الشهيد علي عبد الفاتح بعد 28 عامًا من استشهاده.. تلحق به أمه . بقلم محمد مامون يوسف بدر

في سجل الأبطال الذين سطّروا ملاحم الخلود بدمائهم يبرز اسم الشهيد علي عبد الفاتح بطل (معركة الميل 40) وأمير الدبابين الذي وقف أمام جحافل الدبابات اليوغندية رافضًا أن يتراجع أو يلين.
اليوم وبعد 28 عامًا من استشهاده تلحق به أمه الحاجة (كريمة) إلى الرفيق الأعلى لتنضم إلى قافلة الأبرار التي وهبت للوطن أغلى ما تملك.
الرجل الذين زمجر سلاحهم فهدّ أركان العدو في معركة (الميل ٤٠ )حيث اشتدّت وطأة الحرب واصطدمت إرادة المجاهدين بآلة الحرب اليوغندية المدعومة بالدبابات وقف الشهيد علي عبد الفاتح مع إخوته كالأسود يصدّون الزحف بصدورهم قبل أسلحتهم.
كان عمره لم يتجاوز الثلاثين لكن روحه كانت أشمخ من الجبال.
لقد حوّل هو وإخوته ساحة المعركة إلى ملحمة تاريخية، حيث “الحديد مزمجر والموت دوّار” كما قال في قصيدته الخالدة “حزن البشاره” التي خلّدت بطولات أولئك الرجال الذين “ما ذمّموا هربًا ولم ينهاروا” لقد ثبتوا حين ارتعدت القلوب وصدّوا الدبابات بإيمان لا يعرف الخوف حتى استشهدوا وهم يقبضون على زناد البندقية ليُكتب اسمهم بأحرف من نور في سجل الشرفاء.
اليوم الموافق ١٦ مايو ٢٠٢٥ تغادر أم الشهيد الدنيا لتلحق بابنها بعد رحلة صبر دامت 28 عامًا حاملة في قلبها جراح الفراق ولكن أيضًا فخرًا لا يوصف بأنها وهبت للوطن شهيدًا من خيرة أبنائه لقد عاشت سنواتها تترنم بذكراه وتتلو قصيدته التي كتبها لها قبل استشهاده وقد قبلت خبر استشهاده بالتهليل والتكبير والزغاريد وكأنه كان يودعها برسالة خالدة “حزن البشارة أماه”حين قال
“لو أبصرتِنا في معمعٍ
والقصفُ يرعدُ والدخان مثارُ”
الهامُ تصرخُ والحديدُ مزمجرٌ
والموت فوق رؤوسنا دوّار
لرأيتِ من حولي يرابطُ إخوةٌ
ما ذمّموا هربًا ولم ينهاروا
إخوانُ صدقٍ عندما احتدم الوغى ”
لقد كانت تعلم أن ابنها لم يمت بل انتقل إلى حياة أوسع حيث حيث الشهداء أحياء عند ربهم يرزقون كما قال الله سبحانه وتعالى.
واليوم يجتمعان في جنات الخلد ليكتمل لقاءٌ طال انتظاره.
لن ينسى التاريخ أبطال الميل 40 ولن تنسى الأجيال أن النصر لا يُصنع بالسلاح وحده بل بالإيمان والثبات. الشهيد علي عبد الفاتح لم يكن مجرد مقاتل بل كان رمزًا للبطولة والتضحية وقصيدته “حزن البشاره أماه ” ظلت منارة تُذكّر بأن المعارك تُخاض بالإرادة قبل الذخيرة.
رحمة الله على الشهيد البطل وعلى أمه الصابرة التي ربّت أسدًا من أسود الجهاد.
لقد قدّموا للوطن أغلى ما يملكون فكانوا “إخوان صدقٍ عندما احتدم الوغى”.
اللهم ارحمهم جميعًا وأسكنهم فسيح جناتك مع الشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا.
بعد اتهامها بدعم متمردي إفريقيا الوسطى.. دعوات لتصنيف الدعم السريع جماعة إرهابية
اصدرت وزارة الخارجية بيانا دعت فيه لتنصيف الدعم السريع جماعة ارهابية وفيما يلي نص البيان &…