المحجة البيضاء د. طارق عبدالله العقوبات الأمريكية ..روشتة قديمة متجددة

*أصدرت حكومة الرئيس الأمريكي جون بايدن المنتهية ولايته و صلاحيته عقوبات على قائد الجيش و رئيس مجلس سيادة السودان الفريق اول عبد الفتاح البرهان تحت مزاعم تهديد الامن والسلم الدولي، و جاءت عقوبات الخزانة الأمريكية قبل اقل من اسبوع من تسليم السلطة الى خلفه دونالد ترامب .. و جاء الاستغراب من صمت حكومة بايدن عامين كاملين من التشريد والقتل و النهب والتصفية العرقية و انتهاك كل قوانين حقوق الانسان .. و الصمت عن جرائم الأمارات في السودان رغم الادلة الدامغة والموثقة من منظمات أمريكية فاصدرت عقوباتها قبل ايام قليلة من انتهاء اجلها
كل الاحتمالات تشير الى ان العقوبات على رئيس مجلس السيادة لا تعدو من كونها التزام اخلاقي الى شيطان العرب محمد بن ذايد نظير دعمه لحملة ترشيح بايدن في الانتخابات الأمريكية و الايفاء بالتزامات امريكا في مخطط المؤامرة على السودان التي تبنته اللجنة الرباعية لمصالحها الشخصية.
*في تقديري ان حرب السودان ليست قضية الحكومة الأمريكية و لا قضية الشعب الامريكي انما قضية الحزب الديمقراطي الذي كان يتقلد نظام الحكم في الولايات المتحدة الأمريكية انذاك.. والدليل على ذلك عدم اتفاق المؤسسات الحاكمة في الولايات المتحدة الامريكية على رأي موحد تجاه الازمة السودانية و اهمها الكونغرس و مجلس النواب واجهزة الاعلام الأمريكية وبالتالي يتوقع ان تتعامل حكومة ترامب بشكل مختلف مع القضية السودانية ومع تلك العقوبات وهذا واضح من تصريحات النواب الجمهورين في حكومة بايدن نفسها عن فشل حكومة الديمقراطين في ادارة الازمة السودانية و تقاضيها عن الانتهاكات التي حدثت من قبل مليشيات الدعم السريع و قيامها بتصفيات عرقية وانتهاكات جسيمة بولاية غرب دارفور و تقاضيها عن تورط الأمارات في تلك الحرب بجانب ذلك فإن عددا من الصحف و المجلات الأمريكية تمضي في ذات الاتجاه عبر تقاريرها الإعلامية و اراء كبار كتابها والرأي العام في الولايات الأمريكية يتجه نحو دعم القوات المسلحة و ادانة انتهاكات الدعم السريع في السودان
*العقوبات الأمريكية روشتة قديمة متجددة .. بلاشك ان الحكومة السودانية لديها خطة للتعامل معها وهي عقوبات ليست لها تآثير على البرهان بحسبان ان البرهان ضابط في الجيش و ليست له اي أعمال خاصة خارج السودان يمكن ان توثر عليها تلك العقوبات .. ولكن مجرد اصدارها رغم عدم تاثيرها فيه اهانة لسيادة السودان يجب مواجهتها والتصدي لها ليس بالركون للتحليلات السابقة بل باجراءات تعبر عن سيادة الدولة السودانية في مقدمتها ايقاف التعامل مع الحكومة الأمريكية ما لم تغيير سياستها تجاه السودان وان يكون التعامل معها محسوب بتبادل المنافع.. ورفع مستوى التعاون مع روسيا و الصين لاقصى مراحله وعقد برتكولات أمنية واقتصادية وسياسية وفتح البلاد للمشروعات المشتركة ذات الفائدة للبلدين بجانب خلق كتلة اقليمية (عربية وافريقية) من الدول الصديقة بجانب توحيد الجبهة الداخلية بعد القضاء على الجنجويد و اقامة دولة العدالة و الحرية و المساواة .. التصدي للمخطط الأمريكي ليس صعبة” والسودان له تجارب سابقة تثبت ان امريكا تعمل الف حساب للدول القوية وبالتالي ضرورة الاستمرار في مشروعات الحكومة السابقة وتطويرها واضافة مشروعات جديدة