‫الرئيسية‬ مقالات أصل_القضية  في حضرة الحرف… بين الأمل والسياسة التعليمية إعداد وتحرير :محمد أحمد أبوبكر  باحث بمركز الخبراء العرب 
مقالات - ‫‫‫‏‫12 ساعة مضت‬

أصل_القضية  في حضرة الحرف… بين الأمل والسياسة التعليمية إعداد وتحرير :محمد أحمد أبوبكر  باحث بمركز الخبراء العرب 

أصل_القضية   في حضرة الحرف… بين الأمل والسياسة التعليمية  إعداد وتحرير :محمد أحمد أبوبكر  باحث بمركز الخبراء العرب 

@Asll_Alqadiya*

 

بين صرير الأقلام في قاعات الامتحان وهدير القرارات في دهاليز السياسات العليا، ينبعث من السودان اليوم صوت جديد، صوت العلم حين يُغنّي للوطن… وحين يُقاوم بالصبر والنهوض.

 

في توقيتٍ تتقاطع فيه لحظتان من أعظم اللحظات الوطنية:

🔹 عودة الجامعات السودانية إلى ساحات العلم بعد توقفٍ قسري دام أكثر من عامين بسبب الحرب،

🔹 وبدء امتحانات الشهادة السودانية المؤجلة للعام 2024م،

وفي ظل بشائر سياسية تبعث الأمل، كخطوة حكومة دولة الرئيس كامل إدريس في تخفيض نسب القبول وخفض الرسوم الجامعية تشجيعًا على الانخراط في التعليم العالي؛

يأتي هذا الحوار ليكون أكثر من مجرد لقاء صحفي…

بل شهادة فكر، وقراءة عميقة لواقع التعليم، واستبصار لطريق الخلاص.

 

📌 في هذا السياق، تشرف مركز الخبراء العرب بإجراء حوار خاص مع أحد أعمدة الفكر الأكاديمي في السودان،

البروفسير/ أسامة نبيل محمد أحمد

عميد كلية الدراسات العليا – رئيس لجنة حصر الخسائر جامعة الزعيم الأزهري،

حيث طرحنا عليه أسئلة الوطن المتعب، وفتحنا معه نوافذ الحلم النبيل، وتركنا له مساحة التأمل في مشروع وطني جوهري اسمه: “التعليم العالي في سودان الأمل والكرامة.”

 

لقد آمنا في مركزنا، أن التعليم ليس مجرد مؤسسة، بل قضية سيادة وكرامة وهوية وبقاء، وأنه لا يمكن النهوض بوطنٍ محطم إلا بإرادة العقول… لا بركام البنادق.

 

من قلب هذا الإيمان، جاء هذا الحوار ليُكتب بلغة الرؤية لا اللغة، بلغة المسؤولية لا المجاملة، وبنبض كل أب وأم يحلمان بمقعد جامعي لابنهما، وبكل شاب وشابة يحلمان بوطنٍ لا تهاجر منه العقول، بل إليه تعود.

 

🔹 تابعوا معنا هذا الحوار الاستثنائي الذي يحفر في صخر الواقع، ويزرع فسائل الرجاء في تربة المستقبل.

 

🟦 السؤال الأول: البدايات والقرار

 

ما الذي دفع جامعة الزعيم الأزهري لاتخاذ قرار استئناف الدراسة في هذا التوقيت؟

وهل كان القرار أكاديميًا بحتًا، أم جاء استجابة لضغط من الطلاب والمجتمع؟

 

🔸 العودة من بين الركام: الجامعة في قلب العاصفة

 

> “لستُ هنا بصفتي الأكاديمية فحسب، بل بصفتي شاهدًا على الألم، وعلى البدايات التي تشقُّ طريقها من بين أنقاض الحرب.”

 

بهذه الكلمات، بدأ البروفيسور أسامة حديثه، موضحًا أن قرار استئناف الدراسة لم يكن قرارًا إداريًا جامدًا، بل كان ولادة من رحم المعاناة، وناتجًا عن رغبة حقيقية في إعادة الحياة لمؤسسات التعليم التي أنهكتها الحرب.

 

🔸 القرار السياسي… والاستجابة الأكاديمية

 

في أواخر ديسمبر 2023، صدر توجيه رسمي من رئيس مجلس السيادة يدعو لاستئناف الدراسة على مستوى التعليم العام والعالي.

