‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب:السودان والفرصة المؤجلة: لماذا تعثّرنا رغم وفرة الإمكانيات؟
مقالات - ‫‫‫‏‫3 ساعات مضت‬

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  يكتب:السودان والفرصة المؤجلة: لماذا تعثّرنا رغم وفرة الإمكانيات؟

نقطة إرتكاز   د.جادالله فضل المولي   يكتب:السودان والفرصة المؤجلة: لماذا تعثّرنا رغم وفرة الإمكانيات؟

السودان، البلد الشاسع بثرواته الطبيعية والبشرية، ظلّ لعقود طويلة مثقلاً بالفرص المهدورة. رغم ما يملكه من موارد زراعية هائلة، واحتياطات واعدة من الذهب والمعادن، وموقع جغرافي استراتيجي، لم يستطع أن يتقدّم بخطى ثابتة نحو التنمية الشاملة، ما يثير تساؤلات مشروعة لماذا تأخر السودان؟ وأين تكمن نقاط الإخفاق؟.

 

إرث سياسي مضطرب منذ الاستقلال ومؤسسات غير مستقرة، وتقلبات الحكم بين أنظمة عسكرية ومدنية، وأجندات متضاربة، كلّها أدت إلى انعدام الاستمرارية في مشاريع التنمية، وانشغال النخب بالصراع على السلطة بدلاًمن بناء الدولة.

 

الحروب والنزاعات الداخلية من الجنوب ونفصاله ومروراً

بإزمة دارفور إلى النيل الأزرق والخرطوم، أثقلت النزاعات كاهل الدولة واستهلكت مواردها. كل حرب كانت تدفع بالسودان خطوات إلى الخلف، وتبدد ما تحقق من استقرار هش، مما أضعف الثقة المحلية والدولية في بيئة الاستثمار والتنمية.

 

يتعلم الإنسان، يجتهد، ثم يصطدم بواقع وظيفي محبط مرتبات لا تفي بأبسط متطلبات المعيشة، ومؤسسات لا تُنزل أصحاب الكفاءات منازلهم. هذا الواقع المؤلم دفع العقول إلى الهجرة،بحثاًعن فضاء يحترم مهاراتهم ويُقدّر عطاؤهم، فخسر الوطن أطباء ومهندسين ومعلمين كانوا الأجدر بقيادة مشاريعه الكبرى.

 

رغم الإمكانات الوفيرة، لم تُستثمر الموارد بالشكل الأمثل بسبب غياب الخطط الإستراتيجية وسوء الإدارة، إضافة إلى الفساد المستشري وضعف الشفافية. كثير من المناطق المنتجة ظلّت مهمّشة، ومشاريع كبرى توقفت قبل أن تُؤتي أُكلها.

 

بقي السودان رهينة للاستقطاب الحاد، ولم تنجح النخب السياسية أو الفاعلون الاجتماعيون في بناءمشروع وطني يضع مصلحة البلاد فوق الأجندات الضيقة، وتنفيذ أجندات خارجية، هذا الغياب جعل من كل محاولة إصلاح حلماً مؤجلاً، قابلاً للانهيار عند أول خلاف.

 

لم يكن تأخر السودان حتمياً، بل نتيجة تراكمات ومعالجات قاصرة. لكن ما يزال هناك أمل. فالثروات باقية، والعقول السودانية، وإن ابتعدت، تحمل في قلبها توقاً للعودة.المطلوب اليوم هو لحظة صدق جماعية، تضع الوطن أولاً، وترى في التغيير مسؤولية لا أمنية.لأن السودان لاتنقصه الموارد بل تنقصه الإرادة الجامعة.حفظ الله السودان وشعبه. meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

قوة  من المليشيا تعلن انسلاخها وانضمامها لقيادة الفرقة الرابعة مشاه الدمازين

الدمازين: الطيب محمد عبدالله   أعلن قادة عسكريون من قوات مليشيا آل دقلو عن انضمامهم ل…