‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: من يزرع الفوضى قد يحصدها
مقالات - أبريل 30, 2025

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: من يزرع الفوضى قد يحصدها

نقطة إرتكاز   د.جادالله فضل المولي   يكتب: من يزرع الفوضى قد يحصدها

في عالم السياسةوالصراعات يُظهر التاريخ أن الفوضى لا تبقى محصورة في من يُشعلها، بل غالباً ما تعود إليه بشكل غير متوقع. من يعتقد أن زعزعة استقرار الآخرين يمكن أن تكون أداة للنفوذ أو الهيمنة، قد يجد نفسه لاحقاً ضحية لنفس الفوضى التي خلقها. السودان يُعد مثالاً حياً لتطبيق هذه القاعدة،حيث أظهرت الأحداث الأخيرة كيف أن دعم بعض القوى الخارجية للمليشيات أدى إلى تداعيات لا يمكن احتواؤها، مما يُهدد ليس فقط السودان بل أيضًا الجهات التي ساهمت في إذكاء النزاع.

 

دولة الإمارات وبعض دول الجوار الأفريقي تستخدم الفوضى كأداة لإضعاف الحكومات الشرعية وتمكين كيانات تابعة لهامثل مليشيات الدعم السريع.نشر الفوضى يُستخدم في كثير من الأحيان لضمان عدم استقرار الدول المستهدفة، مما يسمح بالتدخل السياسي أو العسكري فيها. الفوضى لا تبقى محصورة في مسرح العمليات، بل تمتد إلى صانعيها عندما تفقد السيطرة عليها.الأمثلة التاريخية تُظهر أن دعم المليشيات المسلحة يؤدي في النهاية إلى تهديد الجهات التي وفرت لها الدعم.

 

الإمارات وبعض دول الجوار ودول خفيه قدمت دعماً مباشراً وغير مباشر لمليشيات مما ساهم في زعزعة استقرار البلاد. هذا الدعم لم يؤدِ فقط إلى تصعيد الحرب، بل خلق بيئة لا يمكن السيطرة عليها بسهولة. الدول التي دعمت هذه المليشيات بدأت تشعر بانعكاسات هذه الفوضى عليها، سواء عبر التهديدات الأمنية أو التوترات السياسية. الصراع في السودان لم يعد مسألة داخلية فقط، بل أصبح يهدد دول الجوار. الفوضى التي زُرعت في السودان قد تمتد إلى مناطق أخرى، مما يُشكل خطراً على الجهات التي ساعدت في إشعالها.

 

زعزعة الاستقرار ليست استراتيجية ناجحة على المدى الطويل، لأن الفوضى لا يمكن ضبطها بسهولة.دعم السلام والتنمية يُوفر حلولاً أكثر استدامة مقارنة بالرهان على المليشيات المسلحة. يجب علي المجتمع الدولي أن يُدرك أن دعم الصراعات يُؤدي إلى نتائج كارثية، ولا يمكن احتواء الفوضى بمجرد تحقيق المصالح قصيرةالأمد الضغط الدولي يجب أن يُوجه نحو إنهاء النزاعات بدلاً من تغذيتها.

 

السودان يُشكل درساًحياً لكل من يعتقد أن الفوضى يمكن أن تكون أداة فعالة للنفوذ والسيطرة. من يزرع الفوضى قديحصدهافي نهاية المطاف لأن النزاعات المسلحة لا تبقى محصورة في مكان واحد، بل تمتد لتشكل تهديداً حتى لمن ساهموا في إشعالها المستقبل يتطلب التركيز على حلول طويلة الأمد تستند إلى الاستقرار والتنمية وليس على دعم الفوضى التي يُمكن أن تُدمر الجميع دون استثناء.حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

بالواضح فتح الرحمن النحاس ماأشبه الليلة بالبارحة ..إيران تواجه النموذج العراقي. إسرائيل تروي أمنها بالدماء.. يظلمون ويقتلون ولا أمان لهم.. تصفية العلماء والحبل علي الجرار..!!*

فضح نورمان شوارسكوف قائد حرب عاصفة الصحراء ضد العراق، فضح أمريكا عندما صرح وهو علي اعتاب ب…