لكن جامعة الزعيم الأزهري – كما يؤكد عميدها – لم تتعامل مع القرار كمجرد توجيه مركزي يُنفّذ، بل كمحفّز استنهض طاقم الجامعة ولامس أشواقًا دفينة للعودة.

 

> 💬 “لم يكن القرار مجرد امتثال، بل صدى عميق لرغبةٍ جماعية… من المدير إلى أصغر موظف، الجميع كان ينتظر هذه اللحظة.”

 

🔸 المجتمع الأكاديمي ينتصر للإرادة

 

رغم وجود مخاوف وهواجس أولية – تتعلق بالبيئة والأمن وتفاعل المجتمع – إلا أن اجتماع مجلس العُمدة نهاية الشهر ذاته حسم الموقف بشكل قاطع:

 

> 💬 “انعقد المجلس وأعلن بالإجماع: نعم، سنعود… وسنبدأ من جديد، رغم كل شيء.”

 

ومن هناك، بدأت الجامعة رحلتها الجريئة نحو استعادة دورها، حيث أُجريت أربع إلى خمس دورات امتحانية بنجاح، ما اعتُبر مؤشرًا صريحًا على بداية استقرار أكاديمي.

 

🔸 ما بعد الاستئناف: بين الأمل والتحديات

 

> 💬 “تحقّق الاستقرار الأكاديمي الأول، أما الاستقرار الثاني – المرتبط بالبنية والدعم – فهو تحدٍّ قادم… وله حديث آخر.”

 

هكذا ختم البروفيسور أسامة حديثه حول المرحلة الأولى من العودة، مشيرًا إلى أن المستقبل يتطلب دعمًا هيكليًا ومؤسسيًا لضمان استمرارية العملية التعليمية بجودة وكفاءة.

 

🟦 السؤال الثاني: امتحانات في زمن الحرب

 

كيف تمكّنتم من تنظيم الامتحانات فعليًا داخل ولاية الخرطوم رغم الظروف الأمنية المعقدة؟

ما هي المعايير التي اتبعتوها لاختيار المراكز الآمنة؟ وكيف تم ضمان سلامة الطلاب والهيئة التدريسية؟

 

🔹 تعدّد المراكز داخل السودان وخارجه: خارطة بدائل مدروسة

 

> 💬 “قبل أن نقرّر فتح مركز الخرطوم، كنا بالفعل نشغّل عدة مراكز داخل وخارج السودان.”

 

بدأت جامعة الزعيم الأزهري بتفعيل منظومة بديلة لتسيير الامتحانات خلال الحرب، حيث تم توزيع المراكز على النحو التالي:

 

داخليًا: مراكز في عطبرة، الدامر، وكرري.

 

خارجيًا: مراكز في ليبيا، مصر، والسعودية، بل وحتى مركز سابق في مدينة ابوظبي وكذا سلطنة عمان.

 

وكان الهدف من ذلك احتواء الكثافة الطلابية في مناطق النزوح، وتخفيف الضغط على مركز الجامعة الرئيسي.

 

🔸 لماذا الخرطوم؟ من الأزمة إلى القرار الجريء

 

> 💬 “قررنا فتح مركز في أم درمان بدافع إنساني قبل أن يكون إداريًا؛ الطلاب كانوا يواجهون مشاقًا لا تُحتمل للسفر والإقامة والتنقّل من أجل أداء الامتحانات.”

 

جاء قرار اعتماد مركز امتحانات في ولاية الخرطوم (أم درمان تحديدًا) بناءً على عدد من المعطيات الميدانية:

 

وجود أعداد كبيرة من الطلاب داخل الخرطوم وصعوبة تنقلهم إلى عطبرة أو غيرها

 

معاناة الطلاب في توفير السكن، المواصلات، والاحتياجات الأساسية

 

تفادي ارتفاع التكلفة عليهم في ظل ظروف معيشية معقدة

 

> 💬 “أردنا أن نقترب من الطالب، لا أن نزيد عليه أعباء النزوح والانتظار.”

