أصل_القضية السودان والإمارات: عصر كسر الأصابع محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب
> “البلد الواقف في الضل ما بخاف من سيوف الضي.”
في زمنٍ تُشترى فيه المواقف وتُباع الجغرافيا في مزادات الضعف، يقف السودان، مثخنًا بالجراح، مشدودًا كوتر كرامة، لا يزال يُعلم المنطقة معنى أن تكون دولة رغم الطعنات.
الإمارات… لم تكن مجرد حليف خذلنا، بل كانت الخنجر الذي دُسّ في خاصرة وطن، تسلّل بوجه الود، وبات يُخطط بوجه مستتر لقضم السيادة وتمزيق العمق.
دفعت السودان إلى حربٍ ضروس تحت راية “عاصفة الحزم”، ثم تركته يواجه العاصفة وحده، بل تآمرت عليه بوقاحة العدو وابتسامة الشقيق. دعمت المليشيات، روّجت للفتن، نسّقت مع أمراء الظل، وقادت حملة منهجية لتكسير بنية الدولة من الداخل… ثم جلست على التل تشاهد النيران وهي تلتهم الخرائط.
* لكنها نسيت أن السودان لا يُحكم بالريموت، ولا يركع للمال المسموم.
نقطة تحوّل: حين تكشّفت المؤامرة وانقلبت المعادلة:
ما حسبته الإمارات سرًا في دهاليزها السوداء، بات اليوم على رؤوس الأشهاد:
🔹 تسريبات دولية فضحت خطوط تمويلها للمليشيات.
🔹 تحقيقات كشفت شحنات السلاح والمرتزقة.
🔹 تقارير غربية وصحافة محترمة وضعت بصماتها على الجريمة الكاملة.
لكن الفضيحة الكبرى لم تكن في حجم التدخل، بل في الرهان الغبي على سقوط السودان.
ها هو السودان، برغم النزيف، يقف.
لا حكومة كاملة، لا دعم خارجي، لا مؤسسات مستقرة… ومع ذلك، لا يسقط.
> لأن الدول العظيمة تُبنى على الوجع النبيل، لا على الصفقات الرخيصة.
قراءة : بين العلاقات الدولية وتوازن الرعب الجديد:
من زاوية العلاقات الدولية، ما فعلته الإمارات يُصنّف في خانة العدوان الجيوأمني المستتر، حيث تستخدم دولة نفوذها الاقتصادي والإعلامي والعسكري لتفتيت سيادة شريكتها الجغرافية.
وما سُمي قديمًا بـ”التحالف الخليجي-السوداني” انقلب إلى علاقة استعمارية ناعمة، ثم إلى مؤامرة صريحة.
المثير هنا أن السودان لم يلجأ إلى الصراخ، بل إلى الفضح الذكي.
ومن خلال ضبط النفس، والبناء المؤسساتي الموازي، وفضح التدخلات عبر المنابر، أعاد ترتيب الأوراق بهدوء الجبال.
الجسر والمورد: حين تكتب الدولة مصيرها بمداد الكبرياء:
تقدم استراتيجية الجسر والمورد خريطة نجاة وطنية، لا تنكفئ على الألم، بل تحوّله إلى طاقة:
🟢 السودان كجسر: لا بوابة خلفية للخليج، بل مركز ثقل جديد يربط بين إفريقيا والبحر الأحمر والعالم، يُوازن، يُحاور، ويختار من يشاء لا من يُفرض عليه.
🟢 السودان كمورد: لا يُباع في أسواق الاضطراب، بل يفتح كنوزه لمن يحترم سيادته، ويغلقها بوجه المارقين، مهما تلثّموا برداء الدين أو القومية أو “التنمية”.
سيناريوهات من نار وكرامة:
١. سيناريو الكسر الناعم:
تفكيك المشروع الإماراتي بهدوء… لا ردود فعل غاضبة، بل بناء مؤسسات قوية، وتسريبات موجعة، وشراكات ذكية تُجفف منابع التخريب.
٢. سيناريو الانفجار الكاشف:
تحريك ملف الجرائم الإماراتية دوليًا، والتلويح بأوراق تؤلم أبوظبي في موانئها، وأسواقها، وشبكاتها الإعلامية. “اللعب على المكشوف.”
٣. سيناريو بناء المحور السيادي:
تحالف استراتيجي جديد يقوده السودان ومصر وإثيوبيا والجزائر وتركيا وروسيا… محور لا يخضع لا للمال النفطي ولا لرضا واشنطن.
أصل القضية… بداية المعركة
الإمارات اعتقدت أن السودان انتهى…
لكنها الآن تقف مذهولة:
* كيف ظل الجيش موحدًا؟
* كيف استيقظ الوعي الشعبي؟
* كيف تحولت الخرطوم من مدينة منكوبة إلى مركز فضح عالمي؟
* كيف صارت الوثائق التي تدينها تأتي من الداخل السوداني، لا من خصومها التقليديين؟
الإجابة واحدة: لأن السودان بلد لا يُباع… ولا يُركع.
> “قد تملك المال، والإعلام، والطائرات… لكنك لا تملك التاريخ، ولا الطمي، ولا الصبر حين يتحول إلى سيف.”
والآن… على الإمارات أن تختار: إما أن تنسحب بكرامتها من مؤامرتها،
أو أن تنتظر اللحظة التي يتحوّل فيها الصمت السوداني إلى طوفان… لا يذر مَن وراءها من القوى الدولية شيئًا.
مرتضى شطة مصر السيسي والعقل الاستراتيجي..
يحاول الكثير من معارضي السلطة القائمة في السودان أو الموالين لمليشيا التمرد الوقيعة بين ال…