نقطة إرتكاز  د. جادالله فضل المولي  إستراتيجية لتحديث وسط الخرطوم: بين التطوير والحفاظ على التراث 

يُعد وسط الخرطوم القلب النابض للعاصمة السودانية، حيث تتداخل الأبعاد الاقتصادية، الاجتماعية، والتاريخية والاستراتيجية في تشكيل ملامحه. المنطقة، التي تضم الوزارات والمراكز الحكومية بجانب شارع النيل الحيوي والسوق العربي ، تعاني من مشكلات متعلقة بالبنية التحتية والزحام المروري، مما يستوجب رؤية استراتيجيةلإعادة تخطيطها هذه الرؤية تهدف إلى تحقيق التطوير الحضري وتعزيز السياحة دون الإضرار بالقيمة التاريخية التي تحملها بعض المنشآت في المنطقة، مثل القصر الجمهوري.

هذه الدمار الذي احدثته الحرب فرصة لإعادة تخطيط وسط الخرطوم والذي يعاني من بنية تحتية قديمة وطرق ضيقة تعجز عن استيعاب الحركة المرورية المتزايدة. الزحام المروري يؤثر على الإنتاجية اليومية لسكان المدينة ويُعطل الأنشطة الاقتصادية في المنطقة. تُعد المنطقة الواقعة في وسط الخرطوم شرياناً حيوياً يربط بين مختلف أحياء العاصمة وتطل على نهر النيل، مما يجعلها مركزاً حيوياً يُمكن تطويره ليكون نموذجاً يحتذى به.

تحويل شارع النيل إلى وجهة سياحية كامله إلى فنادق بأنواعها (فاخرة ، متوسطة ، اقتصادية، بوتيك،أعمال،منتجعات، المطار ، شقق فندقية، الكبسولة، صديقة للبيئة، ومطاعم سياحية يُعزز من مكانة الخرطوم كوجهة سياحية عالمية.استغلال الموقع المميز المطل على نهر النيل يُساهم في جذب السياح والمستثمرين، مما يدعم الاقتصاد السوداني ويخلق فرص عمل جديدة.

تطوير البنية التحتية في شارع النيل لضمان استدامة المشاريع السياحيةمن خلال إنشاءمساحات خضراء ومرافق عامة تُعزز من جمال المنطقة.التركيز على تحقيق التوازن بين الطبيعةالعمرانية والتوجهات البيئية الحديثة.يُمثل القصر الجمهوري جزءاً من الهوية الوطنيةالسودانية وهو من المنشآت التاريخية التي تحكي تاريخ السودان عبر العصور. إدراجه ضمن مواقع اليونسكو للتراث العالمي يُبرز أهميته الثقافية ويُتيح فرصة للحصول على دعم دولي لصيانته.يمكن

لليونسكو الإشراف على عمليات صيانة القصر لضمان الحفاظ على قيمته التاريخية من خلال خبرائها المتخصصين في ترميم الآثار والمباني القديمة. يجب الصيانة أن تتم وفق معايير دقيقة تضمن بقاء القصر محافظاًعلى أصالته كرمز حضاري.

يمكن نقلها الوزارات والمؤسسات الحكومية الواقعة على شارع النيل إلى مناطق أخرى خارج وسط المدينة لتقليل الضغط المروري وتحسين التنظيم الحضري. نقل هذه المؤسسات يُتيح مساحة لإعادة تصميم المنطقة بما يُناسب المشاريع السياحية والتجارية.إعادة تخطيط السوق العربي ليكون مركزاًتجارياًعصرياً يُمكن أن يُعزز النشاط الاقتصادي ويُقلل من الاختناقات المرورية.تصميم السوق بشكل يُلائم المعايير الحديثة يُساهم في جذب المزيد من الزوار والمتسوقين

رؤية إعادة تخطيط منطقة وسط الخرطوم تُشكل فرصة ذهبية للنهوض بالعاصمة السودانية من خلال تحقيق التطوير الحضري وتعزيز السياحة، مع الحفاظ على التاريخ والتراث. الجمع بين المشاريع الاقتصادية والتنموية واحترام الرموز التاريخية يُبرز السودان كدولة تعمل على تحقيق الاستدامة والتوازن بين الماضي والمستقبل. وسط الخرطوم يستحق أن يكون نموذجاًللتحديث والإبداع الحضري الذي يُعزز من مكانة السودان على المستوى الإقليمي والدولي.حفظ الله السودان وشعبه.