وهج الكلم د حسن التجاني غياب نزار …الألم الصادق….!!
لا حول ولاقوة الا بالله …حتي اللحظة لم يدرك الشعب السوداني طعم ومرارة لحظة ان يتفقد اهله وجيرانه بالخرطوم والجزيرة
ودارفور التي لم تنته الحرب فيها بعد …لحظات مريرة ومؤلمة…حين يسأل وين فلان يأتية الرد فلان قتلوه الدعامة….وفلان وين ؟ فلان خطفوه الدعامة ….فلان وين ؟ من طلع ما رجع….لاااااا اله الا الللللله.
* كلها إجابات تنتظركم أيها الاهل والجيران الاحباب …إجابات لاسئلتكم المتلهفةلمعرفة اخبار جيرانكم واهلكم الذين شردتكم منهم وعنهم الحروب وابعدتكم عنهم… صعب ان تتم اللقيا كما كنتم اولا ….كل شئ تغير ولم يعد اي شئ في مكانه كما كان مرتبا او غير ذلك…كل شئ ستجدونه متغيرا …حتي حوائط منازلكم ستجدونها قد ابلاها الرصاص ومزقتها الزخائر …ستشكو لكم باكية هي الاخري من سوء صنيع فعل بداخلها لم تشهده من قبل منذ أن كان طينها اخضرا قبل الجفاف.
* الشهيد اللواء نزار عبد الرحمن احمد …اخر محطاته الدفاع المدني مديرا للشئون العامة اعتقد ذلك ان لم أكن مخطئا
التقيته هناك عدة مرات علي اخر أيامنا بالشرطة وكان الدفاع المدني يشهد طفرة كبيرة وحضرنا اليه كان
بدافع يوم خاص بالدفاع المدني بدعوة من مديره الحالي الفريق الدكتور عثمان العطا…يومها كان حديث التعيين كمدير للمرفق ..سألته كيف ياسيد نزار معاك الدفاع المدني وانا اعرف انه تخصص كضابط شرس في مباحث التموين قبل نقله للدفاع المدني..قال لي نحن في الشرطة عشان المواطن نمشي اي حتة فيها المواطن قاعد … حبا في الدفاع والزود عنه …وافترقنا بعد ان جمعتنا مائدة طعام كانت معدة للمناسبة جمعت كل القوة من جندي وحتي اعلي ضابط كل في حد رتبته عمل منظم وتعليمات منسابة وانضباط عالي.
* الشهيد لواء نزار عبد الرحمن والده كان معجبا به جدا وكان يعمل بوزارة الثقافة والاعلام قسم التصوير الفوتوغرافي الذي كان شهيرا ايام حكومة مايو فكان من اكبر الأقسام بوزارة الإعلام وله مصورين تدربوا في ألمانيا ولندن ومصر وإيطاليا وغيرها في فنيات عمل التصوير .
* المرحوم عبد الرحمن والد اللواء نزار كان أحد العناصر المهمة في طباعة صور نشاطات الحكومة اليومية ولقاءات السيد الرئيس جعفر محمد نميري.طيب الله ثراه فقد كان للوطن سيادة لا يمكن وصفها…كانت الصحف تتسارع لأخذ كل صور اليوم لانزالها بصحف الغد وكانت عملية النشر في الصحف تقليدية جدا …وتحفظ (النيقاتيف) اي سالب الصورة بكابشن واضح يحكي عن المناسبة وتاريخها وهذا العمل متعارف عليه من زمن الاستعمار في البومات ضخمة تسجل الصورة بنموذج صغير منها وبرقم علي ظرف (النيقاتيف) وتوضع سوالب الصور في دواليب منظمة تنظيم عالي الجودة ..بعد ثلاثين سنة يمكن لك ان تحصل عليها وتطبع لك بالحجم المطلوب لان السالب مصور بمحترفين تصوير يكون (هاي كوالتي)…قصدت بهذا الحديث ان اتحدث عن من هو والد نزار وفي أي جو من الوطنية تربي ذلك الشبل…
* نزار كان الابن الثاني في الذكور لعبد الرحمن وله اخ اكبر يعمل موظفا ببنك ..زمن البنوك كانت بنوك تسيل لها اللعاب… ولا يعمل بها كل من هب ودب..فعبد الرحمن رحمه الله رب أولاده بعرق جبينه واجتهاداته حيث كان له سيارة تاكس يعمل بها في وقت فراغه صباحا حيث كان يتولي وردية المساء يوميا.
* عندما تخرج نزار من كلية الشرطة ضابطا برتبة الملازم ثان أقام له والده حفلا وكرامة جمع لها كل أطياف البشر وقدمها الفنان عبد الله البعيو الذي كان في قمة ايام ظهوره كما كان كاظم الساهر علي عهده فكان احتفالا شهيرا وكرامة تاريخية رحم الله عبد الرحمن فقد كان يضع صورة ابنه نزار علي تربيزة مكتبه وهو بالزي الشرطي صورة تسر الناظرين ب(الاسود والابيض) ..هذا مدي إعجاب عبد الرحمن بابنه نزار فقد كان يري فيه كل شئ واي شئ.
