كتب عماد الدين يعقوب: على ماذا سيتم التفاوض مع الامارات؟؟
التفاوض يتم حول قيمة أو قيم متنازع عليها بين طرفين يقدم كل طرف منهما حيثياته باعتبارها حقوق أصيلة، ومن ثم تجرى المناقشات حولها ويقدم كل طرف التنازلات التي يرى أنها يمكن أن تدفع بالتفاوض إلى الأمام ليتم التوصل إلى حل وسط Compromise يتضمن الحد المقبول من المصالح بالنسبة لكل طرف..
وفي الحالة السودانية الإماراتية ليس هناك قيمة أو قيم متنازع عليها بين الدولتين، فالامارات خططت مع قوى سياسية سودانية متحالفة مع مليشيا الدعم السريع الذي كان منضوياََ تحت إمرة الجيش السوداني لقلب نظام الحكم القائم وتم ذلك دون وجود نزاع سابق مع السودان يبرر هذا المسلك، وظلت تقدم الدعم الفني والعسكري والسياسي لهذه القوى المتمردة طوال أشهر الحرب وظلت في حالة إنكار لهذا الدعم حتى اللحظة..
فعلى ماذا سيتم التفاوض..؟؟
السودان يريد من الإمارات أن توقف دعمها للتمرد لأن ذلك يمثل عدواناََ على السودان..
وفي المقابل..
ما الذي تريده الإمارات من السودان لتوقف دعمها وعدوانها عليه…؟
ما هو (الحق) الذي تريد الإمارات استرداده من السودان.. ؟
ماذا ستطرح الإمارات على طاولة (المفاوضات)..؟
هل تريد من الحكومة السودانية جلب الديمقراطية في السودان..؟؟
هل تريد منها إعادة هيكلة الجيش السوداني..؟
أم هل تريد منها القضاء على دولة 56.. ؟؟
هل تريد منها إعادة توزيع السلطة والثروة بعدالة بين اقاليم السودان.. ؟؟
أم هل تريد منها القضاء على الإسلاميين واقصائهم من الحياة العامة في السودان.. ؟؟
أليست هذه كلها الشعارات التي رفعتها الميليشيا وقوى التمرد المتحالفة معها..؟
أليست هذه قضايا وشؤون داخلية محضة لا يحق لها المطالبة بها… ؟؟
ولا يحق للحكومة السودانية التنازل عن ذرة منها.. ؟؟
هل ستقول الإمارات أنها طامعة في ثروات وموارد السودان وساحله البحري الممتد على منطقة جغرافية شديدة الأهمية..
ماذا سيقول (المفاوض) الإماراتي.. ؟؟
ما هي المصالح المشروعة للإمارات في السودان.. ؟؟
هذه تساؤلات منطقية يجب الطرق عليها حتى لا نتفاوض على حقوقنا..
وحتى لا نعطي الإمارات طوعاََ ما عجزت عن أخذه كرهاََ وعنوة..
ونكون بذلك قد انتصرنا على الأرض وانهزمنا على الطاولة..
وتكون الإمارات قد انهزمت على الأرض وانتصرت على الطاولة..
و بالبلدي نكون فطرنا على بصلة..
أمام الحكومة تحدي كبير لا بد أن تصمد فيه وتعكس ما على الأرض على طاولة المفاوضات إذا هي قبلت بهذا المبدأ..
وألا توقف العمليات العسكرية على الأرض..
بل يجب تصعيدها بشدة..
لتكمل مشوار الحسم الميداني ويكون موقفها أكثر قوة على طاولة أي مفاوضات محتملة..
العالم لا يفهم غير لغة القوة والشدة والبأس..
قوة من المليشيا تعلن انسلاخها وانضمامها لقيادة الفرقة الرابعة مشاه الدمازين
الدمازين: الطيب محمد عبدالله أعلن قادة عسكريون من قوات مليشيا آل دقلو عن انضمامهم ل…