 

🔸 التأمين: تكامل الجهود بين الجامعة والأجهزة الرسمية

 

فتح المركز لم يكن قرارًا عشوائيًا، بل رافقه تنسيق على أعلى مستوى:

 

زيارة الوالي والمعتمد للمركز وتوفير الشرطة الجامعية لتأمين الموقع

 

مشاركة الحرس الجامعي، وعمال الجامعة في تأهيل المكان

 

صيانة شاملة استغرقت أكثر من شهرين وتكلفت مبلغًا ضخمًا

 

> 💬 “أعدنا تأهيل الكهرباء، المحولات، الإضاءة، التهوية، المياه، ودورات المياه… المركز أصبح جاهزًا لاستقبال الحياة رغم كل شيء.”

 

🔸 الهيئة التدريسية: استجابة فورية وموقف وطني

 

لم يكن النجاح ممكنًا دون تعاون الكليات، الأساتذة، والكوادر الإدارية:

 

تم إخطار الإدارات بالكليات، والتي بدورها رتبت مع رؤساء الأقسام

 

الأساتذة تجاوبوا بشكل استثنائي وكانوا في الموعد لأداء رسالتهم رغم الظروف

 

> 💬 “الوسائط التشاركية سهّلت كثيرًا من التنسيق، والأساتذة كانوا حريصين على إنجاح التجربة إلى أقصى درجة.”

 

🔸 روح لا تعرف الفشل

 

> 💬 “نحن في جامعة الزعيم الأزهري… لا نعرف كلمة فشل. كل هدف نرسمه في سبيل التعليم، نبلغه بإذن الله، مهما كلفنا من جهد.”

 

بهذه الكلمات الحاسمة اختتم البروفيسور حديثه عن هذه التجربة، مؤكدًا أن النجاح لم يكن خيارًا، بل واجبًا وطنيًا. فالمعركة لم تكن فقط مع الأمن، بل مع الزمن، مع الإحباط، ومع غياب الدولة في لحظات كثيرة. ومع ذلك… نجحت الجامعة، ونجح طلابها، ونجحت الفكرة.

 

🟦 السؤال الثالث: التحديات اللوجستية والبشرية

 

ما أبرز التحديات التي واجهتموها في إعادة تشغيل الكلية، سواء من ناحية الكوادر أو البنية التحتية؟

وكيف تم التعامل مع أعضاء هيئة التدريس الذين غادروا الخرطوم أو الخارج؟

 

🔹 الخراب المادي: ود نوباوي تحت القصف

 

> 💬 “مجمع ود نوباوي لم ينجُ من الدمار… كانت الخسائر واسعة، من مكاتب الإدارة إلى أبسط الأدوات.”

 

بكل واقعية، وصف البروفسير أسامة نبيل أن مجمع ود نوباوي – أحد أهم مقرات الجامعة – تعرّض لدمار ونهب وسرقة ممنهجة طالت كل شيء:

 

تم تفريغ المكاتب بالكامل، بما في ذلك مكتب العميد ومكاتب الكوادر الإدارية

 

نُزعت أجهزة التكييف، الأسلاك، الإنارة، الأبواب، والمراوح

 

حتى أبسط الأدوات المكتبية أُخذت، مما جعل المجمع خاليًا من كل ما يُستخدم في العملية التعليمية

 

🔸 من تحت الرماد: إعادة تأهيل المجمع بالكوادر المحلية

 

> 💬 “استدعينا عمالاً مهرة، من البنائين والكهربائيين، وأطلقنا خطة إسعافية لإعادة تأهيل المجمع خلال أسابيع.”

 

رغم الفوضى والدمار، رفضت إدارة الجامعة الانهيار، واعتمدت على كوادرها الفنية لتبدأ عملية التأهيل:

 

بمساعدة العمال والفنيين المحليين تم تنظيف المجمع بالكامل، وإعادة تأهيل المساحات من الشارع حتى أسوار الكلية

 

شاركت جهات مجتمعية في أم درمان برعاية كريمة من معتمد امدرمان في دعم عمليات الصيانة، بما في ذلك إزالة الأنقاض، تجذيب الأشجار، وإعادة تشغيل المرافق

 

> 💬 “كانت حملة تنظيف وتأهيل شاملة… مجمع الأمس المحطّم صار اليوم جاهزًا لاستقبال الحلم من جديد.”

 

🔸 التحدي الكهربائي: خريطة من الصفر

 

من أكبر التحديات كانت إعادة شبكة الكهرباء للمجمع، وهو أمر استلزم خبرات دقيقة، وقد تصدّى له بكل اقتدار:

 

> 💬 “رئيس عمال الكهرباء إبراهيم باشري… ظل يبيت داخل المجمع ليلاً ليُكمل العمل في أقصر زمن ممكن.”