* اصيب عبد الرحمن بداء (اليرقان) او الصفراء او هكذا كانوا يسمونه …له علاقة بالصفراوية وحتي هنا كفاية ولو تقدمت في سرد معلومات اكتر لاحترقت …لاني لست بطبيب
ولا مختص في الطب بل اجتهادات زول (جربندي) ساي… اودع علي ضوء ذلك التشخيص عبد الرحمن بمستشفي السلاح الطبي للعلاج وتوفي عبد الرحمن بعد صراع استمر زمنا مع المرض وهو بالمستشفي رحمه الله .
* لم يغادر اللواء نزار منزله في ام درمان لكنه كان يتنقل كلما اشتد به الحال سوءا غادر لبيت اخر الي ان استقر اخيرا في بيت اهل زوجته في ام درمان ايضا وكان رافضا للخروج عنها نهائيا رغم النصائح المتكررة له .
* ذهب نزار لاداء صلاة الظهر في الجامع وعاد بصحبة احد الاصدقاء له للبيت وجلسا في مقعدين خارج الغرف بالحوش الا ان ساعة الصفر قد أوشكت حيث اطلق موهمي القضية والديموقراطية دانة لم تتفجر الا في ركن بالقرب من مجلس نزار وصحبه فاصيب نزار بشظايا في بطنه واخري في رأسه طفيفة الا انه كان صابرا متجلدا رغم نزيف الدم المنهمر داخليا …من الشظية التي أصابت البطن والتي اتضح بأنها أصابت الشريان الرئيس وقبل انقاذه اودع الروح شهيدا وقبر بمقابل الأطفال بأم درمان… تقبله الله شهيدا.
* الشهيد اللواء نزار لم يفق من خبر احالته للصالح العام ومازال يرتب أوضاعه لحياة اخري ويلتفت لابنائه وتلبية طلباتهم التي شغلته عنها الشرطة التي تجري منه مجري الدم في الشرايين فقد كان نزار محبا لعمل الشرطة صادقا وفيا مع زملائه اخو اخوان لا يتضجر كان غضبه سريعا يتحول لابتسامة أثناء قمة الغضب عنده…كان حنينا سبحان ان يجمع قلب واحد بين متناقضين بين قساوة طبيعة عمل الشرطة وحنية في ان واحد….هكذا كان نزار الذي نعرف.
* كان نزار بالنسبة لي صديق وزميل وكنت مستودعا لاسراره الخاصة جدا بل صندوقا أسودا..
لذا فان فقد نزار بالنسبة لي فقد جلل لا أقام الله للجنجويد ركنا يقيمون فيه باطلهم ولا ينصبون فيه عداءهم للابرياء الأوفياء من أبناء الوطن.
* ذهب نزار عبد الرحمن بيد الغدر شهيدا لله تعالي..لم يبدأ حياته الثانية ولم يتنزه بمال معاشه ولا ببيته الجديد ولم يتم بعد فترات احتضانه لأولاده بعد ان أخذته الشرطة عنهم زمنا طويلا
ذهب نزار ونحن بعيدين عنه ولم يتركوه ليخبرنا او حتي ليستأذن منا انه مغادر بلا رجعة…ولم نشيد له صيوانا لنترحم عليه حضوريا ..ونتقبل فيه العزاء.. ذهب نزار في صمت عجيب وهدوء قاتل..ماذا حدث وماذا جري ؟
* جانا الخبر مشوؤم …نزار استشهد نزار قتلوه نزار مات ..نزار هجموا عليه الدعامة فقتلوه دون ذنب جناه سوي انه كان مخلصا لوطنه وفيا لشعبه فكان هذا جزاءه من يد باغتته مباغتة فقتلته…ودم نزار لن يروح هدرا فقصاص الدنيا موجود وقصاص الآخرة آت لا محال.
* اذهب اخي نزار الي جنة الشهداء الخالدين في جنات النعيم بإذن الله …وسيؤخذ
لك حقك في الدنيا من الاوباش وعند الله ينتظرك الثواب الأعظم آمين.
سطر فوق العادة :
كان الشهيد اللواء نزار عبد الرحمن شايل هموم عائلته وأمه سرا فكان كثيرا يكون قلقا بعد وفاة والده اذا تم نقله لولاية خارج الخرطوم شايلا هم امه التي ترفض الذهاب لغيره مع من يتركها حين يذهب فكان يأتي لي حائرا قلقا للتفاكر في امر والدته وكنا نجد الحل …فيسعد ويهنأ كالطفل الذي منحته عيدية العيد….الله يرحمك ياجنرال نزار لقد كنت نعم الأخ والصديق …اللهم صبر أسرتك الصغيرة والكبيرة من بعدك واجعل البركة في ذريتك امين
(ان قدر لنا نعود)
وجه الحقيقة | إبراهيم شقلاوي منتدى أصحاب المصلحة وحوض النيل
في سياق إقليمي تتزايد فيه التحديات المرتبطة بإدارة الموارد المائية والتغير المناخي، تنطلق …