‫الرئيسية‬ مقالات نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  السماء المغلقة: كيف يصمد قطاع الطيران السوداني في زمن الحرب؟
مقالات - ‫‫‫‏‫7 ساعات مضت‬

نقطة إرتكاز  د.جادالله فضل المولي  السماء المغلقة: كيف يصمد قطاع الطيران السوداني في زمن الحرب؟

نقطة إرتكاز   د.جادالله فضل المولي   السماء المغلقة: كيف يصمد قطاع الطيران السوداني في زمن الحرب؟

في ظل الحرب التي تعصف بالسودان منذ أبريل ٢٠٢٣م، لم تقتصر الأضرار على الأرض فقط، بل امتدت إلى السماء. فقد أُغلق المجال الجوي السوداني على عجل، وتوقفت حركة الطيران المدني، فقد حوّلت المليشيات المطارات في السودان إلى مناطق نزاع وأهداف عسكرية، مما شلّ أحد أهم شرايين الدولة الحديثة قطاع الطيران.

 

لكن رغم هذه الظروف القاسية، لا تزال هناك جهود تُبذل خلف الكواليس لإبقاء هذا القطاع حياً، ولو بالحد الأدنى، ولإعادة فتح المجال الجوي تدريجياًأمام الرحلات الإنسانية والتجارية.

 

مع تصاعدالعمليات العسكرية أُغلق المجال الجوي السوداني حفاظاً على سلامة الطائرات المدنية. ونتيجة لذلك، تم تسليم إدارة المجال الجوي مؤقتاً إلى الغير بالتنسيق مع منظمة الطيران المدني الدولي ، لضمان استمرار مراقبة الحركة الجوية العابرة فوق الإقليم.

 

هذا الإجراء، وإن كان اضطرارياً، أثارتساؤلات حول السيادةالجوية لكنه في الوقت ذاته عكس حجم التحديات التي تواجهها الدولة في ظل غياب الاستقرار الأمني والمؤسسي.

 

ماهو الحل لإعادة تنشيط قطاع الطيران؟. لابد من السلطات السودانية المختصة، أن تتواصل مع مع خبراء الطيران المدني، للتعاون والتواصل مع جهات دولية مثل اتحاد المراقبة الجوية الدولي .والمنظمة الدولية للطيران المدني. والهيئة العربية للطيران المدني.علي أن يكون الهدف من هذه الاتصالات هو تأمين الدعم الفني لإعادة تشغيل أنظمة المراقبة الجوية. تدريب الكوادر السودانية في بيئات آمنة.وضع خطة تدريجية لإعادة فتح المجال الجوي .

 

إلى جانب الإغلاق الجوي، يواجه قطاع الطيران تحديات جسيمة، منها تدمير واحتلال بعض المطارات. تعطّل أنظمة الاتصالات والملاحة الجوية فقد عاثت المليشيات بأنظمة الملاحة الجوية قامت بتدميرها تدميراً ممنهجاً. نزوح الكوادر الفنية المؤهلة نقص التمويل وغياب الدعم اللوجستي. ورغم ذلك، لا تزال بعض المطارات في السودان تعمل جزئياً، وتُستخدم في إيصال المساعدات الإنسانية أو إجلاء المرضى ،والمسافرين.

 

قطاع الطيران ليس رفاهية، بل هو مرآة تعكس استقرار الدولة وقدرتها على التواصل مع العالم. وإعادة تشغيله في السودان ولو تدريجياً، هو مؤشر على بدء استعادة السيادة، وبداية طريق طويل نحو التعافي.

 

فبين سماء مغلقة وأمل مفتوح، يظل الطيران السوداني رمزاً لصمود دولة تبحث عن أفق جديد، رغم الدخان والركام.حفظ الله السودان وشعبه.

meehad74@gmail.com

‫شاهد أيضًا‬

رمضان محجوب يكتب: معالي الوزير

مع تقلبات الراهن السياسي المضطرب بجانب ترقب الشارع لاكمال رئيس مجلس الوزراء د. كامل إدريس …