حديث الساعة الهام سالم منصور استهداف المدنيين العزّل في الفاشر… انتقام أم اصطدام؟

لم تعد مدينة الفاشر مجرّد نقطة على خريطة السودان، بل أصبحت رمزًا لمعاناةٍ إنسانيةٍ تُكتب بدماء الأبرياء وتُبث على أنين الأمهات. في الأيام الأخيرة، تصاعدت وتيرة الانتهاكات المروّعة ضد المدنيين العزّل، من تصفيةٍ جسديةٍ وسحلٍ في الشوارع إلى عمليات نهبٍ وقتلٍ ممنهج، تُنفذ بمشاركة مرتزقة أجانب يقاتلون إلى جانب المليشيات المسلحة.
ما يحدث في الفاشر ليس صراعًا عابرًا أو اصطدامًا لحظة غضب، بل انتقامٌ منظّم يُدار بعقلية الحقد والكراهية ضد كل ما يمثل الهوية السودانية الأصيلة. المليشيات لا تستهدف المقاتلين فحسب، بل تستهدف الحياة نفسها: منازل تُحرق، الأسواق تُنهب، والنساء والأطفال يُطاردون بلا ذنب سوى أنهم من أبناء هذه الأرض.
المدينة الصامدة وسط النار
رغم الدمار والظلام، تبقى الفاشر شامخة كقلعةٍ من كبرياء. أهلها يواجهون الموت بإيمانٍ لا يلين، ويثبتون أن الكرامة لا تُشترى، وأن الصبر سلاح أقوى من رصاص المأجورين. في الأزقة التي كانت تعجّ بالحياة، الآن يسكنها الصمت والرماد، لكن الروح السودانية ما زالت حيّة، ترفض الانكسار وتتمسك بالأمل مهما اشتد البلاء.
صمت العالم… جريمة أخرى
وسط هذه الجرائم الموثقة بالصوت والصورة، يقف المجتمع الدولي صامتًا، وكأنّ الدم السوداني أقل قيمة من غيره. أين المنظمات الإنسانية التي ملأت الدنيا شعاراتٍ عن حقوق الإنسان؟ أين العدالة الدولية حين تتحول المدن إلى مقابر جماعية؟ إنّ الصمت في مثل هذه اللحظات تواطؤٌ مقنّع، يُشجع القتلة على المضي في جرائمهم بلا رادع.
الرسالة الأخيرة من الفاشر
إلى العالم نقول: الفاشر ليست مدينة تُحاصر، بل روح وطن تُغتال أمام العيون. وإلى المعتدين نقول: قد تظنون أنكم انتصرتم حين قتلتم وسحلتم، لكن الأوطان لا تموت بالرصاص، بل تولد من رحم الألم أكثر قوة وإصرارًا.
الفاشر باقية، والانتقام زائل. لأن صوت الوطن أعلى من كل بندقية مأجورة، ولأن شعب السودان حين يُستهدف، يولد من جديد أكثر صلابة وإيمانًا.
نداء إلى الضمير الإنساني
إننا، من قلب هذه المعاناة، نُوجّه نداءنا إلى المجتمع الدولي، والأمم المتحدة، والمنظمات الحقوقية والإنسانية كافة: تدخّلوا الآن قبل أن تُمحى الفاشر من الوجود. أوقفوا آلة القتل، وافتحوا ممرات آمنة لإغاثة المدنيين، وسجّلوا الجرائم التي تُرتكب بحق الشعب السوداني لتُعرض أمام العدالة الدولية. إنّ ما يحدث في الفاشر اختبارٌ حقيقيٌ للإنسانية، فإما أن تنتصر القيم والمبادئ، أو يسقط العالم في صمته الأبدي.
رئيس حزب المؤتمر المفوض مولانا احمد هارون..هيا إلى المرابطة والفداء.. ويا خيل الله أركبي
اصدر رئيس حزب المؤتمر المفوض مولانا احمد هارون بيانا عن ماجرى في الفاشر وفيما يلي نص البي…





