‫الرئيسية‬ مقالات هيثم محمود يكتب: تحليل خطاب المتمرد حميدتي.
مقالات - مارس 31, 2025

هيثم محمود يكتب: تحليل خطاب المتمرد حميدتي.

هيثم محمود يكتب: تحليل خطاب المتمرد حميدتي.

بقراءة سريعة لخطاب المتمرد حميدتي بمناسبة عيد الفطر المبارك يمكن أن نصف الخطاب بخطاب الهزيمة لخلوه من أي قضية مركزية أو هدف واضح..

* من حيث الشكل جاء الخطاب مسجلاّ (صوت) وليس فيديو كما في خطاباته السابقة وهذا يؤكد أن الرجل غير مستقر ومتخوف من كشف مكانه خاصة بعد التأكيدات عن هروبه من الخرطوم قبيل تحريرها من القوات المسلحة.. لجأ حميدتي للتسجيل الصوتي تفاديا للسخرية من المظهر الذي ظهر به في خطابه السابق ..

من حيث المضمون إفتقر خطاب حميدتي للقضية المركزية والهدف الواضح وترك  هذه المرة شتيمة البرهان وياسر العطا واول رفع معنويات جنوده المهزومين و(المعردين)..

إبتدر المتمرد حميدتي خطابه بتحية الشهداء وأسرهم ويرجع ذلك للضغوط الشديدة التي ظل يتعرض لها من أسر الهلكي الذين لم يقم المتمرد برعايتهم حسب وعده مما اوقف الاستنفار وسط الحواضن بسبب كثرة الهلكى والوعود الكاذبة..

حيا المتمرد حميدتي الشعب السوداني ووصفه بالصابر المرابط المكابد.. في الوقت الذي تسبب فيه المتمرد في كل ما حل بالشعب من مصائب بسبب اشعاله للحرب طمعاً في السلطة..

تسربت كلمة (المأساة) وسط الخطاب في دون موقعها مما يؤكد منتجة وبتر الخطاب وحذف أجزاء منه..

من سخريات القدر أن يتحدث المتمرد حميدتي عن المهمشين والتهميش وهو الذي تحول من راعي إبل ونهاب ل(برجوازي) و(استقراطي) يسكن القصور بجبرة وكافوري والرياض ولم يتذكر المهمشين إلا بعد تمرده!!..

تحدث المتمرد حميدتي في خطابه عن إنتصارات المليشيا بالنيل الأزرق وكردفان ودارفور وهي انتصارات لا توجد إلا في خيال حميدتي المريض، فقواته ظلت تتلقى الهزيمة تلو الأخرى على مدار الأسابيع الماضية..

كرد فعل على خطاب البرهان اعلن المتمرد حميدتي عن رفضه للتفاوض والمصالحة وهي مصالحة لم تكن إلا في رأسه إذ أن القوات المسلحة قدمت له تفاوض ومصالحة من نوع خاص واستطاعت تحرير الخرطوم عنوة واقتداراً وسحق قواته والآن تلاحق الفارين و(المعردين) منهم في سهول كردفان ووديان دارفور ..

أما حديثه عن الإنسحاب من الخرطوم وإعادة التموضع فهذا مثير للسخرية إذ أن قواته بعد دحرها من الخرطوم الآن في حالة (تعريد) وهروب مستمر، ومعلوم بأن المنسحب لا يقاتل فما بالك بالهارب من أرض المعركة الذي رأي الموت بام عينيه!!..

تحدث حميدتي  عن أن  قرار الإنسحاب من الخرطوم قرار (جماعي) من إدارة العمليات والشركاء!! وهنا يزيد حميدتي من توريط قادة الحرية والتغيير  الذين يشاركونه اتخاذ القرار وفي ذات الوقت يرفعون شعار لا للحرب!!

وعد حميدتي بالعودة للخرطوم تارة أخرى وهنا يجب أن تأخذ السلطات هذا الحديث بجديه وتقوم بإبادة المليشيا وحواضنها إبادة تامة حتى لا يفكروا مجرد التفكير في الهجوم على أي مدينة وحينما نتحدث عن ضرب حواضن المليشيا لأنها ظلت تفوج المقاتلين ولأنها لن تلد الا فاجرا كفارا ونهاباً شفشافا..

