقيع أمينها العام البروفيسور /علي عيسى عبدالرحمن أصدرت بيانا أعلنت فيه أسماء ثمانية أشخاص وسمتهم برؤساء الإدارة الأهلية وحددت مناطق إدارتهم وعزت ذلك القرار لسعي الهيئة (لإصلاح وإعمار) النسيج المجتمعي السوداني.

مع بالغ احترامنا وتقديرنا لهيئة علماء السودان كجهة نعتز بها ونحترمها، ولكن يبدو لي أن الهيئة تعاملت مع الأمر من جانب واحد وهو الإرشاد. قرار مثل هذا، بغض النظر عن الأسماء التي تم تسميتها واحترامنا لھم ، فليس من اختصاصات الهيئة إصدار مثل ھذا القرار . وحتى ولو أنها كانت مبادرة، كان يلزمها كثير من المناقشات والتداولات. ويجب أن يسبق كل ذلك تعريف صلاحيات ومهمات الإدارة الأهلية وفق القانون والدستور.

القرار الذي صدر من الهيئة طرح كثير من التساؤلات عن دور الهيئة وصلاحياتها وأظھر غياب السلطة التشريعيةواھميتھا ، ناهيك عن التخبط في التقسيم الإداري الذي قامت به الھيئة والذي صاحب ذلك القرار. وأكبر من ذلك تسمية رئيس للإدارة الأهلية في ولاية الخرطوم وهو ناظر عموم البطاحين محمد المنتصر خالد محمد طلحة الذي أعلن استقالته عن ذلك المنصب لعلمه ومعرفته التامة للإشكالات التي يحملها ھكذا قرار، مما قد يتسبب في الإنقسامات داخل الولاية على وجه الخصوص والسودان قاطبة.

بيد أن ولاية الخرطوم معظم سكانها الأصليين هم المحس والجموعية، هذا من جانب. ومن جانب آخر، وهو الأهم، أن ولاية الخرطوم ليست بالمنطقة التي يمكن أن تدار بالنظام الأهلي بشكلھ الحالي بأي حال من الأحوال لما اتسمت به بكثير من سمات المدنية والتحضر وتكاد تنعدم فيها سيطرة كيان أو قبيلة، شأنها شأن كثير من مدن السودان الكبرى، وخاصة في أواسط السودان.

فعليه، فإننا نقولها بصراحة، وكما يعلم السادة العلماء الأجلاء (الدين النصيحة)، نقول حسن النوايا وحده لا يكفي لمعالجة الأزمات. كما أن بعث الإدارات الأهلية من جديد دار حوله كثير من وجهات النظر من ذوي الاختصاص ما بين قادح ومادح، ومنهم من يدعو لإصلاح الإدارات نفسها، ومنهم من يدعو لحلها، وصدرت حول ذلك كثير من الدراسات.

كما أن رتق النسيج الاجتماعي في السودان وازكاء الروح الوطنية لا يتوقف على آلية واحدة ولا على جهة بعينها أو كيان، إنما هي مسؤولية تضامنية دعائمها كل فعاليات المجتمع بما فيھا ھيئة علماء السودان ، فرائدها الدين والقانون، ووسيلتها الوعي والمعرفة، وهدفها الأمن والوحدة والسلام.

السادة الأجلاء بهيئة علماء السودان، أستميحكم عذرا، الأمر أكثر تعقيدا من إصدار قرار أو تسمية أشخاص.
وفي الختام، إن للمجتهد أجران إذا أصاب، وإن أخطأ كان له أجر الاجتهاد.

وصل اللهم على المبعوث رحمة للعالمين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.
وحفظ الله البلاد والعباد.
جيش واحد شعب واحد.
ودمتم سالمين، ولوطني سلام.

الثلاثاء/ 26/8/2025

‫شاهد أيضًا‬

بالواضح فتح الرحمن النحاس لن يصلح العطار ماأفسده الدهر.. صائدو التمرد أم صائدة البمبان..؟!! ماعاد بيننا مكان لزمن الموات..!!

عشرات المواقف خلال عدة تظاهرات رأينا فيها من يلتقطون قنابل الدخان (البمبان) ويردونها علي أ…