المحجة البيضاء د.طارق عبدالله الحكومة المرتقبة ..حواش ومتون
يترقب الجميع البداية الفعلية لرئيس الوزراء البروفسور كامل ادريس في إدارة الدولة ابتداءا” بتعين حكومته وطرح برنامجه ثم التنفيذ ..بدايات كامل ادريس بالنزول للمواطنين وزيارة المؤسسات ولقاء المسئولين مطلوبة جدا” باعتبارها ارضية قبول لشخصه في دولة لا ترضى بشئ ..كما ندرك تماما” صعوبة اختيار الوزراء في بلادنا ذات التعقيدات و التي تقوم على المحاصصة و الاطماع التنظيمية التي تسعى للاستحواذ على اكبر قدر من ( كيكة) السلطة و الإرضاءات القبلية والمناطقية ومراعاة الخلافات الموجودة وسط تلك التكوينات وهي معايير قديمة اصبحت واقعا” ليس في تشكيل الحكومة فقط إنما في اي تكوين حكومي او غير حكومي لذلك نتوقع كثيرا من الصعوبات في تكوين حكومة كامل ادريس المحاصرة بتلك المعايير واتفاق جوبا.
*الشئ الذي لا يمكن تجاوزه راي رئيس الوزراء السابق الدكتور عبد الله حمدوك في كامل ادريس وهي اراء تكشف سوء دواخل ذلك الجنجويدي الذي منح فرصة لم يعطيها السودان لغيره وفشل فيها وقاد البلاد لاكبر حالة من التشرذم والكراهية و مانعيشه اليوم نتيجة طبيعية لما كان يقوم به.. فقد اهتم بالسياسة اكثر من واجبه كرئيس عليه التزامات تجاه شعبه تتمثل في توفير خدمات الصحة والتعليم والاحتياجات المعيشة كما انه عطل كل المشروعات بحجة إنه لن ينفذها في فترة العسكريين حتى لا تحسب على حكمهم ..تفكير طفولي يكشف حالة الضعف والهوان الذي نسى إنه شريك العسكرين في النجاح و الفشل ..و حمدوك واتباعه في (قحت) و(صمود) و(تاسيس) دائما” بالضفة الاخرى للسودان وان كامل ادريس سيكون افضل منه لانه يمتلك حريته وقراره ولا يعيش في برج عاجي بمعزل من الشعب وان حوله مستشارين همهم الوطن وهمهم إنهاء الحرب و الاتجاه للبناء والتعمير بعكس حمدوك الذي كان حوله (بطانة) تنفذ في اجندة خارجية تقوم على إضعاف و إفقار السودان ..لو كنت مكان حمدوك لصمت وابتعدت.
*يعزى الكثيرين التاخير لوجود خلافات مع دكتور جبريل رئيس حركة العدل والمساواة ..اولا” ليس هناك تاخير في إعلان الحكومة وان رئيس الوزراء لم يتجاوز تعينه الشهر ..ثانيا” المشاورات مطلوبة ولايمكن ان تصل لمرحلة الخلافات و لاتعدوا كونها حرص على الحقوق التي منحتها حكومة حمدوك لاطراف السلام..ثالثا” دكتور جبريل رجل دولة ساهم في تثبيت الحكومة وحقق نجاح في إدارة حقيبة وزارة المالية بتوفير الموازنة المطلوبة و الايفاء بالتزامات الفصل الاول والثاني والثالث والرابع منها في هذا التوقيت الصعب ..صحيح انه فرض الكثير من( الاتاود) غير المنطقية ولكن ليس امامه غير ذلك ورجل بتلك المواصفات المشاورة معه ليس تعطيل انما مطلوبة لتحقيق اكبر قدر من النجاح .
بالواضح فتح الرحمن النحاس الحكومة التي نريد..أن تحمل ملامح معركة الكرامة..الهم الوطني أكبر من المناصب..!!
خلال هذه الفترة التي تجري فيها المشاورات لتشكيل الحكومة الإنتقالية، تظهر علي السطح (أدبيات…