 

بجهود استثنائية، تم:

 

إعادة توصيل الشبكة

 

تركيب مراوح

 

تشغيل الإنارة والمولدات

 

تجهيز القاعات بشكل آمن للامتحانات والتدريس

 

🔸 الكوادر البشرية: الحل في التقنية والتواصل الإنساني

 

> 💬 “جزء من هيئة التدريس كان داخل السودان… لكن الجزء الأكبر في الخارج: الإمارات، مصر، السعودية.”

 

كان التحدي الحقيقي هو في كيفية إدارة العملية التعليمية بوجود هذا التشتت الجغرافي للأساتذة. وقد تم اعتماد نظام ذكي ومرن:

 

التواصل تم عبر الوسائط الرقمية (بريد إلكتروني – واتساب – Google Meet – Zoom)

 

الامتحانات: كان الطلاب يكتبون إجاباتهم في الكراسات، ثم يتم تصويرها وإرسالها إلكترونيًا للأساتذة في الخارج للتصحيح

 

التدريس النظري تم عبر المحاضرات الافتراضية، ما ضمن استمرارية العملية الأكاديمية رغم الجغرافيا المعقدة

 

> 💬 “نعم كانت عملية مرهقة، لكنها أنقذت مستقبل الطلاب… وأعادت الاعتبار لفكرة أننا أمة لا تُكسر.”

 

✨ ملخّص العبرة من السؤال الثالث:

 

ما بين أطلال الدمار وجدران تُعاد طلاؤها، انتصرت إرادة الإنسان السوداني الأكاديمي، الذي آمن أن المعركة ليست فقط ضد الحرب، بل ضد النسيان، ضد التوقّف، ضد أن يصبح التعليم رفاهية.

 

🟦 السؤال الرابع: الدراسات العليا في زمن الأزمة

 

بصفتكم عميدًا للدراسات العليا، كيف تأثرت البرامج البحثية والأكاديمية؟

وهل هناك آلية جديدة لقبول الطلاب، ومتابعة رسائلهم، ومناقشة أطروحاتهم في ظل هذه الظروف؟

 

🔹 البداية: من التجمّد إلى النبض الأكاديمي

 

> 💬 “نعم، تأثرت برامج الدراسات العليا كما تأثرت بقية وحدات الجامعة… لكننا رفضنا أن نستسلم لتوقف الزمن.”

 

يشير البروفيسور أسامة إلى أن برامج الدراسات العليا عاشت حالة من الشلل في بدايات الحرب، لكن سرعان ما أطلقت الجامعة رسالة طمأنينة للطلاب مفادها أن عجلة العلم لن تتوقف:

 

استُؤنفت مناقشات الرسائل البحثية للطلاب الذين أكملوا متطلباتهم

 

تمّت متابعة طلاب الكورسات والبحث في الماجستير والدكتوراه على حدّ سواء

 

عُقد مجلس الأساتذة في مارس، وأسفر عن تخرج أكثر من 261 طالبًا في مختلف البرامج

 

> 💬 “رسالتنا كانت واضحة: من بدأ طريق البحث… لن نتركه دون ختام يليق.”

 

🔸 المنظومة الرقمية: عندما تحلّ التقنية محلّ الجغرافيا

 

مع انقطاع الكثير من الأساتذة في الخارج، كان الخيار الوحيد هو اللجوء إلى التقنية:

 

التواصل تم عبر Google Meet وZoom

 

الطالب يُرسل الرسالة أو الامتحان إلكترونيًا

 

الأستاذ يصحّح من الخارج ويرسل النتائج

 

الاجتماعات الأكاديمية واللجان العلمية عقدت افتراضيًا بكفاءة عالية

 

> 💬 “حفظنا حق الطالب، وكرامة الأستاذ، واستمرار المؤسسة عبر تكنولوجيا فرضتها الضرورة… وتحولت إلى عادة إيجابية.”

 

🔸 نقدٌ ذاتي واستشراف للمستقبل: لائحة ما بعد الكارثة

 

> 💬 “لو كانت لدينا بنية رقمية متكاملة قبل الحرب، لتجاوزنا كثيرًا من العقبات… وهذه دعوة لتأسيس نظم إلكترونية شاملة.”

