نقطةإرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب : السودان في مواجهة مؤامرة دولية شرسة

في خضمّ الأحداث المتسارعة التي تعصف بالسودان، تتكشّف يوماً بعد يوم خيوط مؤامرة دولية تقودها الإدارة الأمريكية عبر أدواتها السياسية الماكرة، حيث لم يعد الخداع مجرد تكتيك خفي بل أصبح أداةً صريحةً في سياسة واشنطن الخارجية تجاه السودان. فالصمت الأمريكي المريب إزاء الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها مليشيات الدعم السريع المدعومة من حكومة أبوظبي، يكشف عن مباركة ضمنية لخطوط إسقاط مدينة الفاشر، بل ويؤكد أن ما يجري ليس مجرد صراع داخلي بل تنفيذ لمخطط خارجي يستهدف وحدة السودان واستقراره.
الإدارة الأمريكية، التي لطالما رفعت شعارات حقوق الإنسان والديمقراطية، تمارس اليوم ضغوطاً علنيةً على الحكومة السودانية لدفعها نحو توقيع اتفاق سياسي مع مليشيات الدعم السريع، في محاولةٍ لشرعنة وجودها وتبييض صفحة حكومة أبوظبي التي تورّطت في دعم هذه المليشيات. هذا الابتزاز السياسي، الذي يُمارس بأي ثمن، يهدف إلى كسر إرادة الدولة السودانية وإجبارها على التراجع عن مواقفها الوطنية، في وقتٍ يتطلب فيه الموقف الرسمي أعلى درجات الحزم والوضوح.
الاجتماع الأخير في واشنطن، الذي رُوّج له على أنه خطوةً نحو السلام، لم يكن سوى عملية تخديرٍ ممنهجةٍ للحكومة السودانية والشعب السوداني المغلوب على أمره، بينما تتحرك المليشيات الإرهابية على الأرض لتوسيع رقعة سيطرتها بدعمٍ خارجيٍ واضح. إن ما يُحاك ضد السودان ليس مجرد تدخلٍ سياسيٍ عابر، بل هو مخططٌ كبيرٌ يستهدف تفكيك الدولة وإعادة تشكيلها وفق مصالح القوى الدولية والإقليمية وسوف تطلب الادارة الأمريكية هدنة إنسانية ليست حباً في الضحايا والمنكوبين وإنما لكي تلتقط المليشيا أنفاسها حتي تستعد لجولات اخري من الهجمات البربرية علي العزل.
وعليه، فإن الحكومة السودانية مطالبةٌ اليوم بعدم التراجع أمام هذه الضغوط، بل بإعلان التعبئة والاستنفار العام والطوارئ في جميع أنحاء الولايات، لتطهير البلاد من دنس المليشيات الإرهابية التي تهدد أمن الوطن ووحدته. فالعالم لا يعترف إلا بمن يفرض وجوده بالقوة، ولا يحترم إلا من يدافع عن أرضه وكرامته دون مساومةٍ أو خضوع.
السودان في مفترق طرق، والمرحلة تتطلب قيادةً شجاعةً تقرأ الواقع جيداً وتواجهه بصلابةٍ، ولانشك في قيادة البلاد الرشيدة، لابد يكون التفكير خارج الصندوق وبعيداً عن الأوهام الدبلوماسية التي لم تجلب للبلاد سوى المزيد من التآمر والانكسار. إن المعركة اليوم ليست فقط عسكريةً، بل سياسيةً وأخلاقيةً، وعلى الجميع أن يدرك أن التهاون في هذه اللحظة التاريخية يعني ضياع السودان إلى الأبد.





