‫الرئيسية‬ مقالات كتب عماد الدين يعقوب : توصيات اجتماعات عنتيبي.. بلوها واشربوا مويتها
مقالات - ديسمبر 4, 2024

كتب عماد الدين يعقوب : توصيات اجتماعات عنتيبي.. بلوها واشربوا مويتها

بينما جماهير الشعب السوداني في طول البلاد وعرضها تصطف وتتراص صفوفها كالبنيان المرصوص جنباَ إلى جنب مع صفوف القوات المسلحة والنظامية الأخرى والمشتركة والمستنفرين شيباَ وشباباَ ونساءاَ وتقف بثبات وإيمان قوي بنصر الله وعزم راسخ على دحر فلول الميليشيا المتمردة الإرهابية وإخراجهم من صياصيهم ودك معاقل حصونهم في دارفور وكردفان وسنار والجزيرة وأجزاء من العاصمة، وبينما تتلاحق هزائمهم ويتساقط ما في أيديهم من المدن والقرى والحلّال الواحدة تلو الأخرى في أيدي الجيش، وتضيق عليهم الجزيرة بما رحبت فيولوا مدبرين، تحصد بعضهم نيران الجيش، ويقع بعضهم في الأسر ويفر بعضهم، ويلقي بعضهم السَلَم ويطلب بعض من قادتهم الأمان والإجارة، وبينما تتبين خيوط النصر المؤزر وتتضح مع فجر كل يوم جديد، وبينما تزداد فضائح دويلة الشر ويسقط عنها (لباس) الزيف والكذب والإنكار وتبدو سوءتها كأقبح ما يكون، بينما يحدث كل ذلك، تحمل لنا الأنباء أمس من (عنتيبي) بأوغندا بأن رئيس ما يسمى بتنسيقية القوى المدنية الديمقراطية (تقدم) المدعو حمدوك قد كشف النقاب خلال تصريحات صحفية على هامش اجتماعات الهيئة القيادية ل (تقدم) التي بدأت أمس الثلاثاء بعنتيبي بمشاركة 120 عضواََ من الهيئة عن عدد من الآليات التي تعتزم تنسيقيته المزعومة الإعلان عنها للتعامل مع الأوضاع في البلاد – على حد تعبيره – من بينها عقد مؤتمر مائدة مستديرة، وتشكيل جبهة مدنية عريضة، ونزع الشرعية عما أسماها بحكومة بورتسودان، وإعلان حكومة منفى..!

وقال حمدوك فض فاه أن الإجتماعات ستناقش ما سماها الأزمة الإنسانية وحماية المدنيين وإيصال المساعدات الإنسانية للنازحين بالداخل واللاجئين بالخارج معتبراَ أن وقف الحرب يتطلب وقف الأعمال العدائية ووقف إطلاق النار والدخول في عملية سياسية لترتيب الأوضاع في السودان زاعماَ أن العملية السياسية لن تنجح إلا بالحديث عن جذور الأزمة التي تسببت في اندلاع الحروب التي قال انها بدأت منذ العام 1956، واستمرت حتى الآن..!! انتهى كلام حمدوك..

ويبدو من حديث المأفون حمدوك – الذي بدا وهو يلقيه على سامعيه – كشيطان يلقي موعظة.. حمدوك الذي تولى هو وشرذمة من المنبوذين سياسياً واجتماعياََ كبر إشعال نار الحرب في البلاد هو نفسه يدعو إلى وقفها بعد ما يقرب من العامين ويتحدث عن القضايا الإنسانية بلسان كذوب مرد على الكذب والتضليل والتدليس، حمدوك الذي جاست قوات حليفه الهالك حميدتي خلال الديار قتلاَ وتدميراَ وفساداَ ونهباَ واغتصاباََ وترويعاَ للآمنين وتهجيراَ لهم عن ديارهم بلا ذنب جنوه ولا جرم ارتكبوه.

من يصدق هذا الكلب المسعور اللاهث دوماَ منذ أن رمت به ريح التغيير الخبيثة إلى دفة السلطة في تدمير بلده وطاعة أولياء نعمته عرباَ وأعاجم..

يأتي حمدوك بالأمس وقد أيقن بالهزيمة ليضع على الطاولة آخر أوراقه المحترقة لعل الحظ يحالفه في إنقاذ ما تبقى من ماء أوجه أسياده ومشغليه، وما بقي من جنود آل دقلو الذين أصبحوا مطاردين وصيداَ سهلاً للجيش.. ولكن هيهات هيهات لما يريد..

