‫الرئيسية‬ مقالات الظاهرة الإماراتية !! كتب د. عبدالعظيم عوض
مقالات - أكتوبر 13, 2024

الظاهرة الإماراتية !! كتب د. عبدالعظيم عوض

ماعادت مسألة ضلوع دولة الإمارات في إشعال الحرب الحالية علي السودان في حاجة الي إثبات او أدلة، فقد بات العالم كله يدرك حجم هذا العدوان الآثم وما خلفه من دمار للدولة السودانية وتقتيل وتشريد للسودانيين .

وبنظرة فاحصة لفعائل تلك الدولة وممارساتها العدوانية نجدها في انتشار دائم كالسرطان تماما ولم تقتصر علي السودان فحسب ، بل استشرى داؤها في العديد من الدول الأفريقية وبعض الدول العربية والإسلامية ، وظل الإعلام الغربي تحديدا في الآونة الأخيرة يطرح العديد من الاستفهامات حول هذه التحركات المريبة لهذه الدولة (الطارئة) ، صحيح بات التركيز مؤخرا علي السودان بالنظر لجسامة العدوان الذي تدعمه وبشاعة الحرب التي تغذيها بالمال والاسلحة الفتاكة .. وما حدث ويحدث الان من حروب في ليبيا واليمن ومالي وبعض دول الغرب الافريقي كانت وراءه حكومة محمد بن زايد تسليحا وتمويلا وتحريضا بناءً علي فكرة متى وُجِدت الفوضى توجد الفرص ، ولم تسلم من سمومها حتي دولة الجزائر العربية الشقيقة !

وتجدر الإشارة هنا الي ما نشرته الفاينانشيال تايمز مؤخرا عن التوسع الإماراتي في أفريقيا وتركيزه علي التعدين والموانئ والمطارات واخيرا مجال الغابات ، حيث اشترت تلك الدولة (الطارئة) مساحات شاسعة من غابات ليبريا بلغت آلاف الكيلومترات المربعة .. في حين أن مساحة الإمارات كلها لم تتجاوز ال ٧٥ الف كلم٢ فيما لايزيد عد سكانها الأصليين عن ال٨٠٠ الف نسمة !!

أسئلة كثيرة ، ينبغي أن تُطرح في شأن هذا اللغز الإماراتي .. اهمها ماحاجة الإمارات أن تكون الدولة الخامسة عالميا في الإنفاق علي الاسلحة؟ أين هو الجيش الذي يستخدم هذه الأسلحة .. بل أين الحدود التي تحميها تلك الدولة( الظاهرة)

ثم ما الذي يجعل الإمارات تحتضن في مساحتها الصغيرة تلك أكبر محفل ماسوني يوجد في العالم ؟ وهل من مصلحة شيوخ الإمارات كل هذه التدخلات المريبة والعدائية في شؤون دول تبعد عنهم آلاف الكيلومترات ؟

تحضرني هنا مقولة صديقي الصحفي العربي نقلا عن هنري فورد صاحب شركة فورد ” إن اليهود يفضلون أن يقودوا العام من خلف الستار ” !! في إشارة للدور اليهودي في الاستثمارات الضخمة في الإمارات والتي قطعا سيكون لها تأثيرها الكبير في علاقات تلك الدولة علي الصعيدين الاقتصادي والسياسي فضلا عن الأمني .

لكن السؤال الأهم ، هل سيكتفي العالم بهيئاته ومنظماته الدولية والاقليمية بالصمت المفضوح إزاء تحركات هذه الظاهرة الإماراتية؟

وفي البال شكوى السودان ضد الإمارات المودعة أمام مجلس الأمن الدولي والتي تم تدعيمها يوم أمس بادلة جديدة وبراهين موثقة تُثبت تمادي بن زايد في تغذية العدوان المليشي الإرهابي علي السودان .. بماذا سيرد هذا المجلس هذه المرة ياتُرى ؟.. وكيف سيكون فعل حامل القلم إزاء المزيد من أدلة التورط الإماراتي في حرب السودان ؟

ننتظر رأي المنظمة التي أُنيط بها الحفاظ علي الأمن والسلم الدوليين ، آملين ألا يطول انتظارنا !

لكنا نهمس في أذن حكومتنا تجنبا لمماحكات الساسة في مجلس الأمن بأن تُعد العدة لترفع الأمر الي محكمة العدل الدولية بأعحل ماتيسر .. فهناك القانون سيأخذ مجراه وفقا لنصوصه وضمير قضاة تلك المحكمة العتيدة ، ولعلنا في حِلٍ لأن نذكّر وزارة العدل بما فعلته تلك المحكمة باسرائيل بناءً علي الدعوى التي تبنتها دولة جنوب أفريقيا مؤخرا نيابةً عن فلسطين بل وكل العرب ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

خاطرة عادل عسوم

انسربت ساعات الليل الطويل، وإذا بالكون في مخاض، إنه مخاض فجر جديد، وإذا بشبح الشمس تتلصص م…