 

بصراحة ناقدة، عبّر البروفيسور عن أسفه من غياب خطط احتياطية في مؤسسات التعليم العالي السودانية لمثل هذه الأزمات، مؤكدًا ضرورة:

 

التحول الجاد إلى إدارة رقمية

 

التخلي عن نماذج الورق والتخاطب اليدوي

 

اعتماد أساليب بديلة غير تقليدية في التدريس والتقييم

 

> 💬 “زمن الورق انتهى… وزمن العجز أمام الكوارث يجب أن ينتهي أيضًا.”

 

🔸 القبول الإلكتروني: الجيل الجديد يدخل من بوابة المستقبل

 

لم تكتفِ الجامعة بإدارة الأزمة، بل بدأت بناء ما بعد الأزمة. حيث تحوّل القبول في الدراسات العليا إلى:

 

تقديم إلكتروني كامل عبر المنصات

 

معاينات إلكترونية واختيار للمرشحين عن بُعد

 

إرسال الملفات ومتابعة التسجيل بدون زيارة ميدانية

 

مثال عملي: برنامج ماجستير التشريح الطبي استقبل أكثر من ثلاثين طالبًا إلكترونيًا

 

> 💬 “التحوّل الرقمي في التعليم العالي لم يعد خيارًا… بل ضرورة وطنية لإنقاذ ما تبقى من المستقبل.”

 

✨ الدرس المستخلص:

 

رغم الحصار، والشتات، والعزلة المفروضة على الجامعات، أثبتت الدراسات العليا في جامعة الزعيم الأزهري أنها ليست ترفًا أكاديميًا، بل معركة بقاء علمية، خاضتها الجامعة بوسائل حديثة وعزيمة تقليدية عريقة.

هي ليست فقط مرحلة تعليمية… بل وثيقة مقاومة وطنية بالعلم.

 

🟦 السؤال الخامس: المساواة والعدالة بين الطلاب

 

كيف تعاملت الجامعة مع قضية تفاوت الأوضاع الجغرافية للطلاب (داخل الخرطوم، خارجها، أو نازحين)؟

وهل هناك حلول مرنة مثل الامتحانات البديلة، أو التعليم عن بعد، لضمان عدالة الفرص؟

 

🔹 الجامعات ليست جدرانًا… بل عدالة في الميدان

 

> 💬 “العدالة التعليمية كانت هاجسًا أساسيًا لنا… وواجبنا أن نصل إلى الطالب، لا أن ننتظره.”

 

بفهم استراتيجي لواقع التشتت الجغرافي والتهجير، وضعت الجامعة خريطة مرنة لتوزيع المراكز الامتحانية والتعليمية، تُراعي التنوّع المكاني والضغط النفسي على الطلاب، وتشمل:

 

الموقع المركزي: مجمع الخرطوم

 

مراكز إقليمية معتمدة:

 

شندي

 

كسلا

 

كوستي

 

عطبرة (نظرًا لوجود الإدارة والشؤون العلمية والشهادات هناك)

 

بهذا التوزيع، أصبح الطالب يختار أقرب مركز إليه، دون الحاجة إلى السفر أو الإقامة أو تكبد التكاليف، وهو ما ضمِن استمرارية العملية الأكاديمية وعدالة الوصول.

 

🔸 التعليم عن بعد: حل واقعي للشتات

 

> 💬 “نعم، اعتمدنا التعليم عن بُعد، جزئيًا، كخيار واقعي لضمان حق الطالب في المتابعة، خاصة في البرامج النظرية.”

 

اعتمدت الجامعة على المنصات الإلكترونية ومجموعات التواصل لتقديم:

 

المحاضرات النظرية

 

التوجيهات الأكاديمية

 

الجلسات التفاعلية مع أعضاء هيئة التدريس خارج البلاد

 

> 💬 “الطالب في المعسكر… والطالب في القاهرة… والطالب في الخرطوم… جميعهم تلقوا خدمة واحدة بأدوات مختلفة.”

 

🔸 الامتحانات البديلة: عندما تكون الظروف أقسى من الجداول

 

الجامعة راعت الظروف القهرية لبعض الطلاب، وخاصة:

 

النازحين داخليًا

 

المقيمين في مناطق نزاع

 

العاجزين عن الوصول للمراكز في الوقت المحدد

 

> 💬 “في بعض الحالات الاستثنائية، تمّت جدولة امتحانات بديلة، حفاظًا على حق الطالب… لا يُعاقب من أجل وضع لا يد له فيه.”

