فنجان الصباح  أحمدع الوهاب  البرير مرشح حميدتي لرئاسة الوزراء.. وعطاء من لايملك لمن لا يستحق !!! 

لم ينطبق المثل السوداني القائل ( رزق المساكين في المجانين) في تاريخ السودان الحديث كله كما انطبق على رجال الفترة الانتقالية التي اعقبت السقوط المفاجئ لنظام الانقاذ.. وجد كثير من العواطلية وسابلة السياسة والناشطين انفسهم في واجهة الاحداث .. ثم جاءت احداث الاعتصام الدامية لتكون رافعة لمن لايملك خبرة سياسية ولا تجربة في الحكم ولا تاريخا نضاليا ولا قاعدة جماهيرية لقيادة بلد هاملة..

وجدوا انفسهم امام ثورة مصنوعة بلا قيادة ولعبة كراس مرصوصة بلا لاعبين.. ولم يكن اكثرهم تفاولا يحلم بأكثر من وظيفة وراتب وسيارة.. عنصر المفاجأة اربك الجميع عسكرا ونشطاء.. وفي هذا ما يفسر نوبة البكاء التي انخرطوا فيها جميعا عقب توقيع الوثيقة الدستورية.. وكان افضل وصف لتلك الصفقة الخاسرة بين عسكر لجنة البشير الأمنية ونشطأء قحت انها كانت (عطاء من لايملك لمن لا يستحق) ..

وهكذا وجد خالد سلك – وامثاله – ثم حمدوك لاحقا- أنفسهم في دست الحكَم بلا برنامج ولا خطة ولا خبرة..

وحدث ما شئت عن هرجلة في السلطة وبهدلة للدولة وعن خراب عن غباء وجهل للوزارات وتخريب عن عمد للمؤسسات.. كان شعبنا قد بناها من ليل الأسى ومر الذكريات..

لكن أسوأ من كل ذلك ان تلك الفترة حالكة السواد كانت قد اورثت القوم الذين قضوا شطرها في السفارات وشطرها الاخر في الليالي الحمراء سعارا شديدا للسلطة وجوعا للمناصب يشبه تلك الحالة التي تصيب المدمن حال لم يجد جرعته اليومية من مخدر الشيطان ..

ولذلك جن جنون القوم بعد الانقلاب المفاجئ الذي قام به العسكر بقيادة البرهان في ٢٥ اكتوبر ٢٠٢١م.. اكتفي الرجل بازاحتهم عن السلطة وتركهم يهيمون علي وجوههم تتلقفه السفارات وتتصيدهم المخابرات..

ولان (سيد الرايحة يفتح خشم البقرة) كما يقولون فقد ساقهم سعار السلطة المجانية وعشق الوظيفة الدستورية وامتيازاتها للتحالف مع الشيطان.. ارتموا في حضن الذئب الاغبر فولكر اولا.. ثم استقر بهم المقام في بلاط عدوهم اللدود ( الدعم السريع).. وجدوا فيه ضالتهم المشتهاة.. ووجد عندهم ضالته المنشودة .. كان يبحث وهما عن شرعية وكانوا يبحثون عن بندقية ..

كان حميدتي يريدهم طوق نجاة من شعار ( الجنجويد ينحل) وكانوا يريدونه حصان طروادة للعودة المستحيلة للسلطة ..

ولعل افصح واوضح من فضح المؤامرة التي حيكت بليل بين حميدتي واحزاب قحت هو مستشار قائد الدعم السريع الدكتور عبد القادر ابراهيم والذي انسلخ مع مجموعة مقدرة من كبار اعضاء الهيئة الاستشارية العليا بالدعم السريع وانحازوا إلى الصف الوطني

عبد القادر أكد في تغريدة له علي منصة اكس وهو شاهد عصر ومن أقرب المقربين من حميدتي ( ان الرجل كان منخرطا في التخطيط للحرب بينما كانت قحت عامة وحزب الامة خاصة ضالعين في تحريض الرجل على استلام السلطة بالقوة، وان حميدتي كان سيكافئ حزب الأمة على هذه الجريمة الموثقة بمنصب رئيس الوزراء والذي رشح له السيد الواثق البرير زوج كريمة الامام الصادق المهدي..

ومنه يمكن فهم انخراط الرجل والسيدة حرمه وشقيقها وقيقتها في التحريض على الحرب بضراوة غير معهودة وتورط الاسرة – ما عدا اللواء عبد الرحمن – في دعم الحرب والاصطفاف إلى جانب المليشيا وبراءة الاطفال في اعينهم.

وهي خطوة طائشة سيدفع ثمنها حزب الامة وستكلفه فاتورة باهظة وخسارة لاقبل له بها في أي استحقاق انتخابي قادم..

ان لم تكن تلك الخطوة الرعناء قد اطلقت بالفعل رصاصة الرحمة على الحزب العائلي الطائفي العجوز..

وفي كنانة الدكتور عبد القادر وزملائه الافاضل سهام كثيرة

ستكون خير معين للدولة لاصطياد الضالعين في المؤامرة ذرافات ووحدانا..