رؤى د.الوليد أمين حسن الفكي أسباب تقدم الأمم وتخلفها 

بسم الله الرحمن الرحيم .. أيها الأعزاء .. سألخَّص لكم بوضوح أحد أهم أسباب تقدم الأمم وتخلفها .

فكرة أن التعليم هو حجر الأساس للحضارة والتقدم ليست جديدة، ولكن التاريخ والمعطيات الحديثة يؤكدانها باستمرار… فدعونا نتوسع قليلاً في هذه النقاط التي سأتناولها هنا:

1. أمثلة على دول جعلت التعليم أولوية (فكما ذكرت سابقا) :

· سنغافورة: وكانت دولة فقيرة بعد استقلالها. استثمرت بشكل هائل في تعليمها، خصوصاً في مجالات العلوم والرياضيات والتكنولوجيا، وأصبحت الآن من بين أفضل الاقتصادات في العالم.!!

· فنلندا: نموذج عالمي في جودة التعليم، حيث يركز على الإبداع والمساواة وتطوير المهارات بدلاً من الحفظ والتلقين. مكانة المعلم فيها اجتماعياً ومالياً هي الأعلى في العالم.

· كوريا الجنوبية: خرجت من حرب مدمرة لتصبح عملاقاً تكنولوجياً، وكان سر نهضتها الاستثمار المكثف في التعليم والبحث العلمي.

2. لماذا يُهمل التعليم في بعض المجتمعات رغم أهميته؟ هذه معضلة حقيقية.الأسباب معقدة وقد تشمل:

· ضعف التخطيط الاستراتيجي: الحكومات تركز على حل الأزمات القصيرة الأمد على حساب الاستثمار طويل المدى مثل التعليم.

· الفساد وعدم توجيه الموارد للمكان الصحيح.

· الصراعات والحروب التي تدمر البنية التحتية للتعليم.

· الفقر: قد تضطر الأسر إلى إخراج أطفالها من المدرسة للمساعدة في العمل وتأمين الدخل.

3. إهمال المعلم هو إهمال للمستقبل: والحقيقة ان المعلم هو حجر الزاوية في هذه المنظومة. لا يمكن بناء نظام تعليمي متقدم بمعلم مُهمَل، غير مُدرَّب، ومنخفض الأجر والروح المعنوية. الاستثمار في المعلم هو استثمار مباشر في جودة مخرجات التعليم.

4. النتيجة الحتمية للإهمال: كما أوضحتها،فإن النتيجة هي حلقة مفرغة من التخلف: ضعف التعليم-> ينتج قوى عاملة غير ماهرة -> انخفاض الإنتاجية -> ضعف الاقتصاد -> زيادة الفقر -> زيادة الجهل -> وتبقى الدولة “تحت وطأة الدول المتخلفة السحيقة” كما أسلفت وبشكل دقيق.

وأخيرا اذكر بأن :

هذا ليس مجرد رأي، بل هو حقيقة تؤكدها كل الدراسات والتجارب. وهي أن التعليم هو أقوى سلاح يمكن استخدامه لتغيير العالم والمجتمع، وهو الاستثمار الوحيد الذي لا خسارة فيه. والدول التي تريد اللحاق بركب الحضارة والرقى ليس أمامها طريق آخر سوى وضع التعليم على رأس أولوياتها، والبدء بإعادة الاعتبار للمعلم، لأنه البطل الحقيقي في معركة التنمية. ولكم السلام أحبتي

٢٨/٨/٢٠٢٥