 

هذا التوجه أثبت أن الجامعة لا تُدير التعليم فقط، بل تُدير الأمل… وتدافع عن عدالة الإنسان في وجه الفوضى.

 

✨ خلاصة هذه المحطة:

 

جامعة الزعيم الأزهري لم ترفع شعار العدالة فحسب… بل مارستها على الأرض، بحكمة إدارية، ونُبل أخلاقي، ورؤية تستحق أن تُسجّل ضمن تجارب التعليم المرن في العالم العربي خلال النزاعات.

هي عدالة بلا استعراض… لكنها محفورة في أوراق الامتحان، وفي عيون الطلاب، وفي خريطة الوطن.

 

🟦 السؤال السادس: الأثر الوطني والدروس المستفادة

 

هل ترون أن تجربة جامعة الزعيم الأزهري يمكن أن تُلهم بقية الجامعات السودانية؟

وما هي الرسالة التي توجهونها للجامعات الأخرى، وللجهات الحكومية المعنية بالتعليم العالي؟

 

🔹 الوطنية تبدأ من قاعة الدرس

 

> 💬 “الجندي يمارس وطنيته على الجبهة… والمعلم يمارسها في قاعة الدرس.”

 

بهذه المقاربة العميقة، يقدّم البروفيسور أسامة نبيل مفهومًا متقدّمًا للوطنيّة، يربط فيه التعليم بالدفاع عن الوطن، ويُحوّل المعلم والطالب إلى جنود في معركة بناء الدولة:

 

التعليم ليس رفاهًا… بل واجب وطني

 

المعلم يغرس القيم قبل أن يشرح المعادلات

 

الطالب حين يُكمل مشواره في ظل الأزمات، فإنه يجسّد الوطن في أنقى صوره

 

🔸 من حب الجامعة… إلى حب الوطن الكبير

 

> 💬 “حب الطالب لجامعته الصغيرة… هو البذرة الأولى لحب الوطن الكبير.”

 

يشير البروفيسور إلى أن بناء الوطنية يبدأ من الأشياء القريبة: الجامعة، القاعة، الحي، الزملاء. ومن هذا الحب الصغير يتكوّن الانتماء الكبير:

 

كل من يحب مكانه ويؤديه بإخلاص… يُسهم في وطنٍ أقوى

 

الوطن ليس جغرافيا فقط، بل علاقة وجدانية بين الفرد ومحيطه

 

🔸 رسالة لبقية الجامعات: لا تنتظروا الكمال… ابدأوا بالممكن

 

> 💬 “قد تكون الثقة قد تآكلت… لكن صورة الجامعة الحقيقية ظهرت حين عملنا بأقل الإمكانات، وأكثر الإخلاص.”

 

من خلال هذه التجربة، وُلدت قناعة بأن على الجامعات السودانية ألا تنتظر توفر كل الظروف المثالية:

 

ابدأ بما تملك… من مكان، من أستاذ، من روح

 

لا يجب أن تُدار الجامعات على الورق فقط، بل بالإيمان برسالتها

 

كل تجربة تبدأ صغيرة، وتكبر عندما تُنجز شيئًا للطالب، للمجتمع، وللوطن

 

🔸 نداء للجهات الحكومية: التعليم أولًا، لأنه وطنٌ يُعاد بناؤه

 

> 💬 “نحن نستعد لتجهيز بيئة متكاملة لاستقبال الطلاب… والتعليم يجب أن يعود للواجهة كأولوية وطنية.”

 

أرسل البروفيسور رسالة واضحة للجهات المعنية بالتعليم العالي:

 

ضرورة الدعم اللوجستي والتقني للجامعات

 

الإسراع في تمويل مشاريع التأهيل

 

تثبيت التعليم في قلب رؤية الدولة لبناء ما بعد الحرب

 

✨ الرسالة الختامية لهذا السؤال:

 

إذا كانت البنادق تبني الانتصارات الميدانية… فالمعرفة هي التي تبني الانتصارات الحضارية.

وجامعة الزعيم الأزهري لم تنتظر أن يُطلب منها ذلك… بل بادرت، فأنجزت، فألهمت.

