‫الرئيسية‬ مقالات شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر الفاشر.. صرخة دامية في وجه الصمت الدولي
مقالات - ‫‫‫‏‫12 ساعة مضت‬

شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر الفاشر.. صرخة دامية في وجه الصمت الدولي

شئ للوطن م.صلاح غريبة – مصر  الفاشر.. صرخة دامية في وجه الصمت الدولي

Ghariba2013@gmail.com

 

لا تزال أرض السودان، وتحديداً ولايات دارفور وكردفان، تروي فصولاً دامية من صراع فرضته مليشيا «الدعم السريع» المتمردة على الشعب السوداني، صراع تتساقط فيه أرواح الأبرياء وتُدمر فيه مؤسسات الدولة، في انتهاك صارخ لكل الأعراف والمواثيق. وتأتي أحداث مدينة الفاشر، عاصمة شمال دارفور، لتضع نقطة سوداء جديدة في سجل هذه المليشيا الإرهابية، وتجدد الدعوات للضمير العالمي للتحرك.
إن البيانات والتصريحات الصادرة عن القيادة السودانية، ممثلة في القوات المسلحة ورئيس مجلس السيادة القائد العام، لا تحمل مجرد إدانة روتينية، بل هي شهادة حية وواضحة على فداحة الجرائم المرتكبة. استهداف المدنيين والمنشآت الحيوية والتدمير الممنهج لمقومات الحياة، كما حدث في الفاشر، لا يمكن وصفه إلا بأنه «جريمة حرب مكتملة الأركان». وتُظهر تصريحات الفريق أول عبد الفتاح البرهان عمق المأساة، مشيراً إلى أن قرار القيادة الأمنية في الفاشر بمغادرة المدينة لم يكن انسحاباً عسكرياً بالمعنى التقليدي، بل كان محاولة لتجنيب بقية المواطنين المزيد من الدمار والقتل الممنهج الذي كانت تتعرض له المدينة.
الأمر لا يتوقف عند القتل والتدمير المادي، بل يمتد ليشمل استهداف ممنهج للهياكل المجتمعية والقيادات الأهلية، التي تمثل صمام أمان في النسيج الاجتماعي السوداني. وفاة الأمير عبد القادر منعم منصور، ناظر عموم قبائل دار حمر، نتيجة تقييد حركته ومنعه من العلاج من قبل المليشيا، هو انتهاك واضح للحق في الحياة والصحة، يرقى إلى مستوى «الجريمة ضد الإنسانية». كما أن استهداف رجالات الإدارة الأهلية من النُظّار والعُمد في كردفان ودارفور يمثل عملاً عدائياً يهدف إلى تفكيك البنية الاجتماعية وإحلال الفوضى.
ما يثير الاستغراب، بل الاستياء، هو الصمت الدولي المطبق أو الاكتفاء ببيانات خجولة لا ترقى إلى حجم الكارثة. فالقائد العام للقوات المسلحة السودانية يشدد على أن هذه الجرائم تُرتكب «على مرأى ومسمع من العالم»، في مخالفة صريحة لقرارات مجلس الأمن وكل الأعراف الدولية، ومع ذلك «لا أحد يتحدث عن ذلك ولا أحد يحاسب». هذا الصمت يُعدّ ضوءاً أخضر غير مباشر للمليشيات للاستمرار في انتهاكاتها، ويجعل المجتمع الدولي شريكاً معنوياً في هذه الجرائم من خلال التقاعس عن القيام بواجبه الأخلاقي والقانوني.
إن المعركة التي يخوضها الجيش السوداني والقوات المشتركة والمستنفرون هي معركة وطنية بامتياز، هدفها تطهير الأرض من «مرتزقة قتلة مأجورين» لا ينتمون لهذا الشعب، واستعادة سيادة الدولة وحماية المدنيين. ورغم الخسائر والتضحيات، فإن الإصرار على «الاقتصاص لكل شهدائنا» و«تطهير هذه الأرض من كل دنس» يعكس عزيمة لا تلين على تحقيق النصر واستعادة الأمن والاستقرار.
المطلوب اليوم ليس مجرد بيانات إدانة شكلية، بل تحرك دولي عاجل وحقيقي يترجم الإدانة إلى إجراءات عملية على الأرض. يجب على المجتمع الدولي والمنظمات الإقليمية والحقوقية رفع صوتها عالياً لوقف هذه الممارسات الوحشية، وفرض العقوبات اللازمة، والضغط لضمان وصول المساعدات، والأهم من ذلك: محاسبة مرتكبي هذه الجرائم أمام العدالة الدولية. فالفاشر ليست مجرد مدينة تسقط، بل هي اختبار حقيقي لمدى التزام العالم بحماية حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني. إن الانتصار للشعب السوداني في هذه المعركة هو انتصار للعدالة والقيم الإنسانية جمعاء.

‫شاهد أيضًا‬

رئيس حزب المؤتمر المفوض مولانا احمد هارون..هيا إلى المرابطة والفداء.. ويا خيل الله أركبي

اصدر رئيس حزب المؤتمر المفوض  مولانا احمد هارون بيانا عن ماجرى في الفاشر وفيما يلي نص البي…