عباس حمدون/محامي وناشط حقوقي “أوغندا لؤلؤة أفريقيا..الطبيعة الخلابة وسماحة إنسانه”
أوغندا بلد وهبه الله طبيعة فريدة ومناخًا معتدلًا. هذا بمثابة هدية من الطبيعة لأهل هذه الأرض. وصفها السياح من جميع أنحاء العالم بـ “لؤلؤة أفريقيا” لجمالها. يعيش في أوغندا أكثر من ٤٨ مليون نسمة، في مساحة جغرافية تساوي تقريبًا نصف مساحة إقليم دارفور. تتوزع القرى والمدن على مقاطعات، وتتساوى الخدمات في القرى والمدن مع العاصمة. أهل أوغندا يحترمون الطبيعة لدرجة تجعلك كلاجئ تشعر وكأن هناك اتفاقًا مقدسًا بين الطبيعة والإنسان. التربية الوطنية واحترام القوانين هما ما يحافظ على الطبيعة من أي ضرر.
في أوغندا، تنتشر الأشجار المثمرة وغيرها على طول الطرقات. تعجبك المنحدرات في العاصمة كمبالا، فكل المباني إما في أعلى التل أو أسفله. العمران والطرق المسفلتة بُنيت بناءً على شكل الأرض وطبيعتها، دون تغيير هندسي. مناخ الخريف المعتدل في هذه الدولة يستمر لمدة ٩ أشهر من السنة، مثل أشهر مكوث الجنين في بطن أمه. ثم تفسح المجال لبقية الفصول لاستقلال ما تبقى من شهور، حتى تعود مرة أخرى. إنها حقًا بلاد “ماما أفريكا”.
يعيش في أوغندا أكثر من عشر جاليات من دول مختلفة، منهم مستثمرون ومنهم لاجئون، يتقاسمون المواطنة مع أهلها، وفقًا للقانون والطبيعة الاجتماعية لأهل البلد. هذه الميزة نادرة في بلاد القارة الأفريقية. السحر يكمن فيها: إذا أتيت زائرًا لأوغندا، أصبحت مقيمًا لسماحة الطبيعة، وإذا أتيت مستثمرًا أو لاجئًا، أصبحت مقيمًا لسماحة إنسانها في التعامل الاجتماعي.
“سماحة أخلاق إنسانها مع جاليات الدول”
هذا الشعب يؤمن بأن الأرض للجميع وأن الإنسان ابن الطبيعة. شعب أوغندا المتسامح، الكريم، الهادئ في أسلوبه، والعظيم في خلقه. العقد الاجتماعي جعلهم يقبلون أي إنسان في وطنهم ويتقاسمون معه حق المواطنة. شعب بسيط يؤمن بتقلبات الحياة ولا يعرفون فوارق الطبقات الاجتماعية بينهم. وجبتهم المفضلة لكل الشعب تسمى “ماتوكي”، وهي وجبة محترمة وسعرها في متناول الجميع، وتتكون من عصيدة الموز الأخضر مدعومة بالأرز والفاصوليا والبافرا.
بفضل هذه السماحة والطبيعة الساحرة، تشعر كضيف بأنك مضطر للتعبير عن الشكر والتقدير لأوغندا، حكومة وشعبًا، على حسن الاستقبال والضيافة. لهذا السبب، كتب الصحفي والكاتب السوداني المتواضع محمود الشين كتابًا عن هذه المدينة العظيمة، أسماه “تأملات في لؤلؤة أفريقيا”. والتي تصدر قريبآ، ويُوصف الكاتب محمود الشين بأنه “ابن الجغرافيا التي يعيش فيها، وابن البيئة التي ينشأ فيها، والمحب للكتابة عن الأرض التي يزورها”. هذا هو رد الجميل من المؤرخين للؤلؤة أفريقيا وماما أفريكا.
حفظ الله القارة السمراء وشعبها العظيم.
٢٠٢٥/٦/٤
أصل_القضية محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب الإنسان السوداني… العائق الأعظم والأمل الأكبر
✦ أأرضك ذهبٌ وصدرك تراب؟! كيف لوطنٍ أن يكون غنيًا، وشعبه فقير؟ كيف لوطنٍ أن يمتد كق…