 

🟦 السؤال السابع: المستقبل… وخارطة الأمل القادمة

ما خططكم للفصل الدراسي القادم؟ وهل هناك استعداد لتوسيع التجربة لتشمل كليات أو مناطق أخرى؟

وما دور الجامعات، في رأيكم، في الحفاظ على النسيج الوطني والتوازن في ظل الحرب الراهنة؟

 

🔹 الخطوة القادمة: من رماد الحرب إلى ساحات الأمل

 

> 💬 “نُخطط لإعادة تأهيل مجمعات بحري، الكدرو، وكافوري… حتى تعود الجامعة إلى كامل طاقتها، وتستقبل أبناءها من جديد.”

 

في خطوة طموحة، وضعت الجامعة خطة لاستكمال إعادة تأهيل كافة مجمعاتها:

مجمع بحري: أحد الأعمدة المركزية للجامعة

 

مجمع كافوري: مركز نوعي للكليات العلمية

 

مجمع العباسية: الحاضن التاريخي لأجيال كثيرة من الطلاب

 

الهدف هو توسيع التجربة التعليمية إلى كل مناطق التواجد الطلابي في السودان وخارجه، وعدم حصر النموذج في مجمع واحد فقط

 

🔸 الجامعة: مرآة السودان وموقد وحدته

 

> 💬 “الجامعة لا تُشبه التعليم العام… لأنها تُمثل السودان كله في قلب واحد.”

 

بكلمات عميقة، يوضح البروفيسور أن الجامعة ليست فقط مكانًا للتعليم، بل هي:

 

نموذج مصغر للوطن، ففيها يلتقي:

 

طالب الشرق بزميله من الغرب

 

ثقافة الشمال بفولكلور الجنوب

 

لهجات السودان كلها في رواق واحد

 

ومن خلال هذا الخليط الحيّ، تتشكل هوية سودانية جامعة تتجاوز الجهوية والانقسام

 

🔹 مرحلة الجامعة: أكثر من شهادة… إنها مرحلة التحول

 

> 💬 “الجامعة هي آخر حلقة في السلم الأكاديمي… لكنها أولى حلقات الاندماج الوطني الحقيقي.”

 

يشير البروفيسور إلى أن طلاب الجامعة لا يكتسبون المعرفة فقط، بل:

 

يُصقلون مهاراتهم الفنية والبدنية والعقلية

 

يكتشفون أنفسهم وهوياتهم ومواهبهم

 

يتحولون من طلاب إلى مواطنين فاعلين عبر التفاعل مع زملاء من خلفيات متباينة

 

> 💬 “في الجامعة، يولد السودان الحقيقي… متعدد اللهجات، واحد الهوية، متنوع الثقافات، متحد في الحلم.”

 

🔸 رسالة للجهات المعنية: أعيدوا للجامعة دورها القيادي

 

> 💬 “أتمنى من المسؤولين أن يولوا التعليم الجامعي ما يستحقه… لأنه أكثر من مجرد محاضرات، هو بناء لنفسية أمة.”

 

الجامعة، كما عبّر، ليست فقط مباني ومناهج، بل:

 

ميدان لصناعة الإنسان

 

محرّك اجتماعي يحافظ على التوازن النفسي والوطني

 

بيئة تُخرج القادة والمبدعين ومُجددي النسيج الوطني

 

✨ الختام:

في ظل الحرب… ووسط ركام المدن… وقفت جامعة الزعيم الأزهري لتقول:

 

> 💬 “قد يسقط الجدار… لكن لا تسقط الإرادة. وقد تُغلق القاعات… لكن لا يُطفأ نور التعليم.”

فشكرًا للبروفيسور أسامة نبيل، ولكل من شارك في هذه الملحمة.

ولعل هذا الحوار يُصبح وثيقة وطنية، تُلهم الجامعات… وتُبشّر بوطنٍ يبنيه عقلٌ لا ينكسر، وقلبٌ لا يتوقف عن الحلم.

‫شاهد أيضًا‬

بحضور مدير امتحانات السودان  والي نهر النيل يقرع الجرس أيذاناً بانطلاق امتحانات الشهادة 

الدامر: 5minute-news قرع والي ولاية نهر النيل محمد البدوي ابوقرون جرس انطلاق امتحانات الشه…