‫الرئيسية‬ مقالات أصل_القضية الخرطوم: بداية النهاية أم فجر جديد للقرن الإفريقي؟ محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب
مقالات - ‫‫‫‏‫3 أسابيع مضت‬

أصل_القضية الخرطوم: بداية النهاية أم فجر جديد للقرن الإفريقي؟ محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب

حين يفرّ الجنرالات… فاستعد للزلزال!

تخيل مشهدًا دراميًا تتقطع فيه أنفاس التاريخ: ستة من جنرالات الجيش الإثيوبي يتبادلون نظرات الصدمة، يضعون نياشينهم أرضًا، ويتمتم أحدهم: “لنغادر… السفينة تمخر في العاصفة بلا ربان!”

 

وفي الخلفية، طائرة استخبارات تهبط في مطار بورتسودان بصمتٍ ثقيل… زيارة مدير مخابرات إثيوبيا إلى السودان.

ذلك ليس مجرد مشهد عسكري، بل ارتجاج جيواستراتيجي تُسمع أصداؤه في دهاليز الحكم، وتُقرأ ملامحه في أعين الساسة.

 

🧭 مفتاح التحليل: الجسر والمورد ليست حيادًا.. بل فن قيادة

السودان اليوم لا يراقب من بعيد، بل يقف في قلب لوحة شطرنج متحركة.

انشقاق الجنرالات لا يعني سقوط نخبة فحسب، بل خلخلة للعقيدة الأمنية الإثيوبية، وهي لحظة فاصلة تُحتم على السودان ألا يكون محايدًا، بل مبادرًا.

 

هنا تتجلى استراتيجية الجسر والمورد كعدسة تحليلية وكمشروع وطني، ترفض ردّ الفعل، وتدعو لصناعة الفعل عبر أدوات الجغرافيا والموارد والسيادة.

 

الزلزال الإثيوبي نابع من ثلاثة تحولات متداخلة:

 

* انكشاف الدولة المركزية وتحولها إلى كيان هش داخليًا.

 

* نزعة تصدير الأزمة عبر أدوات أمنية ناعمة.

 

* سقوط سردية آبي أحمد عن “السلام بالقوة”، وصعود رعب الداخل.

 

🔒 نظرية الأمننة: عندما تُصبح الدولة مصدر التهديد

وفقًا لنظرية “الأمننة” التي طورها باري بوزان ومدرسة كوبنهاغن، تنهار الدول حين يتحول التهديد من الخارج إلى الداخل، وحين تتحول المؤسسة الأمنية من أداة حماية إلى مصدر فوضى.

 

وها هم الجنرالات الستة في إثيوبيا، ليسوا مجرد منشقين، بل تجلٍ لفقدان الثقة في نظامهم ذاته.

 

> “حين تفقد السلطة القدرة على إقناع أدواتها الأمنية بأنها تمثل المصلحة الوطنية، تنهار الشرعية قبل أن تسقط الراية.”

 

🌍 دبلوماسية الظل: عندما تتحدث المخابرات بدل الوزراء

زيارة مدير المخابرات الإثيوبي للخرطوم ليست زيارة عابرة، بل جزء من استراتيجية “دبلوماسية الظل” التي تلجأ إليها الأنظمة المأزومة حين يعجز الخطاب الرسمي عن تحقيق اختراق.

 

هذه الزيارة تقرأ في سياقين متوازيين:

 

* سعي أديس أبابا لشراء الوقت أو اختبار نوايا الخرطوم.

 

* محاولات مستترة لاحتواء تصعيد عسكري سوداني-إريتري ضد حلفاء إثيوبيا في شرق السودان.

 

وهنا، تظهر “الخرطوم العسكرية” كمركز ثقل جديد، يدرك تعقيدات الإقليم، ويتحرك بإيقاع مختلف عن دبلوماسية ما قبل الحرب.

 

ويُقرأ هذا التوتر أيضًا من خلال انخراط أطراف أخرى في دبلوماسية الظل، مثل الإمارات وإسرائيل، حيث تتحركان بذكاء من خلف الكواليس، ليس فقط لتثبيت مصالحهما التجارية والعسكرية، بل أيضًا لإعادة توزيع النفوذ في شرق السودان والقرن الإفريقي. الإمارات تسعى لضمان استمرار منافذها اللوجستية وتأمين مشاريعها في الموانئ، بينما تراهن إسرائيل على إثيوبيا كساحة تأثير أمني، وتحاول بناء جسور سرية في السودان تحسّبًا لأي تغيّر استراتيجي مفاجئ.

