‫الرئيسية‬ مقالات حديث الساعة  الهام سالم منصور
مقالات - ‫‫‫‏‫4 ساعات مضت‬

حديث الساعة  الهام سالم منصور

السودان، رغم جراح الحرب وويلاتها، ما يزال وطنًا غنيًا بموارده الطبيعية الهائلة. من باطن أرضه يخرج الذهب، وعلى ترابه يتدفق البترول، وبين سهوله ووديانه تنبض ثروات لا تُحصى. لكن السؤال الأهم: هل استفادت الدولة فعليًا من هذه الكنوز بما يخدم الشعب السوداني؟

 

اليوم، وفي ظل الخراب الذي خلفته الحرب، تبرز الحاجة الملحة إلى رؤية اقتصادية جديدة تقوم على استثمار هذه الثروات لصالح الوطن. على الدولة أن تعيد النظر في كيفية إدارة الموارد الطبيعية عبر إنشاء وزارة مستقلة للثروات المعدنية والطاقة، تُعنى بالذهب والبترول وكل الموارد الاستراتيجية، على أن تُدار بعقول خبيرة وبنزاهة عالية، بعيدًا عن المحاصصات السياسية، ليكون الهدف الأول أن يعود كل العائد لتعمير ما دمرته الحرب وبناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.

 

ثروات السودان بالأرقام

 

الذهب: السودان يعد من أكبر منتجي الذهب في إفريقيا، إذ تشير التقارير إلى أن الإنتاج السنوي تجاوز 100 طن في بعض السنوات، ومع ذلك لم تنعكس هذه الثروة بشكل حقيقي على حياة المواطن.

 

البترول: قبل انفصال جنوب السودان، كان الإنتاج يصل إلى نحو 500 ألف برميل يوميًا، واليوم ما يزال السودان يمتلك احتياطيات مهمة وخطوط تصدير يمكن أن تكون رافعة اقتصادية إذا أُحسن استغلالها.

 

الأراضي الزراعية: السودان يمتلك أكثر من 200 مليون فدان من الأراضي الصالحة للزراعة، إلى جانب المياه العذبة من النيل وروافده، ما يجعله قادرًا على أن يكون سلة غذاء العالم العربي.

 

المعادن الأخرى: بجانب الذهب، هناك احتياطات كبيرة من الحديد، الكروم، النحاس، واليورانيوم، لكنها لم تُستغل بالشكل الأمثل.

 

الطريق إلى النهوض

 

إن السودان لا يفتقر إلى الثروة، بل إلى الإدارة الرشيدة والتخطيط الاستراتيجي. فإذا وُضعت هذه الموارد في مسارها الصحيح، فلن يحتاج السودان إلى انتظار المساعدات أو المنح، لأنه قادر على النهوض بنفسه.

تجارب الدول من حولنا تؤكد أن الموارد إذا أُديرت بشفافية وكفاءة، يمكن أن تتحول إلى قوة اقتصادية حقيقية، بعيدًا عن الفساد والنهب والتسيب.

 

نداء إلى الدولة والشعب

 

لقد آن الأوان أن نتحرك جميعًا لاستعادة سيادتنا الاقتصادية. الحرب دمرت البنية التحتية، وشردت الملايين، لكننا نملك مفاتيح إعادة الإعمار في أرضنا. الذهب في باطنها، البترول في أعماقها، والمياه تجري في شرايينها.

لن نبني السودان بالوعود ولا بالاعتماد على الخارج، بل بالإرادة الوطنية واستغلال مواردنا لصالح شعبنا. ليكن شعار المرحلة: ثروات السودان للسودانيين. هذه ليست أمنية، بل ضرورة بقاء، وحق للأجيال القادمة.

‫شاهد أيضًا‬

وجه الحقيقة إبراهيم شقلاوي سد النهضة : تشغيل بلا شراكة..!

في 24 أغسطس 2025، أقدمت إثيوبيا على فتح ثلاث بوابات من المفيض العلوي في سد النهضة، بعد أن …