‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب : رصاصة العقل وطلقة العناد: هكذا انتهت الأولى واشتعلت الثانية
مقالات - ‫‫‫‏‫5 ساعات مضت‬

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب : رصاصة العقل وطلقة العناد: هكذا انتهت الأولى واشتعلت الثانية

نقطة إرتكاز   د.جادالله فضل المولي   يكتب : رصاصة العقل وطلقة العناد: هكذا انتهت الأولى واشتعلت الثانية

حين تنفجر الحروب، لا تكون بالضرورةنتيجةلكثرة البنادق بل أحياناً لقلة الحكمة. وفي زمن تتشابك فيه المعارك، برزت حربان حادّتا الملامح الأولى بين إيران وإسرائيل، والثانية على أرض السودان الجريحة. لكن، بينما اختارت الأولى أن تتوقف عند حدود رصاصةالعقل،اختارت الثانية أن تغرق أكثر في طلقة العناد.

 

في الشرق الأوسط، حيث التصعيد هو القاعدة، اندلع الصراع بين إيران وإسرائيل في مشهدٍ كاد أن يُشعل المنطقة، لكنه توقف بعد إثني عشر يوماً.الولايات المتحدة تدخلت، وأُعيد رسم خطوط النار دون أن تُستنفد كل الطلقات.

 

في المقابل، السودان يعيش حرباً بلا سقف زمني، لان الأطراف التي يمكن أن توقف الحرب فهي جزء من الازمة في السودان لدعمها المباشر والغير مباشر لمليشيات الدعم السريع هذه مما أدي الي إطالت أمد الحرب. وكلما طُرحت المبادرات، سُحقت تحت أحذية الدول الداعمه للمليشيات خوفاً من خروجها من المولد دون حمص.

 

بين ضربة محسوبة وعبث مفتوح فالحرب بين إيران وإسرائيل كانت أشبه بلعبة شطرنج دموية. لكل حركة حساب، ولكل تراجع معنى. إيران استخدمت أدوات الحرب الرمادية، ومايسمي بالكمين المعلوماتي المؤخر حين تصمت الحرب وتتكلم الصدمة فقد أبقت إيران قادتها الكبار أحياء لإرباك رواية العدو.إسرائيل نفّذت ضربات نووية محدودة، ثم ادعت النصر. ثم، بانتهاء التكتيك، جاء صمت البنادق بقرار سياسي.

 

أما في السودان، فالحرب تفقد عقلها يوماً بعد يوم. لا خطوط حمراء، لا توقف لاستهداف المدنيين من قبل المليشيات وتهجيرهم وتجنيدهم قصراً، لا تحييد للمرافق الحيوية. طلقة واحدة تؤدي إلى عشر انتقامات، والعناد أصبح وقوداً لمدن تحترق لان الفاعل الرئيسي خارج الحدود والمنفذ الرئيسي داخلي ينفذ في أجندات بدون هدي ولاكتاب منير فهل عادة المليشيات الي رشدها وحكمة صوت العقل.

 

في طهران وتل أبيب، رغم العداء العميق، فإن المؤسسات السياسية والعسكريةقادرةعلى تقديراللحظة بينما في السودان، تبدو السياسة مجرد شاهدٍ على الحرب، لافاعلاً لإطفائها.

 

اللافت أن واشنطن كانت حاضرة بقوة في هدنة الشرق الأوسط، بينماتغيبت تماماًعن تفكيك الأزمة في الخرطوم، رغم معرفتها بتفاصيل الصراع ومن الدول الداعمه سوء مباشر اوغير مباشر ولم تضغط علي المليشيات ولا الدول الداعمه كان في مقدورها الضغط عليهم لتنفيذ مخرجات جدة في مايو٢٠٢٣م ومنذ ذلك الحين كان يمكن وقف الصراع، ولكن مالايعلمه الجميع وعندما يكون الشخص نفسه هو القاضي الذي يحكم والجلاد الذي ينفذ الحكم، فإنه لا يمكن أن يكون هناك عدالة حقيقية أو محايدة، لأن الحكم قد يكون متحيزًا أو غير عادل.

 

فإن الرسالةالمؤلمةأن تتوقف حرب عابرة للقارات، وتستمر حرب داخل البيت الواحد، فذلك يُظهرأن المشكلةليست في السلاح بل في من يشهره، ومتى يقرر إنزاله.فما بين رصاصة عقل تُطلق لتجنّب انهيار أكبر، وطلقة عناد تُطلق من قبل المليشيا فقط لإثبات الوجود، يكمن الفارق بين نصرٍ يُدار بالحسابات، وحربٍ تُدار بالغرائز ومليشيا تنفذ في أجندات دون النظر الي مصلحة الوطن والمواطن. حفظ الله السودان وشعبه. meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

الهجرة الشريفة والمُرَاغَم والسَعَة عادل عسوم

طلع البدر علينـــا من ثنيات الــوداعِ وجب الشكر علينـا ما دعـــا لله داع أيها المبعوث فينـ…