نقطة إرتكاز د.جادالله فضل المولي يكتب : معركة الكرامة… غربال المعادن ونبض الأمة
لقد مرّ السودان في تاريخه الحديث بمنعطف خطير، كان كفيلاً بتمزيق أوصاله لولاقوة الإرادة الوطنية التي تسكن في عمق ترابه وأرواح أبنائه. ففي ظل الأزمات الكبرى، لا تتكشّف الحقائق فقط، بل تُفرز النفوس وتُختبر القيم. وحين تشتدّ المحن، تضيء النفوس الصادقة كما تضيء الكواكب في العتمة.
الشدائد كالغربال، تكشف المعادن الأصيلة وتفضح الزيف والمعدن الصدئ. وقد كانت معركة الكرامة تجلّياً صارخاً لهذه القاعدة، حين وقفت فئات من أبناء السودان كالذهب لا يزداد إلا لمعاناً تحت الضغط، والفولاذ الذي لا يلين في النار. وفي المقابل، برز من تقوّض تحت ثقل المسؤولية، فتكشّف صدؤه وتهاوى موقفه.
عبر التاريخ الإنساني، تظهر أنوار تأبى الخفوت. وقد أنجبت هذه الأرض كما دوّنت القصائد وسجّلت الميادين رجالاًونساءً حفروا أسماءهم في ذاكرة الوطن ، صنعوا الفكر والسياسة والإبداع، وكانوا وهجاً في ليالٍ حالكة. لم يكونوا عابرين، بل صاروا أسماءً في حياتنا، لأنهم عاشوا للوطن لا لأنفسهم.
من تأمل المشهد يدرك أن المجد لا يُصنع بالسلاح وحده، بل بالقيم . فكل من اختار طريق الوطن على طريق الغنائم، وكل من التحم بشعبه في معركته العادلة، كان لبنةً في بناء السودان الذي ننشد. وفي المقابل، من خان ومن ساوم ومن اصطف مع الطغيان، سقط من ذاكرة الناس، وتحوّل إلى علامة على خيانة الوعي.
أيُّ مستقبلٍ نرسمه؟.إذا أردنا أن نقرأ الاتجاه الحضاري لمجتمع ما، فلننظر إلى رموزه من يُكرّم؟ من يُقدّم؟ من يُصدَّر كمثال؟ إنّ احترام المجتمعات لأصحاب المواقف الأخلاقية الصلبة، لا لأصحاب الشعارات الجوفاء، هومايحدّدمستقبلهاوالسودان اليوم بحاجة ماسّةلترسيخ هذه القيم في الضميرالجمعي وأن نُعلّم أبناءنا أن المعدن لا يظهر في الرخاء بل في لحظة الصراع الحقيقي مع النفس والتاريخ.حفظ الله السودان وشعبه. meehad74@gmail.com
مرتضى شطة يكتب خدمات الكهرباء في أمدرمان
شهدنا الجهود المخلصة لوالي الخرطوم في ظل الحرب في تلمس احتياجات المواطنين والعمل على استدا…