‫الرئيسية‬ مقالات رجاءات صباحية  د. رجاء محمد صالح احمد  المشروع الوطني الشامل من أجل وحدة السودان: الدين أساس الوحدة الوطنية
مقالات - ‫‫‫‏‫أسبوع واحد مضت‬

رجاءات صباحية  د. رجاء محمد صالح احمد  المشروع الوطني الشامل من أجل وحدة السودان: الدين أساس الوحدة الوطنية

رجاءات صباحية   د. رجاء محمد صالح احمد   المشروع الوطني الشامل من أجل وحدة السودان: الدين أساس الوحدة الوطنية

١٤/٦/٢٠٢٥ م

في ظل ما مرّ به السودان من أزمات سياسية، واقتصادية، واجتماعية، أصبح من الضروري أن يُطرح مشروع وطني شامل يُعيد صياغة التوافق الوطني على أسس راسخة، تضمن وحدة الوطن، وتُعزز السلم الاجتماعي، وتفتح آفاق النهضة والازدهار. ويأتي هذا المشروع كدعوة صادقة لإعلاء المشتركات وتجاوز الانقسامات، على أن يكون الدين – بما يحمله من قيم العدل والتسامح والتراحم – هو الأساس الذي تُبنى عليه هذه الوحدة الوطنية.

 

أولاً: لماذا مشروع وطني شامل؟

 

إنّ السودان بلد متعدد الأعراق والثقافات، وتاريخه حافل بالصراعات التي غذّتها الانقسامات السياسية والتدخلات الأجنبية. واليوم، وبعد سنوات من التمزق والانقسام، فإن الوطن في أمسّ الحاجة إلى رؤية جامعة، تعيد الاعتبار للهوية السودانية الواحدة، وتُطلق مشروعاً وطنياً يُخاطب تطلعات الشعب في السلام، والتنمية، والعدالة.

 

ثانيًا: الدين كعامل توحيد لا تفريق

 

الدين، وخاصة الإسلام، يمثل أحد أبرز القواسم المشتركة بين غالبية الشعب السوداني. لكن، وعلى الرغم من ذلك، فقد استُخدم أحياناً في الماضي لتكريس الانقسام والإقصاء، وهو ما يتناقض مع جوهره الحقيقي. فالدين – حين يُفهم في سياقه الصحيح – هو أساس العدالة والمساواة والتسامح، لا أداة للتمييز.

 

من هذا المنطلق، يجب أن يُعاد تقديم الدين كمنظومة قيمية توحّد الشعب السوداني، وتُرسي المبادئ المشتركة، مثل: احترام الكرامة الإنسانية، نصرة الضعفاء، الوقوف مع الحق، والعيش المشترك.

 

ثالثًا: مكونات المشروع الوطني

 

1. صياغة عقد اجتماعي جديد: يقوم على المواطنة، ويضمن الحقوق والواجبات على أساس العدل، لا العرق أو الجهة أو الحزب.

 

2. إعادة بناء مؤسسات الدولة: على أسس الكفاءة والنزاهة، بعيدًا عن المحاصصات القبلية أو الحزبية.

 

3. إصلاح التعليم والإعلام: لترسيخ قيم الانتماء الوطني، وتعزيز الثقافة السودانية الجامعة، المستمدة من الدين والتراث المشترك.

 

4. حوار وطني شامل: لا يستثني أحدًا، وتكون مرجعيته الوحدة الوطنية، وليس الغلبة السياسية أو العسكرية.

 

5. تمكين الشباب: فهم عماد التغيير، ولا يمكن بناء مستقبل الوطن بدون إشراكهم في القرار وصنع السياسات.

 

رابعًا: نحو دولة العدل والقيم

 

الدولة التي نطمح إليها ليست دولة دينية تُقصي الآخر، ولا دولة علمانية تُقصي الدين، بل دولة قيمية، تُعلي من شأن العدل، وتُطبّق أحكام القانون على الجميع، وتضمن حرية الاعتقاد، وتُحسن استخدام الدين كعنصر قوة وتماسك اجتماعي.

 

المشروع الوطني الشامل ليس شعارًا، بل هو التزام تاريخي تجاه الأجيال القادمة. ولن تنجح أي مبادرة لبناء السودان ما لم تنطلق من قناعة راسخة بوحدة المصير، وأن الدين بما يحمله من نور وهداية، يمكن أن يكون الأساس المتين لوحدة شعبنا العظيم، لا سببًا لتمزيقه.

 

فليكن الدين جسرًا للعبور نحو سودان جديد، تتكامل فيه الهويات تحت راية وطن واحد، وشعب واحد، ومستقبل مشترك.

‫شاهد أيضًا‬

السودان يدين الهجوم على قطر 

اصدرت وزارة الخارجية بيانا صحفيا ادانت فيه الهجوم على دولة قطر الشقبقة وفيما يلي نص البيان…