‫الرئيسية‬ مقالات لماذا يجب تجاوز الوثيقة الدستورية ؟
مقالات - يناير 7, 2025

لماذا يجب تجاوز الوثيقة الدستورية ؟

المهندس/إبراهيم محمود حامد يكتب

 

المهندس/إبراهيم محمود حامد يكتب

لماذا يجب تجاوز الوثيقة الدستورية ؟

اولاً : الدستور قبل كل شيء هو عقد بين عناصر المجتمع الواحد ، اللذين يتحركون من داخل المجتمع ولغته وحقائقه وواقعه دون اعتماد على عناصر خارجية اخرى . الدستور يكون محترماً عندما يعبر عن توجهات وامال وثقافة وهويات ورغبات المواطنين او غالب الشعب . الوثيقة الدستورية الحالية لا علاقة لها بالدستور وهى فقط اتفاق بين العسكريين وقحت برعاية وتدخلات خارجية خطيرة ، وتم لاحقاً اضافة اتفاق جوبا .

ثانياً: مشكلة التدخل الخارجي والمطالبة بوثيقة تلغى مرتكزات الهوية المتمثلة فى دين ولغة وتاريخ ، والترتيبات التى تتعدى على اى من هذه الثلاثة ( دين ، لغة ، تاريخ ) هى زلزلة للقاعدة السياسية التى يؤوى اليها الاجتماع، لذلك لايمكن التسليم ببراءة هذه المطالب ، ولاسيما انها مدعومة من الخارج المتربص ، ولا شك فى انانيتها وسذاجتها عندما تأنى من احزاب صغيرة ومنظمات مجتمع مدنى مدعومة من الخارج تسعى ضرب مكونات الهوية، وتحاول زرع شىء ترفضه المناعة الذاتية للامة ( العلمانية) .

✓ الدين هو اهم مرتكزات الهوية، لذلك معظم الدول الغربية تذكر الديانة الرسمية، وكذلك الدول العربية ( الاسلام) ماعدا لبنان والمستعمرات الفرنسية السابقة المسلمة .

وفى دراسة قيمة من د توم جستر مع داود احمد من جامعة شيكاغو تم نشرها على قوقل، توصلت الى نتائج فى غاية الأهمية. وعلى غير مايتوقع العلمانيون ،عندما ذكرت دراسة الباحثين على ان زيادة النصوص الاسلامية كان معها زيادة فى الحقوق الديمقراطية والمدنية فى تلك الدساتير على عكس ما يرى العلمانيون . كما وجدوا ان هذا المسار مطرد لا يوجد دولة نصت على الاسلام ثم تراجعت ( الا فى الوثيقة الدستورية ) ، لان الدين تعبير عن تحول ثقافي عميق فى المجتمع وتعبير إيضاً عن عن إرادة شعبية حتى من لا يؤمن بالاسلام فى الدساتير او السياسية يطر فى كثير من الأحيان مجاملة الناس بالنص على الدين ، ( حتى فى الدول التى تم فيها الانقلاب على حكم الاسلاميين) لماذا لإن المسألة فى وجدان وثقافة الشعوب ، فالحكومة الديمقراطية مضطرة إلى ذلك وكذلك الحكومة الاستبدادية مجاملة للناس.

✓ اما موضوع اللغة فى الدستور ، يحب أن ندرك بان اللغة لسيت ناقل محايد بل تشتبك مع الهوية ( الهوية هى الشعور بالذات وهى قرين بالعقل والاخرق والطفل هو الذى لايدرك ذاته)

واللغة تتجاوز منفعتها المباشرة فى امكانية التواصل حيث انها تتصل بأمرين محوريين:

(١) اللغة مخزون الذكريآت المجتمعية، لذا الحرمآن اللغوي يعتبر بتراً لمجموعة ثقافتها ومن تاريخها الحياتي .

(٢) أن ثمة علاقة بين اللغة وطريقة التفكير ( اللغة تسبق التفكير ) . علم النفس المعاصر يتكلم عن اللغة التى اذا انتزعتها انتزعت سر العقل . جميع الدراسات السيكولوجية الان تشد العقل الى التفكير اللغوي ( المقولات اللغوية) واللغة ذاكرة الامة .

ختاماً يجب الا ننظر الى ضرب وتجاوز مرتكزات الهوية ( دين ، اللغة ، وتاريخ ) المدعومة من الخارج المتربص وأحزب صغيرة ومنظمات مجتمع مدني مدعومة من الخارج ببراءة ، لانها تسعى زلزلة القاعدة السياسية التى يؤوى إليها الاجتماع .

كيف يتم تجاوز الوثيقة الدستورية المعيبة المنتهية الصلاحية والتى انتجت الحرب والدمار .ويمكن ذلك من خلال :

(أ) تعديل دستور ٢٠٠٥ ١ ليناسب الفترة الانتقالية. خاصة وهو نتيجة مراجعة اكثر من عشرة دساتير سودانية سابقة، وهو اكثر دستور توافق عليه كل القوى السياسية السودانية، وشهدت عليه موسسات الامم المتحدة والمنظمات الاقليميه والولايات المتحدة والأتحاد الأوربي.

(ب) العمل بمراسيم جمهورية حتى يتمّ الاتفاق على مجلس تشريعي انتقالي وحكومة انتقالية وإجازة دستور انتقالي.

‫شاهد أيضًا‬

مناشدة بإستعادة الخدمات لولاية الجزيرة

  وجهت شبكة أطباء السودان نداءً عاجلاً للسلطات الصحية الوطنية والدولية، والمنظمات الإ…