 

🧠 الجسر والمورد: استثمار اللحظة لا الانفعال بها

في قلب هذا التشظي، لا تنظر استراتيجية الجسر والمورد إلى المشهد بعين الانفعال، بل بعين الاستثمار.

 

فرص السودان الآن تتلخص في:

 

١. توسيع هامش المناورة الإقليمية عبر قراءة تعقيدات المحاور (أثيوبيا، إريتريا، الإمارات، مصر، إسرائيل).

 

٢. استعادة مركزية السودان كفاعل في المعادلة الإقليمية، لا كتابع.

 

٣. تأسيس خطاب جديد للقرن الإفريقي يبدأ من الميدان وينعكس في الدبلوماسية.

 

وفي هذا السياق، فإن إدراك الأبعاد الخفية التي تلعب فيها أبوظبي وتل أبيب على خط الأزمة يفرض على السودان أن يحصّن قراره الوطني، ويضبط إيقاع تحالفاته، ويعيد صياغة أولوياته بعيدًا عن محاور النفوذ غير المرئية التي تتغذى من هشاشة الدول لا من قوتها.

 

🔮 السيناريوهات الثلاثة القادمة:

 

1️⃣ سيناريو “الانهيار المحسوم”:

تزايد الانشقاقات وتفكك القبضة المركزية في أديس أبابا، مع احتمال تصاعد التوترات الإثنية وعودة تجراي إلى المشهد.

 

> ✳️ على السودان أن يعمق تحالفه مع إريتريا ويفتح قنوات استراتيجية مع قوميات الداخل الإثيوبي المهمشة.

✳️ كما يجب أن يضع في الحسبان أن أي انهيار مفاجئ في بنية الدولة الإثيوبية قد يترك سد النهضة عرضة للمساومة أو السيطرة من أطراف جديدة، ما قد يمنح السودان فرصة نادرة لإعادة التفاوض أو تأمين مصالحه المائية من موقع قوة، لا من موقع رد الفعل.

 

2️⃣ سيناريو “التحول الخبيث”:

لجوء آبي أحمد إلى التضحية ببعض القيادات لإعادة صياغة شرعيته، ومحاولة اختراق السودان عبر أدوات استخباراتية ناعمة.

 

> ✳️ يجب على السودان تفعيل “رقابة الظل” عبر تنسيق أمني مع مصر وإريتريا، وإغلاق كل ثغور التسلل الناعم، لا سيما تلك التي تتحرك عبرها أدوات التأثير الإقليمي غير المعلنة، من شركات واستثمارات ذات طابع مزدوج، مدعومة بشكل غير مباشر من أطراف إقليمية نافذة.

 

3️⃣ سيناريو “الانفراج المصنوع”:

مسار تفاوضي هش تُديره ضغوط دولية، يهدئ السطح دون معالجة جذر الأزمة.

 

> ✳️ السودان هنا بحاجة إلى أوراق ضغط قانونية وحدودية واقتصادية تُدار بعقلية الجسر والمورد، لا بعقلية التبعية.

 

🧱 حين تتهاوى الأحجار، فابنِ على الأنقاض لا بينها

هذا الانشقاق ليس مجرد حدث عابر، بل شرخ في عمود البيت الإثيوبي، وعلى السودان – لا سيما في ظل استعادة زمام المبادرة العسكرية – أن يتحول من “متأثر” إلى “مؤثر”.

 

📌 اللحظة الآن ليست لحظة حياد… بل لحظة قيادة!

📌 والجسر والمورد ليست نظرية فقط… بل مشروع دولة وصياغة قرن إفريقي جديد.

 

أصل القضية،،،

🗣️ وأنت الآن… في قلب المعادلة

هل ترى في انشقاق الجنرالات الإثيوبيين مجرد صدفة عابرة، أم بداية سقوط الهرم من قمته؟

وهل تعتقد أن السودان قادر – في ظل واقعه الحالي – على تحويل هذا الفراغ الاستراتيجي إلى منصة نهوض كبرى؟

 

شاركنا رأيك… لأن القرارات الكبيرة تبدأ من الأسئلة الجريئة.

‫شاهد أيضًا‬

في رحاب الوطن  هل ظهور حميدتي يضيف شي للمشهد السوداني لا اعتقد فقد سبق السيف العزل فات الاوان فات فات  كتب /اسامة مهدي عبد الله 

المشهد الإقليمي والعالمي والمشهد في الشرق الأوسط يشهد الان مواجهات مسلحه وحرب بين اسرائيل …