أصل_القضية من بول كاغامي إلى كامل إدريس… إنها الإرادة الوطنية محمد أحمد أبوبكر باحث بمركز الخبراء العرب
“الوطن ليس مكانًا نعيش فيه فحسب، بل كائنٌ حيٌّ يحتاج منّا أن نخاف عليه، كما نخاف على فلذات أكبادنا… أن نحرسه كما نحرس النور حين يتهدده الظلام.”
حين نذكر رواندا، يخطر في البال مشهد الموت المتراكم… دماءٌ ومجازر وخرابٌ ناطق.
لكنها نهضت. لا بمعجزة، ولا بدعمٍ دولي، بل بـ”إرادة وطنية” حملها رجل اسمه بول كاغامي.
رجلٌ رأى بلاده تتهاوى، فوقف يقول:
> “لن تسقط ما دام في عروقي نبض، وفي صدري وطن.”
واليوم… السودان يقف عند مفترق المصير.
من قلب الحرب، ومن بين الأنقاض، يطلّ اسم كامل إدريس.
ليس باعتباره زعيمًا حزبيًا، ولا صاحب منصب… بل رمزًا لإمكانية “البدء من جديد”،
رمزًا لما تبقّى من رجاء.
▣ السودان… الآن تبدأ القصة
الفرصةُ قد جاءتك يا كامل إدريس،
والسودان مثخنٌ بجراح حرب الكرامة… سيادةً وشعبًا وأرضًا.
كل بيتٍ فيه وجع، كل حيٍّ فيه دمعة، كل جدارٍ فيه ندبة.
ومع ذلك، منحك الناسُ التفويض لا بالكلمات… بل بالأمل المكظوم.
أنت الآن الدولة.
فلا تُجتر تجربة سلفك… فنُهلك بالجهالة، أو نُباع في مزاد الخيانة.
نحن لا نريد أن نُعطيك لقبًا، ولا وسامًا، ولا تهليلاً.
كل ما نريده أن تظل “منّا وفينا”… سودانيًّا، قبل أن تكون رئيسًا.
▣ ما بعد الحرب: لا نحتاج حكومة… بل نحتاج مشروع وطن
ما الذي نفعله بعد ١٥ أبريل؟
هل نبحث عن رئيس وزراء، أم نبحث عن ضميرٍ يقود؟
هل نبني دولةً على ركام المعاناة، أم نرتّق الشروخ بمسكنات السياسة؟
إننا اليوم لا نحتاج “أسماء”، بل نحتاج رؤية ناهضة، تمشي على الأرض.
وكامل إدريس ليس خاتمًا سحريًا،
لكنّه رجلٌ مشبعٌ بسيرةٍ نظيفة، يحمل في قلبه همّ السودان، وفي عقله مفاتيح من فهم العالم.
رجلٌ لا تلاحقه شبهة، ولا تسبقه خصومة.
▣ الجسر والمورد: من التنظير إلى البناء
حين طرحتُ استراتيجية “الجسر والمورد”، لم تكن ترفًا فكريًا ولا حبرًا على ورق.
بل كانت خارطة طريق لبناء سودانٍ جديد… سودان ينهض لا بمن حضر، بل بمن يستحق.
● الجسر
نحتاج إلى جسور تتجاوز الجغرافيا، والقبيلة، والانتماء السياسي، لتبني شعبًا متصالحًا مع نفسه.
جسر بين الريف والمدينة، بين الداخل والخارج، بين صناع القرار وأصحاب الأحلام.
● المورد
ما أكثر موارد السودان، وما أندر من يراها بعيونٍ مسؤولة.
لسنا فقط بلد الذهب، بل بلد الذهب البشري.
* شبابٌ يحملون في عقولهم اختراعات، ويعيشون على هامش الحياة.
* نساءٌ ينهضن كل صباح كأنهن جنود… بلا سلاح، ولا سند.
* أطفالٌ يحلمون في الخيام… ويتعلمون في السراب.
إن أولى مواردنا هي الإرادة الوطنية.
وإذا ما وُجدت، فكل الثروات تصبح ممكنة.
▣ الشباب السوداني… القصة الكبرى
أليس من الموجع أن يكون السودان من أكثر البلاد تعليماً… وأشدّها تهميشًا لكفاءاته؟
جيشٌ من الشباب الطموح،
أحرقه التمييز، وأتعبه الانتظار، وعجز عن إيجاد موطئ قدم في وطنٍ طالما حلم أن يخدمه.
هؤلاء الشباب هم أصل القضية.
هم المورد الذي إذا أهملناه، جفّ الوطن.
وإذا احتضنّاه، أزهرت البلاد.
* لقد جُرِّبَ كلُّ شيء… فلماذا لا نجرّب الصدق؟
* لماذا لا نمنح الشباب الفرصة ليكونوا قادة، لا مجرد متفرجين؟
▣ من كيغالي إلى الخرطوم… الحكاية ليست مستحيلة
إن الذين يظنون أن السودان قد انتهى، لا يعرفون السودانيين.
نحن لا ننهار، نحن فقط نختبر الحافة ثم نعود أشد عزيمة.
رواندا كانت جرحًا نازفًا، فصارت قصة نجاح.
نحن أيضًا نستطيع… بشرط واحد:
> أن نحبّ هذا الوطن أكثر مما نحب ذواتنا.
▣ كامل إدريس… البداية لا النهاية
إن تعيين كامل إدريس ليس غاية، بل إشارة انطلاق.
هو فرصة لاختبار النوايا، واختبار أنفسنا كشعب:
* هل نمنحه الوقت والدعم، لا التصفيق الفارغ؟
* هل نرفض أن يتحوّل إلى دميةٍ في يد المساومات السياسية؟
* هل نرتقي إلى مستوى الحدث، فنقدم للوطن سواعدنا، لا مطالبنا؟
✦ أصل القضية: لا نريد المعجزات… نريد أن نبقى
أيها السودانيون… لسنا بحاجة إلى معجزة.
نحن فقط بحاجة إلى “أن نبقى”.
أن لا ننكسر من الداخل.
أن لا نبيع الحلم مقابل رغيف.
أن نكون أهلًا لما تركه الشهداء، ولما تنتظره الأجيال.
> من بول كاغامي إلى كامل إدريس… الطريق واحد، والدرس واحد، والعبرة واحدة:
إنها الإرادة الوطنية… وكفى.
منظومة الصناعات الدفاعية تسير قطاراً خاصا لإعادة الأسر السودانية المتضررة
ثمن ممثل أسر ضحايا احتيال رحلة 8 أغسطس صالح عبدالحفيظ صالح علي الجهود الكبيرة التي بذلتها …