نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب: السياسة الخارجية الناجحة.. هل تحتاج إلى مفكرين أم إلى صناع قرار؟

السياسة الخارجية تُعد إحدى الركائز الأساسية في بناء الدول بصفةعامةوالسودان بصفةخاصة وتعزيز نفوذها الدولي،حيث تتطلب مزيجاً بين الفكر العميق واتخاذ القرارات العملية. لكن السؤال الأهم هنا،هل تعتمد السياسة الخارجية الناجحة على المفكرين الذين يضعون الاستراتيجيات، أم على صناع القرار الذين ينفذونها؟. في عالم متغير، تحتاج السياسة الخارجية إلى توازن دقيق بين الفكروالتنفيذ لضمان تحقيق المصالح الوطنية بفعالية.

ماهو دور المفكرين في رسم السياسة الخارجية؟. يُساهمون في صياغة الاستراتيجيات الطويلة الأمد،حول الاتجاهات المستقبلية للعلاقات الدولية. وتحليل الأوضاع الدولية وتقديم توصيات دقيقة، والقدرة على التنبؤ بالتحولات السياسية والاقتصادية تُساعد السودان على اتخاذ قرارات أكثر حكمة.يلعبون دوراً أساسياً في تحسين مكانة السودان عالمياً عبر التأثير في الخطاب السياسي الدولي . وجود مفكرين في السياسة الخارجية يُسهم في اتخاذ قرارات مستندة إلى التحليل العميق بدلاًمن ردود الفعل اللحظية.

ماهو دور صناع القرار في تنفيذ السياسة الخارجية؟يُحولون الاستراتيجيات الفكرية إلى خطوات فعلية تُحقق مصالح الدولة التنفيذ الفعلي يتطلب دبلوماسيين ومفاوضين قادرين على تحقيق المكاسب السياسية بمهارةفي المواقف الطارئة،يحتاج صناع القرار إلى خبرة سياسية تُساعدهم على التعامل مع الأزمات بمرونةالسياسة الخارجية لا تقتصر على التخطيط فقط، بل تحتاج إلى شخصيات تنفيذية تمتلك القدرة على التعامل مع الأحداث الدوليةبذكاء وفعالية.

كيف يتحقق التوازن بين الفكر والتنفيذ؟.يمكن للسودان أن يستفيد من العقول الأكاديمية والخبراء ضمن فرق استشارية لصناع القرار.إنشاء مجالس استراتيجية لدعم القرارات السياسية،وجود هيئات مختصة في التحليل السياسي يُساعد في صياغة سياسات أكثر دقةوفعالية المزج بين التفكير العميق والتنفيذ العملي يجعل السياسة الخارجية أكثر توازناً.أفضل السياسات الخارجية هي التي تجمع بين الرؤية التحليلية والتنفيذ الفعلي، لضمان تحقيق أهداف الدولة على المدى الطويل.

السياسة الخارجية ليست مجرد نظريات ولا مجرد قرارات، بل هي مزيج من التخطيط الحكيم والتنفيذ الذكي لتحقيق مصالح الدولة في عالم مليء بالتحديات. حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com