قراءات ومشاهد (٢) من أيام مهرجان الدوحة للمسرح الدورة ٣٧ موفق عبدالرحمن
🎭 🎭
مهرجان الدوحة بين إمتاع الفُرجَة و شغف التطوير
مع إقتراب ختام أيام مهرجان الدوحة للمسرح في نسختة ال ٣٧ اجدني ازداد قناعةً بأن مهرجانات المسرح من الفعاليات الثقافية المهمة التي تعكس تنوع الفنون المسرحية وتسهم في تعزيز الثقافة الجماهيرية ، وهي بذلك تمثل منصة تجمع بين الممثلين والمخرجين والمؤلفين والجمهور مما يُسهم في صناعة تجربة فنية غنية ، اضافةً الى كونها وسيلة للامتاع والفُرجه من خلال ما تقدمه من عروض مسرحية متنوعة (كلاسيكيةً كانت او اعمالاً حديثة ) مما يتيح للجمهور فرصةَ التعرف والاطّلاع على أساليب جديدة في الأداء والإخراج .
وهذا ما ميز مهرجان الدوحة للمسرح لهذا العام .
_ شهدت خشبة مسرح _يوفنيو_ منذ يوم ٢١ من مايو ٢٠٢٥ وحتى الآن تنوعاً كبيراً في العروض بإختلاف موضوعات التناول فيها و الرؤى الإخراجية و الأداء التمثيلي للممثلين
مما اتاح للجمهور اكتشاف ابعاد فنية جديدة _ هذا التنوع لم يقتصر على العروض فقط بل إمتد كذلك إلى الندوات التطبيقية والنقاشات التي عُقدت خلال أيام المهرجان، حيث
تَمكّن المهتمون والجمهور من خلال العروض والندوات التطبيقية من التفاعل مع الفنانين والتعرف على تفاصيل صناعة المسرح ، هذا التفاعل ضاعف من امتاع الجمهور وعزّز عنده الشعور بأنه جزء من العملية الإبداعية .
_ وفي الجانب الآخر من عملية التطوير برزت رغبة الممثلين و المؤلفين والمخرجين وشغفهم وحبهم للمسرح كعوامل رئيسية دفعتهم للمشاركة والتنافس في المهرجان ، ذلك لان المسرح هو مساحتهم المحببة للتعبير عن أنفسهم والتواصل مع الجمهور بشكل مباشر ، هذا الأداء الحي هو الذي يُضفي الجمال و التمايز و يُحقّق الخلود للأعمال المسرحية ، ويولّد عنصر التنافس من اجل تقديم الأفضل .
استخدامُ التقنيات الحديثة في الصور المشهدية للعروض من خلال توظيف الوسائط المتعددة كان سمةً مميزة مكّنت المُخرجِين من تقديم عروض مبتكرة جمعت بين الفنون البصرية والمسرحية ، مما زاد من عنصر الجذب للجمهور ومكّنه من التفاعل مع المحتوى المعروض .
_ ضيوف المهرجان من النجوم و كبار الفنانين والنُقّاد والمختصين من كل الدول العربية زينوا ايام المهرجان بحضورهم الطاغي و مداخلاتهم القيمة في الندوات التطبيقية و احاديثهم لوسائل الاعلام ، فكانوا بذلك فاكهة المهرجان .
الأجيال الأولى من الممثلين و المؤلفين و الاعلاميين القطريين الذين شكلوا حضوراً على مدار ايام المهرجان زادوا من ألق المشهد و أكملوا جمال لوحتة .
التطوير الذي شهدناه هذا العام في مهرجان الدوحة لم يقتصر على امتاع الفُرجة و الجانب الفني فحسب ، بل امتد ليشمل التنظيم وسلاسة ادارة الفعاليات ،
وامتد كذلك ليشمل التسويق، ففي تقديري ان الحملة التسويقية الفعالة للمهرجان ساهمت بقدر كبير في جذب المزيد من الجمهور، وعملت على زيادة الوعي بالفنون المسرحية .
اعود هنا لملمح ينبغي التوقف عنده وعدم إغفاله وهو جمهور المسرح في هذة الدورة والذي كان يُسابق نفسه في ان يجد موقعه من بين مقاعد المسرح التي كانت تمتلئ باكراََ من قبل بداية العرض ، اضف لذلك تفاعل الجمهور التلقائي والقوي اثناء العروض بالتصفيق واطلاق عبارات الاعجاب يعتبران من ابرز عناصر الإثارة و الجمال لعروض المهرجان
_ اجمالاََ اقول جازما بان مهرجان الدوحة للمسرح في نسختة ال ٣٧ نجح في ان يكون الملتقى الأكبر الذي جمع بين الفنون والجمهور في الموسم الثقافي الفني الذي رعته وزارة الثقافة بدولة قطر لهذا العام ، وقدم عنصري الامتاع والتطوير (اللذان هما اساس نجاح مهرجانات المسرح ) بافضل مايمكن خلال هذا المهرجان العريق ، مما يؤهله لان يكون منصة رئيسية في تعزيز الفنون المسرحية وإثراء الثقافة المجتمعية .
٣١/٥/٢٠٢٥ ونواصل
أصل_القضية خرائط جديدة لعالم قديم محمد أحمد أبوبكر – باحث بمركز الخبراء العرب
مائة عام على اتفاقية سايكس بيكو حين تُرسم الحدود بالحبر… ويُحرسها الدم مدخل: ما بُني بالحب…