أما حديثه عن الحركة الإسلامية وبان لها غرف تطلق الشائعات فهذا يرجع للفوبيا التي ادخلها فيه المقاتلين والمستنفرين وقيادات العمل الخاص امثال شهاب برج والمصباح ومهند وأويس غانم  الذين دحروا جنودة  وهزموهم في كل المواقع .. فحميدتي يعلم قوة الحركة الإسلامية التي كان يتصل بقادها ليل نهار طالباً ودهم وقربهم خاصة بعد إنقلاب 2019..

جزم حميدتي بعدم عودة الحركة الإسلامية للسلطة لأنها ضد الشعب وهذا لعمري هو خطاب الإمارات وقوى لليسار التي ارتمى في أحضانها، ويعلم حميدتي دون غيره مدى قوة الحركة الإسلامية التي لا تحتاج لإذن من حميدتي أو حتى البرهان نفسه إن أرادت العودة للسلطة، لكنها اختارت الانحياز للوطن وتحريره من العملاء والمرتزقة ومن ثم الوصول للسلطة عبر صناديق الإنتخابات..

حديث حميدتي عن أن الحركة الإسلامية اشعلت الحرب يؤكد غباء الرجل الذي أصبح يهرف بما لا يعرف ويردد كالأرجوز كل مايكتبه له ياسر عرمان وخالد سلك وكل ما تطلبه منه الإمارات، فارجل في كل خطاباته السابقة ظل يتهم الجيش والبرهان بشن الحرب وهو الذي وصل بقواته إلى مروي وحاصر مطارها قبل أيام من انطلاق شرارة الحرب وهو الذي وصلت قواته للقصر الجمهوري والسوق العربي والتلفزيون القومي ونشرت الفيديوهات قبل طلوع فجر يوم الحرب!!..

قال حميدتي بأن الحرب لم تنته بعد وهو يفقد في كل يوم أرضاً جديدة وتضيق عليه الواسعة بما رحبت ويموت  مرتزقته بالمئات وهذا يؤكد بأن الرجل فقد عقله وصوابه وقواته ولم تتبقى له سوى المسيرات التي يطلقها لقتل المواطنين..

مؤخرا أصبح حميدتي يكثر من إستخدام الأمثال الشعبية في خطاباته مقلداً ومحاكياً الإمام الراحل الصادق المهدي مما يؤكد إسهام حزب الأمة عبر المتمرد فضل الله برمة وبنات الصادق المهدي قي صياغة الخطابات بجانب ياسر عرمان الذي يضع النقاط الأساسية..

على السلطات أن تاخد تهديدات حميدتي بجديه فحشود التمرد تؤكد أنه يستهدف مدن دنقلا ..الدبة.. الأبيض في عملية إنتحارية وهنا لا بد من توجيه ضربات استباقية مدمرة وقاتلة لتجمعات قواته..

مجمل الخطاب يشير لهزيمة نفسية وضغوط قاسية ظل يتعرض لها المتمرد حميدتي من قواته وحواضنها ومن قبل الكفيل الإماراتي الذي ظل يدفع  فاتورة الحرب ومن قادة قحت وتقدم وصمود الذين دعموه وساندوه حتى أصبح يتبنى برنامجهم وخطابهم السياسي..

يمكن القول بأن هذا هو الخطاب قبل الأخير للمتمرد حميدتي وقريبا سيلقي خطاب الهزيمة..

‫شاهد أيضًا‬

في رحاب الوطن  هل ظهور حميدتي يضيف شي للمشهد السوداني لا اعتقد فقد سبق السيف العزل فات الاوان فات فات  كتب /اسامة مهدي عبد الله 

المشهد الإقليمي والعالمي والمشهد في الشرق الأوسط يشهد الان مواجهات مسلحه وحرب بين اسرائيل …