ما طرحه حمدوك وزمرته البائسة بالأمس هو خليط و (كرتة) مجمعة من بقايا طعام تسنَّه وتغير طعمه وانتنت رائحته.. هو بقايا من ورقة الإطاري سيء الذكر، وبقية مما حضّروه في (جنيف)، وما تم طبخه في (شاتام هاوس) وما قدموه من قبل في (أديس)، وجيبوتي، وكمبالا، ونيروبي، إنه مزيج وخلطة متعفنة عافها الشعب السوداني ورفضها، ولكن رؤوس الشر والفتنة مصرون عبثاََ على إعادة تسخينها وتتبيلها لتبدو مقبولة ومستساغة..

لكن وعي الشعب السوداني حاضر وحصافة قيادته السياسية والعسكرية لهم بالمرصاد..

فقد أخذت القيادة السياسية والعسكرية في البلاد موثقاَ من الشعب بثلاث لاءات مغلظة.. لا تفاوض، لا عودة لما قبل 15 أبريل 2023، لا وقف لإطلاق النار..

الجديد الذي يلفت الانتباه في أجندة اجتماعات عنتيبي بالأمس تلك (المزحة) المسماة بنزع الشرعية عن حكومة بورتسودان وتشكيل حكومة منفى من نفايات قحت الأولى والثانية والثالثة..

إنها بحق مزحة رغم أنها سمجة وثقيلة.. حتى أن الغالبية من المكونات والتنظيمات المنضوية تحت مظلة (تقدم) تعارض هذه الفكرة ولسان حالهم يقول (كترتوا المحلبية)..!!

لا أحد آخر غير حمدوك يدري كيف ستنزع (تقدم) الشرعية عن الحكومة التي التف حولها الشعب السوداني ووقف خلفها مؤازراَ ومسانداَ لها في وجه الميليشيا وجناحها السياسي وروى بدماء أبنائه الطاهرة الأرض دفاعاَ عنها وفداءاَ لها..

وكيف ستشكل تنسيقيته حكومة منفى بالخارج وهم لا يكادون يتفقون على قسمة ما يلقى إليهم من فتات نثريات ومصروفات إعاشة ونفقات إيجار غرف الفنادق والموتيلات في عواصم أوروبا وأفريقيا، كيف سيشكلون حكومة وقد رأيناهم في كل عاصمة أوروبية ذهبوا إليها وهم يرتعشون خائفين من غضب واحتجاجات الجاليات السودانية وينقلون بحافلات محروسة بالشرطة.. كيف يديرون شؤون الدولة وهم لا يستطيعون بل لا يجرأون على أن تطأ أقدامهم أرض السودان لأنهم موقنون بأن الشعب السوداني سيطأهم تحت أقدامه ويدوسهم دوس..!!!

ولا أحد يدري إلى أين ستأخذ تنسيقية حمدوك مخرجات اجتماعاتها الحالية في عنتيبي لتجد طريقها إلى التنفيذ على أرض الواقع..

وهل سيكون هناك تنسيق بين حكومة المنفى الموعودة من جهة، وما أسموه بالإدارة المدنية التي شكلتها ميليشيا آل دقلو الإرهابية في بعض مناطق وجودها وانتشارها والتي قال عنها المستشار السياسي الْمُقال يوسف عزت قبل أيام أنها شُكلت من عناصر من (الفيلول)، أم تترك هذه السلطات لتواجه مصيرها المحتوم تحت نيران الجيش والمشتركة والمستنفرين الذين يزحفون نحوهم بثبات للقضاء عليهم وتطهير الأرض من رجسهم وإراحة البلاد والعباد من شرورهم..

ليس أمام أعضاء الهيئة القيادية ل (تقدم) وعقب انتهاء اجتماعاتهم وتدوين مخرجاتهم وتوصياتهم وطباعتها إلا أن يفعلوا كما فعل العقيد الآبق عثمان بيلو بعلاماته العسكرية والذي التحق بمركب الميليشيا الغارقة غباءاَ وحماقة..

بِلوها واشربوا مويتها..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

‫شاهد أيضًا‬

يعلن مكتب المستقبل لخدمات التعليم عن بدء التسجيل يوم غد الأربعاء 25 /6/ للجامعات المصرية