‫الرئيسية‬ مقالات أحيانًا أعمال الخير قد تؤدي إلى عداء وظلم جائر يقلب كل الموازين بقلم : محمد مامون يوسف بدر
مقالات - فبراير 28, 2025

أحيانًا أعمال الخير قد تؤدي إلى عداء وظلم جائر يقلب كل الموازين بقلم : محمد مامون يوسف بدر

أحيانًا أعمال الخير قد تؤدي إلى عداء وظلم جائر يقلب كل الموازين بقلم : محمد مامون يوسف بدر

تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجعلنا وإياكم من عتقاء هذا الشهر الكريم.
نسأل الله أن يعم الأمان والسكينة بلدنا السودان، وأن يخلصه من كل شر وفتنة،
اللهم احفظ السودان من كل مكروه ببركة هذا الشهر المبارك.
اللهم أصلح أحوالنا، وارحمنا برحمتك الواسعة، واجعل هذا الشهر فاتحة خير وبركة على الأمة الإسلامية جمعاء. آمين يا رب العالمين.
أعمال الخير هي من أسمى القيم الإنسانية التي تُعلي من شأن الفرد والمجتمع، فهي تعكس التعاطف والتضامن بين الناس. لكن في بعض الأحيان، قد تتحول هذه الأعمال النبيلة إلى مصدر للعداء والظلم، سواءً تجاه أنفسنا أو تجاه الآخرين. قد نجد أنفسنا نقدم أكثر مما يجب، أو نتدخل في حياة الآخرين دون أن يطلبوا منا ذلك، مما يؤدي إلى اختلال في الموازين الاجتماعية والنفسية، بل وقد يصل الأمر إلى خلق عداء غير متوقع.

عندما نقدم خدماتنا التطوعية أو نمد يد العون للآخرين، يجب أن نكون حريصين على ألا نبالغ في ذلك. فالإفراط في العطاء قد يُشعر الطرف الآخر بالدين أو العجز، أو قد يُضعف من قدرته على الاعتماد على نفسه. بل قد يصل الأمر إلى حدٍّ يُصبح فيه العطاء وسيلة للسيطرة أو التحكم في حياة الآخرين، مما يقلب الموازين ويُفقد العمل الخيري قيمته الحقيقية، ويخلق شعورًا بالاستياء أو حتى العداء.

على سبيل المثال، عندما نقدم مساعدة مادية أو عاطفية لشخص ما دون أن يطلبها، قد نخلق لديه شعورًا بالالتزام أو الذنب، أو قد نعطيه انطباعًا بأنه غير قادر على إدارة أموره بنفسه. هذا النوع من التدخل قد يكون ظالمًا، لأنه يُضعف ثقة الشخص بنفسه ويجعله يعتمد على الآخرين بدلًا من أن يتعلم كيفية مواجهة التحديات. وفي بعض الحالات، قد يتحول هذا الشعور بالذنب أو العجز إلى عداء خفي، حيث يشعر الشخص بأنه قد تم انتهاك حدوده الشخصية أو استقلاليته.

بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي الإفراط في التطوع إلى إرهاقنا نحن أيضًا. عندما نعطي أكثر من طاقتنا، أو نضع احتياجات الآخرين فوق احتياجاتنا، قد نصل إلى مرحلة من الإرهاق النفسي والجسدي. هذا ليس فقط ظلمًا لأنفسنا، بل قد يؤثر سلبًا على جودة الخدمة التي نقدمها للآخرين، ويخلق توترًا في العلاقات بدلًا من تعزيزها.

لذلك، من المهم أن نتعلم كيف نعطي بحكمة. يجب أن نكون على دراية بحدودنا وقدراتنا، وأن نحرص على ألا نتدخل في حياة الآخرين دون أن يطلبوا منا ذلك. التطوع يجب أن يكون مبنيًا على احترام حدود الطرف الآخر، وعلى فهم حاجاته الحقيقية دون فرض مساعدتنا عليه. عندما نعطي بحكمة، نضمن أن تكون أعمالنا الخيرية ذات تأثير إيجابي حقيقي، دون أن تخلق تبعات سلبية تعكس القيم التي نسعى لتعزيزها.

في النهاية، أعمال الخير يجب أن تكون مصدرًا للتوازن والعدل، وليس للظلم أو العداء. عندما نعطي بحكمة، ونحترم حدود الآخرين، نضمن أن تكون أعمالنا الخيرية ذات تأثير إيجابي حقيقي، دون أن تخلق تبعات سلبية تعكس القيم التي نسعى لتعزيزها.

‫شاهد أيضًا‬

قوة  من المليشيا تعلن انسلاخها وانضمامها لقيادة الفرقة الرابعة مشاه الدمازين

الدمازين: الطيب محمد عبدالله   أعلن قادة عسكريون من قوات مليشيا آل دقلو عن انضمامهم ل…